قلقيلية- إسراء غوراني- استطاعت محافظة قلقيلية أن تسجل نجاحا ملحوظا خلال عدة سنوات في مجال الزراعة العضوية، التي تعد من أكثر أنواع الزراعة أمنا بسبب عدم استخدام المواد الكيماوية، فأصبحت منتجات قلقيلية الزراعية من أجود المنتجات وأكثرها أمنا على مستوى المحافظات الفلسطينية، حيث تضم مئة أرض زراعية تعتمد الزراعة العضوية بشكل كامل.
خلال جولة نفذتها نقابة الزراعة والصناعات الغذائية على الأراضي الزراعية في قلقيلية التقينا بالمزارع عبد المالك أبو خضر الذي يعتمد بشكل كامل على الزراعة العضوية في أرضه الزراعية والبيوت البلاستيكية التي يستخدمها، حيث أكد أن الزراعة العضوية عادت عليه بالكثير من النفع، مشيرا إلى أن هناك نوع من الآفات الزراعية لم يتمكن من القضاء عليه إلا عن طريق الزراعة العضوية ووسائلها الآمنة.
وأضاف: "ضميري الآن مرتاح لأني أستخدم الزراعة العضوية، فالمبيدات الزراعية لها الكثير من الأضرار على حياة المستهلك والمزارع".
أما المزارع أبو جمال الذي يعمل في الزراعة العضوية منذ 12 عاما، أكد أن الزراعة العضوية جلبت له ربحا أكثر من الزراعة التقليدية، حيث كان يتكلف الكثير من المبالغ ثمنا للأسمدة الكيماوية، عدا عن الضرر الذي كانت تتسبب فيه نتيجة روائحها وانتشارها في الهواء.
وأوضح أبو جمال أنه لاحظ تحسنا ملحوظا في نوعية المنتج وجودته، بالإضافة إلى قدرته على الاحتمال.
من جهته أشار سعيد اليونس مدير المشاريع والعلاقات العامة في الجمعية التعاونية للتسويق الزراعي والري في قلقيلية إلى أن محافظة قلقيلية بدأت بالزراعة العضوية بشكل منظم منذ العام 2007 بدعم من مؤسسة "جلوبال جاب" الدولية، وهذه المؤسسة ترعى مشاريع الزراعة العضوية في العديد من المحافظات التي بدأت تستخدم هذا الأسلوب من الزراعة.
وحول الصعوبات التي واجهها المزارعون في البداية، نوه إلى أنها كانت بسبب عدم اعتياد المزارعين على هذا النوع من الزراعة، حيث تم التغلب على كل الصعوبات من خلال عقد العديد من الورشات واللقاءات التدريبية والإرشادية للمزارعين.
وأوضح اليونس أن لهذا النوع من الزراعة العديد من الميزات منها الحفاظ على الصحة من الأمراض والأعراض التي تنتج عن استخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية، إضافة إلى الجانب الاقتصادي المتمثل في تخفيض التكاليف التي كان ينفقها المزارع لشراء المبيدات والأسمدة المكلفة والاستعاضة عن ذلك بوسائل طبيعية كلفتها أقل، كما أن انتاجية المحصول تكون أكبر عند الاعتماد على الزراعة العضوية بسبب قدرة الأرض على الاحتمال والاحتفاظ بعناصرها عند استخدام الأساليب الطبيعية.
كما يتميز المنتج العضوي عن المنتج الكيماوي بجودته وقدرته على البقاء فترة أطول دون تلف، وتحديدا صنف البندورة العنقودية التي من الممكن أن تصمد مدة 35 يوما بدون ثلاجات، علما أنه يتم استهلاك 80% من المنتج العضوي لقلقيلية في السوق المحلي بينما يصدر 20% للأردن.
بدوره أوضح عبد الكريم دويكات نائب رئيس نقابة الزراعة الصناعات الغذائية أن النقابة بدأت تنفذ مشاريع توعوية مع المزارعين منذ العام 2013، وتشمل المشاريع جولات تفقدية ودورات إرشادية للمزارعين، وتم التركيز في المرحلة الأولى على اكتشاف المواد الكيماوية، وفي المرحلة الثانية توعية المزارعين بمخاطرها والطرق السليمة لاستخدامها، بينما تم التركيز في المرحلة الثالثة على تعريف المزارعين بأهمية استخدام الزراعة العضوية وأساليب المكافحة المتكاملة بعيدا عن أضرار المبيدات الكيماوية.
وقال إن النقابة عملت على تمكين وتأهيل 20 مدربا لإرشاد المزارعين وتوعيتهم في مختلف المحافظات، علما أنه يتم تنفيذ خمس جولات في كل محافظة شهريا.
وشدد على ضرورة الاعتماد على الزراعية العضوية لما لها من انعكاسات ايجابية على المحاصيل والأراضي الزراعية والمزارعين، وخاصة بعد ثبوت الضرر الكبير للأنواع المختلفة للمواد الكيماوية التي يتعدى تأثريرها الضار الأرض الزراعية إلى التأثير على الإنسان وتهديد صحته وحياته، حيث ثبت زيادة نسبة السرطانات في المناطق التي تستخدم المبيدات الكيماوية بشكل كبير، بالإضافة إلى تلويث المياه الجوفية وبالتالي تهديد صحة وحياة اكبر عدد من الناس.
تصوير: إسراء غوراني