أعلنت هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية، أمس، عن انتهاء استعداداتها لإطلاق حملة "جسور الخير" خلال شهر رمضان المبارك لهذا العام في فلسطين بقيمة أربعة ملايين دولار أميركي، وهي حملة تعتبر الأضخم من نوعها، وذلك خلال الاجتماع الموسع الذي دعا إليه وزير الأوقاف والشؤون الدينية، الشيخ يوسف دعيس، لرؤساء لجان أموال الزكاة العاملة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، في مقر وزارة الأوقاف.
وقال مدير مكتب الهيئة في الضفة الغربية، إبراهيم راشد، إن هذه الحملة تعتبر من أضخم الحملات الإنسانية التي تنفذها هيئة الأعمال في فلسطين التي بدأت الهيئة عبر مكتبها بالنشاط فيها، قبل نحو 26عاما بموازنة لا تزيد عن 150ألف دولار، واليوم أصبحت على ضفاف أل22مليون دولار، وذلك على قاعدة أن عون أهل فلسطين واجب على كل إنسان عربي ومسلم حر.
وأكد راشد، أن الهيئة حققت نجاحات كبيرة ونوعية في تنمية وتحسين الظروف التعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في فلسطين، والإسهام الفاعل في إغاثة المتضررين جراء الكوارث الطبيعية والنكبات الاجتماعية، وسد حاجات الأيتام وتحسين أحوالهم الصحية والنفسية والاجتماعية، والتشبيك والشراكة مع وكالات التنمية والمؤسسات المحلية والدولية من أجل الإسهام في التنمية الوطنية في فلسطين.
وأضاف، إن الهيئة تركت بصمات مهمة في سبيل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وهي فلسفة تبنتها منذ بدايات عملها الأولى في فلسطين من خلال مكتبها التمثيلي في العام 1989 من باب الانتماء والواجب وليس المنة والعطية.
وبين، أن حملة "جسور الخير" تشمل جميع المحافظات الفلسطينية رغم انحيازها الواضح والأكبر لصالح المدينة المقدسة التي خصصت الهيئة سلسلة من البرامج والمشاريع لتنفيذها فيها خلال شهر رمضان المبارك.
وأوضح راشد، أن من بين البرامج التي تشتمل عليها الحملة الرمضانية هذه، "موائد الرحمن" في المسجد الأقصى المبارك الذي له خصوصية في برامج الهيئة، بالإضافة إلى الإفطارات التضامنية والتكافلية مع الحالات الاجتماعية والأيتام والأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين والمرضى، بالإضافة إلى تكريم حفظة القرآن الكريم وتقديم الهدايا التقديرية لهم.
ولفت، إلى برنامج "السلال الغذائية" والذي سيتم من خلاله توزيع ما لا يقل عن عشرة آلاف طرد غذائي على العائلات الفقيرة والمتعففة في المحافظات الشمالية والجنوبية، بالإضافة إلى برامج "كسوة العيد" و"زكاة المال" و"زكاة الفطر"، وتوزيع الهدايا والإغاثة المباشرة للعائلات المستهدفة بشكل يمكنها من تحديد خياراتها ولا يقيدها بطرد غذائي، وذلك بالشراكة مع لجان أموال الزكاة التي تعتبر بمثابة اليد والممثل لهيئة الأعمال بعد أن أثبتت مصداقيتها في العمل.
وركز راشد، على برنامج "السحور الرمضاني" والذي نجحت هيئة الأعمال الإماراتية في تطويره بمدينة نابلس بهدف تشجيع الصائمين على التواجد في المساجد، في وقت تطرق فيه إلى برنامج "الإفطار على الحواجز والعابرين"، والذي بدأت الهيئة بتطبيقه قبل نحو عامين ويستهدف المواطنين العالقين على الحواجز العسكرية الإسرائيلية خلال أوقات الإفطار.
وتطرق، إلى برنامج لحوم الأضاحي والذي تنفذه الهيئة وتم من خلال إدخال نحو 142طنا من تلك اللحوم إلى قطاع غزة، وإدخال ثمانية كونتينرات من اللحوم المجمدة والمعلبة إلى القطاع قبل عدة أيام، وذلك في إطار المساعدات التي تقدمها الهيئة للقطاع في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الأهالي.
وأشار، إلى برنامج هدايا أطفال حملة "جسور الخير" الرمضانية لأطفال فلسطين والتي من المخطط أن تشمل كافة محافظات الوطن وفلسطينيي عام 48.
وسلم راشد، التقرير السنوي لهيئة الأعمال الخيرية الإماراتية للعام المنقضي، لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، والذي اشتمل على رزمة من المشاريع والبرامج النوعية التي نفذتها الهيئة بقيمة 22مليون دولار في جميع محافظات الوطن في المجالات الإغاثية والتنموية والصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية.
وقدم راشد، جملة من الاقتراحات لوزير الأوقاف من أبرزها تعامل لجان أموال الزكاة مع الحالات الاجتماعية بشكل مباشر دون الاعتماد على وسطاء غير مؤهلين بشكل يحول دون وصول المساعدات لمستحقيها بالتساوي.
وأوصى، بضرورة معالجة ملف الإعفاء الضريبي للإفطارات الرمضانية الجماعية لكونها شعيرة إسلامية ويعتبر إنفاذها من باب الزكاة ولا يجوز فرض الضريبة عليها.
ودعا، إلى تطوير نظام التغذية الراجعة لدى لجان أموال الزكاة وإنشاء بنك للمعلومات يتضمن أسماء وعناوين الحالات الاجتماعية المستهدفة بالبرامج والمشاريع الإنسانية، بشكل يحول دون الازدواجية في تلقي المساعدات.
وركز، على ضرورة تنفيذ برامج التمكين الاقتصادي للعائلات الفقيرة والأيتام، وذلك من خلال تمويل مشاريع تنموية تمكن تلك العائلات من الاعتماد على نفسها وتوفير سبل العيش الكريم لها.
من جهته، أشاد الوزير دعيس، بالمبادرات الخلاقة والمشاريع والبرامج النوعية التي تنفذها هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية في فلسطين، والتي قال دعيس، إنها تركت بصمات واضحة ومهمة في كثير من تفاصيل الحياة الفلسطينية.
وتناول دعيس، طبيعة العلاقة القائمة ما بين لجان أموال الزكاة والهيئات الإماراتية والتي أكد أنها قائمة على الشراكة الحقيقية في تحديد الاحتياجات والأولويات والتخفيف من معاناة العائلات المحتاجة والفقراء والأيتام والشرائح الضعيفة في المجتمع الفلسطيني.
وأشار، إلى أن إجمالي ما قدمه ونفذه صندوق الزكاة الفلسطيني ولجان الزكاة في المحافظات الشمالية خلال الفترة الممتدة منذ مطلع العام الماضي ولغاية الواحد والثلاثين من آذار الماضي، بلغ عشرة ملايين دولار، وذلك في إطار رسالته الهادفة إلى الإسهام في الحد من الفقر وتضييق انتشاره في المجتمع والانتقال من الرعاية الاجتماعية والمساعدات الإغاثية إلى التنمية المستدامة.