أصدر مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية ورقة حقائق حول الأحوال الجوية الملتهبة، التي سادت فلسطين خلال نهاية تموز الماضي وتواصلت مطلع آب الجاري، وتكررت في نصفه الثاني.
وتتبعت الورقة معطيات رقمية محلية وعربية ودولية حيال درجات الحرارة غير المعهودة، والتي تسببت بخسائر كبيرة في القطاع الزراعي، وشوشت عجلة الحياة في فلسطين ودول عديدة، وكانت هي الأقسى منذ عقود.
واستهل المركز بسرد توقعات سابقة لوكالة حماية البيئة الأميركية (EPA) أكدت "أنه ما لم تتخذ البشرية إجراءات جذرية لتعديل الحالة المناخية المتقلبة، فإن متوسط درجة الحرارة العالمية سيرتفع بنسبة 11,5 درجة مئوية حتى عام 2100. أما في حال اتخاذ إجراءات جذرية، فإن الوكالة تتوقع ارتفاعًا بمقدار درجتين مئويتين بحلول العام نفسه، أي بما لا يتجاوز الحد الأقصى لارتفاع الحرارة (درجتين مئويتين) الذي في حال تجاوزه، يتوقع حدوث تدهور مناخي مدمر في العديد من أنحاء الكرة الأرضية."
تطرّف
وقالت الورقة: قبل الموجة الحالية، وفي سنة 1999 سُجل أعلى معدل لدرجة الحرارة الدنيا في محطة أريحا في شهر آب أغسطس، بلغت 30 درجة مئوية، لكن ليلة الثاني من آب الحالي (2015) سجلت أعلى درجات حرارة دنيا في البحر الميت وجنوب غور الأردن ووادي عربه، تراوحت بين 33 و35 درجة ليلاً، و28,5 في القدس، وهي أعلى درجة تسجل منذ 22 حزيران1942 حيث سجلت 30,5 درجة في الوقت ذاته.
وأضافت: أما في أريحا، فقد كانت درجة الحرارة العظمى الأعلى يوم 31 تموز 2002، وسجلت يومها 48 درجة مئوية، فيما قفزت يوم الثاني من آب 2015 إلى 48,2 درجة، وفق الأرصاد الجوية الفلسطينية.
واسترجعت معدلات درجة الحرارة العادية في فصل الصيف بفلسطين، والتي تفيد بأن معدل الحرارة في السهول الساحلية بين 25 - 30 درجة مئوية. أما في المرتفعات الجبلية والهضاب فتقلب بين 20 و26 درجة. وتتراوح في وادي الأردن والأغوار بين 28 و35 درجة.
|
|
وتابعت الورقة: بلغ معدل درجات الحرارة خلال الأعوام 1975-1995 نحو 15.4 درجة في الخليل، و22,7 في أريحا، 20,6 في غزة. وفي سنة 1999 سجلت أعلى معدل لدرجة حرارة دنيا في محطة أريحا في شهر آب، وبلغت 30 مئوية، بينما أقل معدل لدرجة الحرارة في شهر كانون الثاني في محطة الخليل بواقع 8,9 درجة.
معطيات تاريخية
ووالت: خلال الفترة بين 1972 و1997، فإن معدل درجة الحرارة العظمى في أريحا كان 45,6 درجة خلال شهر آب، لكنها قفزت مطلع الشهر الجاري هذا الحد، ووصلت إلى أبواب الخمسين مئوية. أما خلال أشهر كانون ثاني، وشباط وأوائل آذار 2013، فقدت تجاوزت درجة الحرارة المعدل السنوي بـِ 10-13 درجة. وفي تشرين الثاني من العام نفسه، كانت الحرارة في الساحل الفلسطيني الأعلى منذ ستين عامُا في مثل هذا الوقت من السنة. إذ تراوحت بين 34-35 درجة مئوية، وهو ما يعتبر رقما قياسًيا.
وزادت الورقة: سجلت أقل درجات حرارة في شباط عام 1950 شمال يافا درجة مئوية واحدة وسجلت في وادي الأردن 54 درجة مئوية عام 1941، ووصلت في القدس إلى 44 درجة مئوية في العام نفسه. ولم تسجل درجة الحرارة في القدس طوال المائة سنة الماضية، درجة حرارة أعلى من 44 درجة ولا أدنى من 7 درجة مئوية تحت الصفر.
عشر مناطق ملتهبة
ونقلت الورقة أعلى عشر مناطق في العالم تبقى فيها معدلات الحرارة عالية طوال السنة:
ففي المكان الأول تحل صحراء (لوت أو دشت لوت) جنوب شرق إيران، وهي صحراء ملحية، من أكبر الصحاري في آسيا الوسطى. وقاحلة جافة لدرجة أنه لا يمكن الاقتراب منها. وقد سجلت أقمار ناسا الصناعية أعلى درجة حرارة عرفت على كوكبنا (2 آب 2015) بلغت 81 درجة مئوية.
وتأتي أراضي أستراليا الوعرة، الواقعة في صحاريها ثانية، وهي أكبر بقعة جغرافية تشكلت بفعل الظواهر الطبيعية، ولأن مناخ هذه الأرض صعب جدا وقاحل، هناك القليل من البشر من يسكنها، وبحسب "ناسا" فقد بلغت درجة حرارة سطح هذه الأراضي المميتة في عام 2003 أكثر من 69 درجة.
وتحل ثالثة، جبال تيان شان الملتهبة، شمال غربي الصين. وتشكل الاسم وفقا لهيئة هذه الجبال وما تشكل فيها من أخاديد حمراء قاحلة ومدهشة جراء عوامل الطبيعة والتي تبدو كاللهب، ولم تسم فقط لشكلها وإنما لضراوة لهيبها، إذ سجلت أعلى درجة حرارة عام 2008 بلغت 67 درجة.
وتحتل صحراء الربع الخالي في شبه الجزيرة العربية، المكان الرابع، وهي أكبر بقاع الأرض الرملية مساحة، وتشكل ثلث مساحة شبه الجزيرة العربية، وتتشارك فيها السعودية وعمان والإمارات واليمن. ومعدل حرارتها اليومي 47 درجة مئوية، وسجل لها أعلى درجة حرارة بلغت 56 درجة مئوية.
وتابعت الورقة: تأتي في المرتبة الخامسة مدينة العزيزية، في الشمال الغربي لليبيا. والتي دخلت سجل الأرقام القياسية عام 1922 حيث سجلت أعلى درجة حرارة بلغت 58 مئوية، وتسجل عادة درجات صيفية تبلغ 48 درجة. وتحل سادسة مدينة قبلي جنوب تونس، وهي غنية بالأعراق؛ منها العربي والبربري والأفريقي. وجمال صحرائها جذاب إلا أنها أحد أسخن بقاع أفريقيا، وقد سجلت أعلى درجة حرارة لها بالمقاييس القديمة 55 درجة، وحديثا سجلت أعلى درجة لها 48 مئوية.
وأضافت: يأتي سابعًا وادي الموت في الجزء الشرقي من ولاية كاليفورنيا، وطوله 209 كم، وعرضه ما بين 10 و 23 كم، وتقع فيه أشد المناطق انخفاضا في نصف الكرة الغربي، يبلغ انخفاضه 86 متراً تحت سطح البحر، ولا يزيد متوسط هطول الأمطار عن 50 ملم، ودرجات الحرارة فيه صيفا 52 مئوية.
وتحتل منطقة قريبة من بيسان بفلسطين ثامنة، إذ تنخفض 220 متراً تحت سطح البحر. وتُعرف بخصوبتها لقربها من نهر الأردن. وفي عام 1942 سجُلت فيها أعلى درجة حرارة في آسيا ووصلت 54 مئوية.
وتأتي تاسعة تينبوكتو في مالي، وتلقب بجوهرة الصحراء، وهي من أغنى المناطق في الثقافة الإسلامية،وشمسها حارقة وتسجل درجات حرارة تفوق الـ 50 مئوية.
وتحل عاشرة منطقة دالول بإثيوبيا، وهي لاذعة الحرارة كان لها عام 1966 رقم قياسي في أعلى معدل سنوي لدرجات الحرارة على وجه الأرض. يعادل متوسط درجة الحرارة السنوي فيها 42 مئوية، صحراء خاوية قاحلة تجذب الأنظار نظرا لألوانها الساحرة.
ربيع حار
وأضافت الورقة: بحسب وكالة الأرصاد للغلاف الجوي والمحيطات الأميركية (NOAA)، فإن درجات الحرارة في شهر آذار 2015 كانت الأعلى في تاريخ قياسات درجة الحرارة بشكل منتظم، والتي بدأت عام 1880.
وزادت: بحسب تقرير رسمي للوكالة فإن درجات الحرارة سجلت أرقاما قياسية في أنحاء العالم. كما تبين، بعد فحص درجات الحرارة في الربع الأول من العام الحالي 2015، أنه تم تسجيل رقم قياسي جديد.
ووفق "NOAA"، فإن معدل درجات الحرارة في آذار 2015، في كافة أنحاء العالم كان أعلى بـ0,85 درجة من معدل القرن الماضي. وتعني هذه النتيجة أن آذار الماضي كان الأشد حرارة منذ أن بدأت قياسات درجات الحرارة بشكل منتظم قبل نحو 135 عامًا.
وكان قد سجل رقم قياسي عام 2010، حيث ارتفع معدل درجات الحرارة في العالم بـ 0,80 درجة، وفي الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالي فإن المعدل العالمي ارتفع بـ 0,82، عن المعدل الذي سجل في القرن الماضي.