نابلس-أصداء-هديل أبو شهاب
افتتحت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وكالة التنسيق والتعاون التركية اليوم المدرسة الرشادية "الفاطمية"، التي بنيت في العهد العثماني في مدينة نابلس، بعد إعادة تأهيلها بتمويل من وكالة التعاون والتنمية التركية "تيكا".
وتم الافتتاح بمشاركة رئيس الجمهورية التركية رجب طبيب اردوغان عبر الأقمار الصناعية، والسفير التركي، ومدير وكالة التنسيق التركي في فلسطين مصطفى صارنيش، ومدير مكتب "تيكا" في فلسطين بولانت كوركماز، ووزيرة التربية والتعليم الفلسطينية خولة الشخشير، ومحافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب، وعدد من الشخصيات والمؤسسات الفلسطينية.
وفي كلمة محافظ نابلس اللواء أكرب الرجوب أشار إلى أن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى تركيا، كما أن فلسطين بحاجة إلى المواقف الجريئة من تركيا، مضيفا: أن الشعب الفلسطيني "يفتخر بكم وبالرسالة التي تحملونها لنا والتي تقول: أيها الشعب ابق ثابتا على أرضك، انغرس على أرضك، وواجه الاحتلال حتى تقيم دولتك".
وأشار إلى أن الجمهورية التركية لها تاريخ حافل بمواقفها تجاه الشعب الفلسطيني، شاكرا الشعب التركي وقيادته على هذا الدعم وكل من ساهم في انجاز مشروع إعادة ترميم المدرسة الرشادية (الفاطمية)، وغيرها من المشاريع في المحافظة.
من جهته اعتبر مدير وكالة التنسيق التركي مصطفى صارنتش أن نابلس تعد نموذجا للتعايش العثماني الماضي، وتابع: "واليوم نحتفل معكم بترميم المدرسة العثمانية الفاطمية، الذي يرمز إلى قوة العلاقات التركية الفلسطينية وما يقدمه الشعب التركي للشعب الفلسطيني".
وأوضح أن هدف تركيا هو إيصال الشعب الفلسطيني إلى دولته وإنهاء الاحتلال، مؤكدا مواصلة دعم المشاريع وتنفيذها بالسرعة القصوى.
أما مديرة التربية والتعليم خولة الشخشير قالت إن إعادة تأهيل المدرسة الفاطمية التي يعود تاريخها للعصر العثماني يشير إلى أهمية التعاون الفلسطيني التركي، واستمرار دعم تركيا لفلسطين، معربة عن دعمها وشكرها لتركيا حكومة وشعبا وقيادة.
وطالبت الشخشير من الرئيس أردوغان شراء مدرسة فلسطينية في مدينة القدس، وتقديم المزيد من المنح الطلابية للفلسطينيين.
كما تحدثت عن الأجيال التي خرجتها المدرسة منذ النشأة، والذين لهم بصمة واضحة في مؤسسات فلسطين، أمثال الشاعرة فدوى طوقان، والشهيدة شادية أبو غزالة، ووزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري، ونائب محافظ نابلس السيدة عنان الأثيرة وغيرهن الكثير.
وكانت المدرسة الفاطمية تعرف في العهد العثماني بـ"الرشادية الغربية" نسبة إلى السلطان العثماني محمد رشاد الخامس، حيث أنشئت في العام 1909 ميلادية (1329 هجرية)، على مساحة تقدر بـ3200 متر مربع، وتم افتتاحها عام 1911 في عهد المتصرف سليمان بك طوقان، وجددت عام 1946، والناظر إلى الباب الرئيسي للمدرسة يجد حجرا مدون عليه تاريخ تأسيس المدرسة.
وتمت تسميتها بالمدرسة الفاطمية عام 1920 نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، حيث كانت في البداية مدرسة للذكور ثم تحولت مدرسة للإناث، واتخذت عام 1948 مقرا لجيش الإنقاذ العربي (القوات العربية التي شاركت في حرب فلسطين).
وتدرس المدرسة حاليا الفرع التجاري، وتضم 320 طالبة من الصف العاشر الأساسي حتى التوجيهي التجاري الذي بوشر العمل به عام 2004، وهي الوحيدة في نابلس التي تمنح شهادة بالفرع التجاري، وهذا ما يميزها.
وتعرضت المدرسة خلال اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدينة عام 2002 إلى عمليات هدم وتدمير لأجزاء من الجهة الشمالية منها، فالاحتلال يتعمد ضرب المواقع الأثرية والتعليمية، وتسبب ذلك في ضياع أرشيف تاريخي مهم.
وفي الختام قدم محافظ نابلس هدية تذكارية من مدينة نابلس للرئيس التركي رجب طيب اردوغان تثمينا لجهوده في دعم فلسطين. .