الرئيسية / مقالات
علامات استفهام حول خطاب الرئيس أبو مازن.. بقلم: ثائر حنني
تاريخ النشر: السبت 22/03/2014 19:35
علامات استفهام حول خطاب الرئيس أبو مازن.. بقلم: ثائر حنني
علامات استفهام حول خطاب الرئيس أبو مازن.. بقلم: ثائر حنني

 

في الوقت الذي يعلو فيه خطاب كل المناضلين الوطنيون والقوميون للالتفاف حول القيادة الفلسطينية وثوابت القضية بهدف تعزيز الموقف في مواجهة التحديات الجسام التي تواجه قضيتنا العادلة بأدق تفاصيلها, تلك الثوابت التي تقودنا نحو إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, وعودة كافة أبناء شعبنا المهجرين إلى ديارهم وبيوتهم وبساتينهم وشطاّنهم, والإفراج عن كافة أسرانا في سجون الاحتلال البغيض وإجباره على دفع التعويضات اللازمة للجرحى والمهدمة بيوتهم ومصالحهم,وكذلك تقديم جنرالات العدو للمحاكم الدولية عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها بحق شهدائنا من الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم.

 

ما يعنينا هنا هو خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من على منصة المجلس الثوري لحركة فتح في دورته الأخيرة الثالثة عشرة حيث لفت سيادته إلى أن أساس الحركة (فتح)أننا فلسطينيون.. نريد أن نحرر بلدنا, لا ننتمي لأحزاب ولا لدول ولا لمخابرات, وكل من ينتمي لحزب عربي عليه أن ينسلخ تنظيميا عن حزبه,يريد أن يبقى أفكاره قومية أو بعثية أو إسلامية يبقى,ولكن ينسلخ تنظيميا عن حزبه ,ولا تعود له أي علاقة بحزبه.

 

تأتي هذه الفقرة من خطاب الرئيس عباس التربوية والموجهة بالدرجة الأساس للأحزاب القومية العربية والتي لها باع طويل في التضحيات على الساحة الفلسطينية.. مناقضة لجوهر المبادئ التي قامت عليها حركة فتح والثورة الفلسطينية والتي تعتبر فلسطين كجزء لا يتجزأ من الأمة العربية والوطن العربي الكبير, كما ويأتي هذا الخطاب في الوقت الذي تمر فيه القضية الفلسطينية بأخطر مراحلها في مواجهة غول التهويد والاستيطان, وفي الوقت الذي نكون فيه أحوج ما يمكن للشراكة النضالية والجهادية مع كل الأحزاب والقوى الثورية والتقدمية العربية.. واستنهاض كافة الطاقات والإمكانات العربية في مواجهة حلف الثالوث المعادي لامتنا.. الامبريالية والصهيونية وكذلك قوى الرجعية والطائفية المدمرة في الجسد العربي.

 

إن خطاب الرئيس الأخير بكل تأكيد يفتقر للشعور القومي ويجافي حقائق التاريخ التي تحاكي المصير المشترك للعرب في فلسطين, فبالعودة للتاريخ القديم نجد قدوم الأشوريين والبابليين من ارض العراق بهدف تخليص فلسطين مما يسمى مملكة إسرائيل ومملكة يهودا والسامرة التي جثمت بغير وجه حق على الأرض العربية الفلسطينية قرابة الثلاثمائة عام ونيف وكان ذلك قبل الميلاد, ثم زحف الخليفة عمر الخطاب من الأراضي الحجازية إلى القدس محررا من أيدي الاستعمار الصليبي الفرنجي, ثم تبعه بعد ذلك نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي القادمين أيضا من الأراضي العراقية العربية  وطهروا فلسطين من رجس الاستعمار الفرنجي.

 

وفي هذا السياق لا ننسى أيضا تلك الدماء العربية الزكية من العراق وسوريا والأردن التي سالت على الأرض الفلسطينية في تاريخنا المعاصر وأمام أصعب تحدي تواجهه قضيتنا من مخاطر التهويد والاحتلال الكولونيالي ألتطهيري والذي يستهدف الأرض والإنسان والشجر والحجر.

 

أمام كل ذلك لا يسعنا في هذه الأثناء ونحن نشهد انهيار عملية التسوية السلمية بسبب الصلف والعنجهية الصهيونية إلا التأكيد على قومية المعركة في فلسطين ,وتأكيد الشراكة الحزبية والنضالية والكفاحية في مختلف القضايا القومية الإستراتيجية وعلى رأسها قضية فلسطين المركزية... وفي السياق ذاته لا ننسى أن نطير تحياتنا وتقديرنا لقادة الأحزاب والدول العربية اللذين ضحوا بكل ما يملكون (الملك والمال والبنون) في سبيل فلسطين حرة عربية من نهرها لبحرها ولكل الشهداء شهداء فلسطين والأمة العربية الأكرم منا جميعا.

 

وأخيرا نقول عذرا سيادة الرئيس لن ننسلخ عن أحزابنا ولا عن قوميتنا لا تنظيميا ولا فكريا وسنواصل رحلتنا الجهادية من اجل فلسطين والأمة العربية وهذا لا  يعني بالضرورة تدخلا في الشؤون الداخلية للبلدان العربية, بل شراكة كفاحية نضالية في القضايا القومية المصيرية وعلى رأسها قضيتنا المركزية فلسسسطين.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017