أصداء- صفاء ديرية- التفت أبو العبد وعاد أدراجه من أحد أسواق الخضار بمدينة نابلس، ولم يشتر البندورة لمنزله كما هو معتاد، أعرض عن شراء البندورة قائلا للبائع: "منذ متى يباع كيلو البندورة بعشرة شواقل، لماذا ارتفعت أسعار الخضروات لهذه الدرجة؟".
هذا ليس حال أبو العبد وحده بل هو حال الكثير من الموطنين الذين أثقلتهم الهموم الاقتصادية بسبب الارتفاعات المتتالية لأسعار الخضروات، مما دفعهم لإلغاء الخضار من قوائم مشترياتهم، فهذه أم محمد التي عادت من السوق دون شراء الخضروات التي اعتادت على تقديمها مع الطعام يوميا لعائلتها، حيث اضطرت لإلغاء الأطباق المعتمدة على البندورة وغيرها من الخضروات خلال فترة الارتفاع في الأسعار، وذلك تماشيا مع دخل الأسرة المحدود.
يبرر البائع إبراهيم سالم ارتفاع الأسعار إلى "قلة الخضار الموجودة في الأسواق بسبب عيد الأضحى لدينا والأعياد اليهودية، وتزامن ذلك مع زيادة الطلب على الخضار، وبالتالي من الطبيعي زيادة الأسعار عندما تقل السلع المعروضة".
وبين أنه قبل العيد كان سعر كيلو البندورة ستة شواقل، أما اليوم فسعرها يتراوح ما بين الثمانية والعشرة شواقل، وحاليا هناك بعض الخضار التي بدأ سعرها بالعودة إلى ما كان عليه باستثناء البندورة، ومن المتوقع ان تعود الأسعار كما كانت بعد أسبوعين.
ارتفاع غير مبرر
من جهته بين رئيس جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محاقظة نابلس إياد عنبتاوي لـ"أصداء" أن السبب الحقيقي وراء ارتفاع أسعار الخضروات في هذه الأيام يعود إلى الاستغلال من قبل التجار الذين يشترون الخضار من المزارعين، والمزارعون لا يستفيدون من هذا الارتفاع، بينما يتكبد المواطنون الأضرار.
وأكد عنبتاوي أن فترة العيد وارتفاع درجات الحرارة ليست مبررا لارتفاع الأسعار كما يقول البعض، وإنما هي أسباب ثانوية إلى جانب اسغلال التجار ومغالاتهم في الأسعار.
وأضاف: "طالبنا في جمعية حماية المستهلك منذ سنوات بأسعار استرشادية لعدد من السلع الأساسية بحيث تكون على مدار العام وهذا طبق يعد جهد من الجمعيات، والآن نحن نطالب بأسعار استرشادية للخضار، وبالرغم من صعوبة تطبيق هذا الأمر إلا أننا نسعى لتطبيقه، لكن ليس على مدار العام وإنما في الأوقات التي ترتفع فيها الأسعار بدون مبررات كما يحدث في هذه الأيام".
