الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"الشعبونية" عادة نابلسية أصيلة لتعزيز صلة الأرحام
تاريخ النشر: الخميس 04/06/2015 22:35
 "الشعبونية" عادة نابلسية أصيلة لتعزيز صلة الأرحام
"الشعبونية" عادة نابلسية أصيلة لتعزيز صلة الأرحام

خاص (أصداء)- أماني شحادة

 ينهمك أهالي مدينة نابلس بتحضير بيوتهم  وموائدهم في شهر شعبان لاستقبال أقربائهم بيوم "الشعبونية"، وهي إحدى العادات الاجتماعية التي تميز المدينة عن غيرها من المدن الفلسطينية، فمدينة نابلس  لم تشتهر فقط  بالكنافة النابلسية والصابون النابلسي فحسب، فلها من العادات الاجتماعية ما يخصها ويميزها. وتعتبر "الشعبونية" شكلا من أشكال صلة الأرحام، حيث يقوم رجال العائلة بدعوة قريباتهم من أخوات وعمات وخالات مع عائلاتهن وأبنائهن إلى مائدة الغداء في شهر شعبان (الشعبونية)، وتكون مناسبة خاصة لاجتماع أفراد الأسرة مع بعضهم البعض.

 

أم محمد (53 عاما) اعتبرت أن أهم ما يميز الشعبونية قيمتها الاجتماعية والمعنوية المتمثلة في سيادة أجواء المودة بين الأقارب ونبذ جميع الخلافات، فالجميع ينتظرها بفارغ الصبر، إذ يعتبر شهر شعبان شهرا لصلة الرحم  وجمع العائلات.

 

أما نهاية دلال تقول (23 عاما) إن الشعبونية إحدى العادات النابلسية الأصيلة والمميزة، حيث يدعو رب كل أسرة جميع قريباته إلى بيته لتناول طعام الغداء أو العشاء، ويتبع ذلك حفلة صغيرة يتخللها الأغاني الشعبية القديمة ومنها: الجفرا، والروزنا، والعتابا.

 

من جهتها، أوضحت إسراء عياد أوضحت أن الشعوبنية طرأ عليها العديد من التغيرات مع مرور السنوات، فقديما كانت تستمر مدة أسبوع، وفي هذا الأسبوع تجتمع نساء العائلة في منزل أحد اقربائهن سواء كان أب، أو أخ، أو عم، أو خال ويبتن فيه طيلة الأسبوع، ويتخلل كل يوم الغناء والرقص الشعبي، إضافة إلى تقديم موائد  الطعام التي تحتوي على عدة أصناف ولا تقتصر على نوع معين، ويقدم بعدها النرجيلة، والفواكه،  والمكسرات، والحلويات التي تعد الكنافة وخدود من أهمها.

 

وأضافت أن الشعبونية في الوقت الحالي أصبحت تقتصر على يوم واحد بسبب انشغالات الحياة والأوضاع الاقتصادية.

 

 

وعن أسباب اختيار شهر شعبان لإقامة هذه المناسبة الاجتماعية الخاصة لأنه يقع بين شهرين فضيلين فقبله شهر رجب وبعده شهر رمضان.

 

هبة طالبة جامعية في العشرين من عمرها حدثتنا عن أجواء البهجة التي تصاحب الاستعداد للشعبونية قائلة: "عندما تكون الشعبونية في بيتنا يكون هناك تحضيرات على قدم وساق قبلها بعدة أيام، ولكن في اليوم المحدد نستيقظ مع أذان الفجر بنشاط  لنعد الطعام ونجهز المنزل ليكون في أحسن حالاته لاستقبال الضيوف".

 

وتضيف: "بعد انتهاء كل التحضيرات تجتمع العائلة والأقارب على مائدة واحدة تعبرعن مدى الترابط الأسري والاجتماعي، وصلة الرحم بين الأقارب، وأحيانا تضم الشعبونية  بعض الأصدقاء المقربين للعائلة، من ثم تتكرر مرة أخرى في منزل قريب آخر وهكذا حتى نهاية الشهر.

 

ولا تقتصر خصوصية شهر شعبان في مدينة نابلس على الشعبونية، حيث يقوم أهالي المدينة بالاحتفال في اليوم الخامس عشر من الشهر  وإشعال شعلة،  وهذا اليوم يصادف تحول القبلة من المسجد الأقصى، ويتخلل ذلك احتفالات دينية وقراءة القرآن وسط حشد كبير من الحضور.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017