الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مخلفات الاحتلال قنابل موقوتة تهدد حياة سكان الأغوار الشمالية
تاريخ النشر: الأحد 07/06/2015 06:59
 مخلفات الاحتلال قنابل موقوتة تهدد حياة سكان الأغوار الشمالية
إحدى المناطق السكنية في وادي المالح (تصوير: إسراء غوراني)

خاص (أصداء)- ولاء أبو بكر

خرج كعادته في كل صباح مع عمه للعمل في حراثة الأرض، ترك مدرسته ليشق طريق العمل للحصول على لقمة العيش، وبينما هو يحفر وجد قطعة حديدية على شكل مستطيل طولها لا يتعدى 15 سنتيمترا، لم يكن يعلم أن ما بداخلها سوف يدمر جسده، ويحكم عليه بمعاناة طويلة.

 

أخذ براء بني مطر (16 عاما ) تلك العلبة الى منزله يلعب بها تارة ويخبئها في جيبه تارة أخرى، وما لبثت إلا أن انفجرت تلك القطعة بوجهه، لقد كانت من مخلفات التدريبات العسكرية للاحتلال بالأغوار الشمالية.

 

خلال زيارتنا له في المشفى يقول براء في صوت خافت يخرج من فمه المليئ بالحروق: "لم أتوقع أن تكون هذه القطعة جسم متفجر، ولم يقم أحد بإرشادنا حول خطر هذه الأجسام، ولم أكن اعرف شيئا عنها".

 

ويتخوف براء وأسرته من تكرار مثل هذه الحادثة مرة أخرى، وخاصة أن الأغوار الشمالية مليئة بمثل هذه الأجسام، التي تخلفها آليات الاحتلال خلال التدريبات، فبراء وغيره من أقرانه معرضون لمثل هذه الحادثة، خلال عملهم في الأراضي الزراعية، وفي الرعي.

 

تقول أم براء وهي تجلس إلى جوار ابنها: "لم نعد نأمن على حياتنا وحياة أبنائنا في مثل هذه الظروف، لقد حدث له ما حدث وهو أمام عيني، كنت أراقبه من بعيد وهو يلهو مع إخوته".

 

ومما يزيد من خطر هذه الأجسام أنه من الصعب تمييزها على أنها أجسام مشبوهة أو خطيرة، وهي على عدة أشكال، فمنها ما هو على شكل علبة صغيرة، ومنها ما هو بحجم القلم، أو على شكل دائري، وتكون مثل هذه الأشياء مغرية لالتقاطها من قبل الأطفال للعب واللهو بها، كما تؤكد أم براء.

براء ليس الوحيد الذي تعرض لمثل هذه الحادثة، فهو واحد من العشرات الذين كانوا ضحايا لتدريبات الاحتلال، ولعل براء يكون أفضلهم حظا، فهناك من كان مصيره الموت، او العيش في عجز دائم وأطراف مبتورة.

 

ومنذ عدة أيام أصيب الشاب علي كعابنة من منطقة المالح بقنبلة انفجرت أثناء إطفائه النار التي قام بإشعالها أحد جنود الاحتلال في أرضه، خلال إحدى التدريبات العسكرية، التي تجري في المنطقة باستمرار.

 

وفي ذات السياق يقول أدهم عودة وهو أحد سكان منطقة الاغوار: "نحن معرضون في حياتنا اليومية وفي كل دقيقة للاستشهاد أو الإصابات الخطيرة، فالاحتلال لا يفرق بين أراض خالية أو مناطق سكنية وزراعية".

 

ويضيف عودة: "نحاول التعايش قدر الإمكان مع الواقع الذي فرضه الاحتلال علينا، ونتوخى الحذر من التعرض لها وذلك بالابتعاد عنها قدر الإمكان، وفي حال وجود جسم مشبوه نقوم بالتواصل مع الجهات المختصة بذلك.

 

من جهته يشير عارف دراغمة رئيس مجلس المالح والمضارب البدوية إلى أن تلك التدريبات عدا عن ما  تخلفه من أضرار وأجسام مشبوهة فإنها تعمل أيضا على إغلاق ما يقارب الـ 40% من الأراضي، وعادة تستمر التدريبات مدة أسبوع كامل، وعند عودة السكان والمزارعين إلى أراضيهم يتعرضون لمثل هذه الأجسام.

 

وأوضح أن الأغوار الشمالية من أكثر المناطق خطرا بسبب وجود الأجسام المشبوهة التي تغطي ما نسبته 38% من أراضي المنطقة.

 

ويحيط بوادي المالح سبعة معسكرات تدريبية لجيش الاحتلال وست مستوطنات، حيث شهدت الفترة الأخيرة إصابة 26 مواطنا واستشهاد خمسة آخرين، ووصل عدد الشهداء بفعل الأجسام المشبوهة منذ عام 1967 حتى عام 2014 إلى 110 شهداء، بالإضافة إلى أكثر من 300 إصابة.

 

ويؤكد دراغمة زيادة وتيرة التدريبات العسكرية خلال العام الحالي بشكل ملحوظ، وكانت هذه التدريبات أكثر خطورة مما سبق، والتي تمثلت في إخلاء السكان من منازلهم قصرا لتأديتهم التدريبات العسكرية، ولا يجد في هذه الحالة ملجأ لهم سوى العراء.

 

وخلال التدريبات يتم إبعاد السكان مسافة مابين 5-6 كيلو متر عن مساكنهم، ولكن في حين عودة السكان لمنازلهم لايجدون سوى مخلفات الاحتلال من قنابل والغام، قد تودي بحياتهم، أو تصيبهم بعجز يرافقهم طيلة الحياة.

 

ويؤكد دراغمة: "لم نترك مؤسسة سواء عالمية أو محلية إلا وناشدناها، ولكن اغلب هذه المؤسسات لا تحرك ساكنا ولم تفعل شيئا لمساعدتنا، حيث قمنا بمراسلة هذه المؤسسات بالحقائق والتقارير الموثقة التي أعددناها عن الانتهاكات الإسرائيلية ضد سكان المنطقة".

 

ونوه إلى أن المجلس يحاول قدر الإمكان توعية السكان بمخاطر الأجسام المشبوهة، وكيفية التعرف عليها، لكن التوعية وحدها لا تكفي فأحيانا تنفجر مثل هذه الأجسام بمجرد الاقتراب منها أو الاحتكاك بها قبل أن يلاحظ وجودها أصلا.

mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017