الرئيسية / الأخبار / فلسطين
العصاعصة.. قرية فلسطينية تعاني الاهمال
تاريخ النشر: الخميس 23/07/2015 07:47
 العصاعصة.. قرية فلسطينية تعاني الاهمال
العصاعصة.. قرية فلسطينية تعاني الاهمال

 

أصداء- وعد نايفة وأشواق حمدان-  ترتفع قرية العصاعصة الواقعة في الجهة الجنوبية من قرية جبع- جنين   ما يقارب 640 مترا عن مستوى سطح البحر، وتحوي ما لا يزيد عن خمسين بيتاً فقط، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 570 شخصاً، موزعين على مساحة تقدر 25 وعشرين دونماً.

 

يقول رئيس مجلس قروي العصاعصة عاطف أبو محمود: "إن ملكية الأرض تعود لأهالي قرية الفندقومية الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة جنين، فقد كانت عبارة عن وقف للقرية".

 

ولا احد يعلم السبب الحقيقي لتسمية القرية حسب أقوال رئيس المجلس، ولكن ما قاله الأجداد عن هذا الأمر هو يسبب اللهجة التي يتحدث فيها أهل القرية وهي لهجة بدوية تناقلتها العشائر.

 

وتقول الحاجة صبحة (أم رياض) من سكان القرية "منذ أن سكنا القرية بدأنا العمل بالزراعة وذلك حتى نؤمن لقمة العيش وقوت الموسم، وبعد فترة وجيزة أصبح غالبية الشباب يبحثون عن عمل داخل الخط الأخضر حتى أصبح معظمهم يعملون في الداخل، وبقيت الإناث تعمل بالزراعة لفترة طويلة".

 

وأضافت: "اليوم وبعد أن أضحى معظم شباب القرية يعملون في إسرائيل، تجد نساء القرية جمعياً منشغلات بمحصول الموسم، أي أنهن في موسم جنى الزعتر، يقمن بجمع كميات هائلة منه، ومن ثم يعملن على  تحضيره وإعداد بشكل مناسب، ليتم بيعه في الأسواق، وكذلك الحال في موسم جنى ثمار الملوخية والعكوب والفاصولياء وغيرها".

 

تحتوي القرية على مدرسة واحدة تضم بين جدرانها الذكور والإناث، من الصف الأول الأساسي وحتى الأول الثانوي أي الحادي عشر، ومن ثم يتوجه الشاب أو الفتاة لمن لديه رغبة بالتعليم لإكمال تعليمه في الصف الثاني ثانوي" التوجيهي" في قرية سيلة الظهر المجاورة للقرية.

مدير مدرسة قرية سيلة الظهر روحي خنفر يقول: "ليس هناك صفوف معينة لطلاب قرية العصاعصة، وذلك يعود إلى العدد قليل من الطلاب الذين يكملون تعليمهم، وهذا ما دفعنا إلى عدم تخصيص صفوف معينة لهم".

 

مشاكل بانتظار الحلول

وحول المشاكل التي تواجه القرية نوه رئيس المجلس إلى أن القرية تعاني من العديد من المشاكل التي يسعى سكانها بإمكانياتهم الضئيلة إلى إيجاد حلول مناسبة لها، حيث أكد أن هذه المشاكل تقف عائقا أمام إمكانية تطوير وإصلاح القرية.

 

من جهته أكد أبو عدنان وهو أحد سكان القرية أن أكبر المشاكل التي تواجهها هي عدم وجود مركز صحي فيها، حيث يحضر كل سبت عدد من الأطباء إلى القرية، ويقومون بمعاجلة المرضى هناك، وهذا يشكل خطراً كبيراً على صحة المرضى، لا سيما إذا كان هناك حالات تحتاج إلى العلاج فوراً.

 

ويضيف أبو عدنان "عندما يمرض أحد أبنائنا في الليل نجبر على الذهاب إلى قرية جبع المجاورة لعدم وجود عيادة صحية، وفي كثير من الأحيان نضطّر إلى الذهاب إلى مستشفى جنين الحكومي.

 

أما بالنسبة لمشكله عدم توفر مدارس تضم الصفوف كافة يقول رئيس المجلس:إن وجود مدرسة واحدة تحوي ذكوراً وإناث بالإضافة إلى أنها لا تحتوى على الصف الثاني ثانوي، هذا ما يجبر الطلاب على الذهاب إلى قرية السيلة لإكمال تعليمهم، وهو السبب الذي يمنع الكثير من الطالبات لمواصلة تعليمهن لذلك تجد أن غالبية من يتوجه إلى مدارس السيلة هم من الذكور.

 

وفي نفس السياق، تقول فاطمة إحدى الفتيات في القرية: "نحن الفتيات في القرية لا يوجد لدينا دافع أو رغبة لمواصلة تعليمنا في الجامعات،  فمن المتعارف عليه هنا بأن العادات والتقاليد لا تسمح لنا بذلك، حتى وإن كان يوجد رغبة عند إحدى الفتيات فهذا غير مسموح".

 

وتضيف: "عندما تخرج الفتاة من المدرسة، تذهب للعمل بالزراعة ومساعدة أهلها، حتى يأتي صاحب النصيب وتتزوج، ومن العادات التي تتمسك بها القرية أيضاً، بأن السكان لا يزوجون بناتهم إلا من أشخاص من نفس القرية، ونادراً ما تجد فتاة من العصاعصة متزوجة ببلدة أخرى".

 

المعاناة تتفاقم يوما بعد يوم

كما أكد أبو محمود رئيس القريةأن مشكلة المياه والكهرباء  من المشاكل التي تواجهها القرية، حيث  تستمد الكهرباء والمياه من مضخات أو "مواتير"  ملكٌ لقرية جبع، "وهذا ما يدفعنا إلى الإنضمام للقرية، ونصبح جزءاً منها، ونحن بدورنا ولأكثر من مرة قمنا بمطالبة بلدية جبع بالانفصال عن القرية ولكن دون جدوى".

 

  وعن سبب رفض بلدية جبع مطالب أهالي قرية العصاعصة بالإنفصال، يقول رئيس بلدية جبع غسان جرار  إن السبب الأول الذي يمنع من الموافقة على عملية الفصل هو هي كثرة الديون المترتبة على الأهالي، بالإضافة إلى أن وزارة الأوقاف رفضت هذا الأمر.

 

 وتعتبر مشكلة  تعبيد الشوارع والطرقات هي من المشاكل التي تعاني منها القرية أيضاً منذ زمن، والتي ما زالت على موعد مع الوصول إلى حل مناسب لها، فقرية العصاعصة لا يوجد لها خط مواصلات خاص بها، مما يجبر سكانها على السير مشياً على الأقدام إلى حين الوصول إلى  مفترق الطرق الذي يفصل بينها وبين قريتي جبع والفندقومية.

 

ومن الجدير ذكره بأن قرية العصاعصة تبعد حوالي كيلو متر واحد عن قرية السيلة، وتبعد عن قرية جبع ما يقارب 2 مكيلو متر.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017