الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مرض الثلاسيميا حكاية أمل لم تفارق عينيها
تاريخ النشر: الجمعة 28/03/2014 12:20
مرض الثلاسيميا حكاية أمل لم تفارق عينيها
مرض الثلاسيميا حكاية أمل لم تفارق عينيها

  قصة صحفية:أسماء قلالوة

 

 

دمعةُ حزنٍ انهمرت على خديها، تتذكرُ قدرها الذي أحاط بِها،  كوردة ذابلة قضت ربيع عمرها، لم تعش طفولتها مثلهم ولم تتعدى أحلامها سوى الشفاء من مرضها، وخيوط الأمل لا زالت تراودها وأهلها كل صباح كخيوط شمس ذهبية تتجدد  على فجرٍ من عتمةِ الليل انبثق ؛ علَه يكون مخرجاً من دوامة الألم الذي بدأ يغزو جسدها في السادسةِ من عمرها، وما زالت تدفعُ ثمنَ مرضها دون  أي يد رحمة تهون عليها .

 

وبدأت تتكلم  انوار قلالوة  المصابة بمرض الثلاسيميا عن لحظة معاناتها، ببسمة على شفتيها ودمعة في عينيها، لمعت كما يلمع النجم في السماء الصافيةِ، لم تكن تنظر إلى شيء معين، كانت عيناها كمن يحاول رؤية ما وراء الأفقِ، بسمتها لم تفارق وجهها، فما أجمل أن تبتسم والدمعة في عينيك، وما أجمل أن تبكي والبسمة على شفتيك،وبحدة اختلجت نبرة صوتها تقول "أنا مصابة بالثلاسيميا وما يعني ذلك!! أنا اجلس الآن واضعة يدي على خدي  بلا حراك لماذا؟؟ لأنني مصابة بالثلاسيميا، مرض لا يفقد الإنسان عقله وقلبه ".

في منزلها الكائن بقرية الجديدة  قضاء جنين لا تتوقف أنوار عدنان الثانية من أسرتها المكونة من 6 أفراد عن الصلاةِ والتضرعِ للهِ ؛ليمن عليها بالصبر بعدما شاء قدره أن تعاني من ذلك المرض .

بداية المأساة

 

في عام 1996م، ولدت أنوار ولادة طبيعية دون حدوث أي من المشاكل الصحية لها ، لكن الأمر لم يبقى على حاله، فعندما بلغت أنوار من عمرها ستة سنين، طرأ عليها أعراض ومشاكل تسببت في تدهور صحتها، فتمثلت هذه الأعراض كما تقول والدتها  :"لاحظنا عليها أعراضًا مزمنة كقلة في الحركة، وضعف في الجسد، وتضخم في الجهة اليسرى من البطن  إضافة لتحول جسدها بالكامل إلى اللون الأصفر".

وفي تلك اللحظة قررت عائلة أنوار عرضها على الأطباء في مشفى جنين الحكومي، حيث قرر الأطباء لحظة وصولها إلى المشفى بإجراء فحوصات طبية لتشخيص حالتها، وبعد أسبوع أكدت الفحوصات الطبية بأن المريضة مصابة بمرض "الثلاسيميا" .

وتبين أن أنور مصابة بهذا المرض عن طريق الوراثة من والديها بعد اجراء فحوصات طبية لكليهما .

أمل لاينقطع

 

حرصت العائلة منذ لحظة معرفتها بمرض أنوار على انتظام علاجها ورعايتها بشكل أفضل، لمنع حدوث أي من المضاعفات التي تنشأ مع هذا المرض، حيث تقول والدتها:"أن  أنوار تستجيب للعلاج بشكل كبير، فرغم معاناتها التي تشهدها كل يوم، إلا أنها تتمسكُ بالحياةِ وتحبها كثيراً".

فقد داومت المريضة على أخذ وحدة من الدم شهرياً لتعوض النقص الشديد في نسبة دمها، ليصل في كثير من المرات إلى 6 ،  مع العلم أنها نسبة خطيرة تؤدي إلى تورم الجسم ثم الموت إذا لم تأخذ وحدات لتعيده إلى نسبة 10 أو 11  .

وفي سن الثامنة عشر بدأت  أنوار  تأخذ وحدة دم نهاية كل أسبوع،و في عام 2005م قررت عائلة أنوار بالذهاب إلى مشفى الحسيني في الأردن لإجراء عملية لإزالة الطحال المتضخم في جسدها، لكن لم يقم الأطباء في مشفى الحسيني بإجراء العملية ؛لعدم نزول نسبة الحديد في الدم، وعادوا  لفلسطين والأمل لازال يتشبث بهم .

وبعد عامين توجهت أنوار مع عائلتها إلى مشفى رامبام في مدينة حيفا لزرع نخاع شوكي لها، حيث تبرع بلال شقيقها الذي يكبرها بعام واحد  بنسيج من نخاعه الشوكي ، وأجريت العملية بنجاح تام ومكثت في المشفى مدة شهرين لمراقبة وضعها الصحي بعد العملية، وبعد عام من إجراء العملية أكد الأطباء بفشلها.

كفاح وتحدي

استمرت أنوار مراجعة أطبائها في مشفى جنين الحكومي  بشكل منتظم نهاية كل أسبوع ، حيث فكر أهل المريضة أنوار بإعادة العملية مرة أخرى  إلا ان الأطباء  نصحوهم بعدم إجراءها لأنه لا جدوى منها .

واخبر الأطباء أنوار بتجنب القيام بأي عمل يحتاج إلى مجهود عضلي، وأن تواظب على تناول أدويتها في موعدها ومراجعة الطبيب عند ظهور اي أعراض وتغيرات .

ولازالت أنوار تجلس على مقاعد الدراسة في مرحلة الثانوية العامة علَ فرحةِ النجاحِ تعوضها عافية الجسد وفرحة الشفاء التي فقدتها .

 

 

 

 

 

 

 

 

      

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017