نابلس- بحثت المؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية المحليةREFORM خلال جلسة مراجعة أدبية لمناقشة فيلم وثائقي بعنوان: "أمريكا" سبل تعزيز الانسجام المجتمعي وتعميق أواصر التعاضد المجتمعي في مختلف المناطق الفلسطينية وذلك ضمن مشروع GUSU الذي تنفذه المؤسسة والممول من الوكالة الاسبانية من خلال الوكالة الاسبانية للتنمية الدولية (AECID) ومن خلال القنصلية الاسبانية.
وقد استعرض المشاركون ملخص عن الفيلم وكيف ساهمت المخرجه شيرين دعيس في تسليط الضوء على واقع الحياة اليومية للمرأة الفلسطينية وسبل المعاناة التي تواجهها، ابتداءً من الاجراءات الاحتلالية، وصنوف المعاناة المختلفة، مروراً بالصور النمطية اتجاه المرأة، وانحسار القدرة على التغيير في ذلك الواقع.
وقد أشارت دعيس من خلال فيلم "أمريكا" الى معاناة اضافية للمرأة "المطلقة" على وجه الخصوص، وقد جسدت حجم تلك المعاناة في فيلمها من خلال قصة شخصية لامرأة انفصلت عن زوجها، ولم تتحتمل الضغط النفسي والمادي الذي واجهته ما دفعها الى الهجرة الى أمريكا، لتجد نفسها في شكل اخر للمعاناة والاضطهاد.
وقد ناقش المشاركون طبيعة الصور النمطية المتصلة بالمرأة، والفئة العمرية، والتفكير في الأطر الثقافية العميقة كمصدر للتنميط، وانحسار قدرة المجتمع في عدد من المستويات على اشراك مختلف الفئات المجتمعية، وبالتالي تشظي القدرات الجمعية وتراجع أوصر الترابط وتعاظم الفرز الطبقي.
هذا وقد عكس المشاركون تجربة النساء على واقع الشباب، حيث الازدياد المطرد في حجم البطالة، وتفشي الفقر والتهميش، وانحسار آفاق المشاركة، ما يؤدي الى تراجع قدرات التأثير، والإحجام عن الرغبة في التغيير، وبالتالي استسهال التفكير في الهجرة ليس كمخلص مالي فقط، وانما كمخلص متصل بالقدرة على الشراكة والتأثير.
وقد شدد المشاركون في نهاية اللقاء على أهمية التوعية المجتمعية للتنميط ومخاطره، والاقصاء على أسس النوع، وأهمية مناهضة الفرز الطبقي.
يهدف مشروع GUSU الى تعزيز الهوية الفلسطينية للمواطن الفلسطيني في القدس، واعادة بناء الجسور بين المقدسيين ومحيطهم الثقافي والاجتماعي والوقوف عند المعيقات التي تحول دون الوصول الى ذلك والضغط لجهة ايجاد نظم مستجيبة لهم، واعادة تعزيز الموروث الثقافي والاجتماعي الفلسطيني، كما يهدف الى تعزيز شراكة الشباب والمرأة في الحياة السياسية الفلسطينية، خاصة في القدس، واعادة إحياء الهوية الفلسطينية الجامعة.
