memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia"> السُرَكجِي: اسمٌ لمعَ في غرف التحقيق و ظل شوكة في حلق العدو - أصداء memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia">
الرئيسية / الأخبار / فلسطين
السُرَكجِي: اسمٌ لمعَ في غرف التحقيق و ظل شوكة في حلق العدو
تاريخ النشر: الأحد 22/02/2015 21:04
السُرَكجِي: اسمٌ لمعَ في غرف التحقيق و ظل شوكة في حلق العدو
السُرَكجِي: اسمٌ لمعَ في غرف التحقيق و ظل شوكة في حلق العدو

 حنين حلاوه و مرح منى (نابلس)-
جَبّارة لا تخشى الصعاب, صابرة لم يتغلب عليها الحزن و ألم الفقد, هي أنثى بقلب رجل, وبقوةٍ استمدتها من قائدٍ اختاره الله شهيداً, فرحل عنها لتربي أبناءهما لوحدها, وتهب حياتها وجل اهتمامها بهم, دون سخط على القدر, راضية بما كتبه الله لها.


بعينين حادتين, وهامة شامخة كالجبال, تقول تهاني السركجي زوجة الشهيد رائد السركجي أن حب الوطن كان ينبض في عروق  زوجها منذ أن كان في عمر الزهور, فاعتقل عدة مرات في الإنتفاضة الأولى, بسبب انضمامه للفتية المقاومين في البلدة القديمة في مدينة نابلس. 

و تكمل زوجته: "في عام 1996 هاجم زوجي مقر قوات الإحتلال قرب منطقة قبر يوسف في مدينة نابلس برفقة مجموعة من رجال المقاومة لعدة أيام تكبد فيها الصهاينة خسائر فادحة ليصبح بعدها أحد أهداف الاحتلال الذي وصفه بكبار المخربين و سعى جاهداً للتخلص منه".
 

وتتابع حديثها وهي تنظر الى صورة زوجها أن الهجوم على مقر الاحتلال استمر ل 3 أيام على التوالي حيث أسفر عن قتل 13 جندي اسرائيلي, وأَجبرت القوات الاسرائيلية بعدها على الانسحاب من الموقع.


 و ترجع بذاكرتها الى الوراء قليلاً واصفةً ذلك القائد المغوار, كان رائد شجاعاً مقداماً جريئاً لا يهاب الموت, تميز بالعمليات المفاجئة للإحتلال الإسرائيلي, ففي عام 2002 صعد الى قمة جبل عيبال وهاجم النقطة العسكرية التي تتوسط جبل جرزيم, مما أصاب قوات الاحتلال بالهلع فاطلقوا عليه وابلاً من القذائف المدفعية من موقعهم, المقابل لجبل عيبال متخذاً من صخوره ملجاً يحتمي به, فبذكاءه و حنكته العسكرية كان ينجوا كل مرة من قبضتهم.


وتذكر تفاصيل اعتقاله في الاجتياح الاسرائيلي لمدينة نابلس عام 2002 حاصرت القوات الاسرائيلية الشهيد رائد ورفاقه في "حارةالياسمينة" في البلدة القديمة من جميع مداخلها, ثم هدمت الجرافات الإسرائيلية البيوت على رأس ساكنيها للضغط على المقاومين, فأضطر رائد وبقرار جماعي من رفاقه بتسليم أنفسهم لقوات الإحتلال, لينتقلوا بعدها لأقبية التحقيق في مركز تحقيق بتاح تكفا, حيث تعرض الشهيد لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي لإرغامه على الإعتراف بالعمليات التي قام بها, ولكن دون جدوى فعناده أكبر من غطرستهم, ليحكم عليه بعدها بالسجن 3 سنوات بتهمة قيادة كتائب شهداء الأقصى.

 وتصف ويلات الأسر وظلم السجان: "كنا نعد الأيام وننتظر لقياه بفارغ الصبر فإذا بهم يضيفون لحكمه 3 سنوات ونصف بكل بساطة دون أن ترف أجفانهم, وذلك بعد  تعذيبٍ أجبر أحد المعتقلين على الإعتراف بأن رائد كان يطلق النار على الجيش الاسرائيلي في قبر يوسف".

و تتابع بحرقة أنه لم يشف غليلهم أسره لمدة ست سنوات ونصف فمددوها لسبعة سنوات باستمرار اعتقاله لستة أشهر إدارية إضافية دون إبداء السبب, ليطلق سراحه ويعانق شمس الحرية في عام 2008.

تفاصيل الإغتيال

هناك في زوايا بيت الشهيد صوت ضحكات طفلٍ صغير, لم يعرف أباه، لأنه كان في بطن أمه عندما استشهد والده, فتسرح في خيالك لبرهة مستشعراً عظمة والدته التي تعد أماً وأباُ له في آن واحد, ثم يسقط نظرك على أخيه وأخته اللذان يكبرانه بالعمر والألم, فصورة أبيهم المحفورة بإذهانهم حجبت عنهم الضحكات, فصوت الرصاص الذي انهمر على والدهم لايزال يطرق في مسامعهم ومشهد اغتياله لم يفارق ذاكرتهم حتى الآن.
لتروي أمهم تفاصيل الإغتيال بدقة وهي تقول: "مشاعري تبلدت ولم يعد الحديث عن هذا الموضوع يؤلمني، ففي تاريخ  26-12-2009  كان قد مضى على خروج زوجي من السجن عام كامل, بعد اعتقال تعسفي دام لسبع سنين، أتذكر حينها أن اليهود حاصروا "حوش" العطعوط وتسلقوا سطح المنزل وفجأة بدأ اطلاق الرصاص هكذا دون سابق إنذار".
و تتابع حديثها أن في الساعة الثالثة ليلاً تهاني حاولت هي وزوجها أن يتخذوا من زاوية غرفتهم ملجأ ولكن دون مفر تقول: "أخذت أصرخ وأقول:سوف نخرج.. توقفوا عن اطلاق الرصاص! ولكن باغتتنا رصاصة استقرت في منتصف جبهة زوجي, لحقتها رصاصة أخرى استقرت في قدمي, فكان إعداماً له على مرأى الناس ومسمعهم".
وتكمل أنها لم تتألم وقتها فهول الموقف كان أشد عليها من ألم الرصاصة, فزوجها ملقى بين ذراعيها ودماؤه تسيل على يديها, وبعد دقائق أحست بدفئ جسده يتسلل شيئاً فشيئاًعندها أيقنت بأنه استشهد.

وتضيف لم يكتفي الجنود بهذا الحد, فكانت قلوبهم مليئة بالحقد عليه ما جعلهم بعد التأكد من استشهاده, يقتحمون الغرفة ويطلقوا الرصاص تباعاً على جثته. 

تهاني تعيل 3 أطفال تُركوا مع آثار الرصاص التي لا تزال في غرفة أبيهم حتى الآن, لا يكفيهم راتب الشؤون الاجتماعية, ولم يجدوا مؤسسة تدعمهم. 

وتختم  تهاني حديثها أن زوجها ذو الاسمين رائد ونادر عاش شوكة ومات شوكة في حلوق أعدائه وكان من حظه امتلاك اسمين فقد شفع له ذلك في مغامرته مع غرف التحقيق.
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017