الرئيسية / ثقافة وأدب
الزيتونة الحزينة وسيم ابو الرب
تاريخ النشر: الخميس 03/04/2014 17:41
الزيتونة الحزينة وسيم ابو الرب
الزيتونة الحزينة وسيم ابو الرب

 الزيتونة الحزينة


    • الزيتونة الحزينة


      شجرة الزيتون غريبة 

      لا أعرف كيف أصفها

      ثمارها مجوهرات ثمينة

      زيتها دماء عربية أبية

      من أوراقها تصنع التيجان

      وأخشابها شاهدة على الزمان

      يدور الإحساس فيها

      كأنها أجسام بشرية

      على كل ذرة تراب تحتها

      منثور ألف رواية

      وعلى كل غصن مورق

      مرسوم بالعزة حكاية

      أمسى اسمها في كتاب التاريخ

      أسطورة للكرامة وللسلام أبجدية

      الزيتونة الخضراء امرأة

      قهرت المحتل بقوتها 

      لوعت قلوب الذئاب بكبريائها

      أنجبت أشبالاً بلا حدود

      فكانوا شهداء في سيبلها

      الزيتونة الخضراء حزينة

      مكلومة مهجورة أسيرة

      اليوم تذبح بلا رحمة

      لتكون منحوتة جميلة

      في بيت سيدة أجنبية

      وتسلخ عن أديم أمها

      لتقام مستعمرة يهودية 

      تتساءل الزيتونة بشغف وحرقة

      من علق المشانق لأبنائي

      على أغصاني

      أين ذهب أبنائي

      لم هجرني أبنائي

      كيف يتركون الغرباء معي

      يسرقون ثمري

      ويكوون بالنار لحمي

      لكن يا للعار

      لا احد يلبي صرختها

      لا احد تتحرك الغيرة في وجدانه

      ويثور لنجدتها

      فتصمت في قهر

      والدمع يحرق عروقها

      وتخبئ بين جدران لحائها

      حسرة الأم التي فقدت أبنائها

      الزيتونة سئمت الظلم والهوان

      سئمت أن تبقى

      بين أيدي الشياطين رهينة

      تنوي الرحيل إلى المجهول

      لكن طيبتها أقوى من غضبها

      تتساءل الزيتونة بحسرة وأسف

      أين من كنت له بندقية

      أين من جعلني في لوحته

      رمزاً للسيادة

      أين من جعل من اسمي

      أمسية شعرية

      أين من كنت لرواياته

      الأميرة الخمرية

      وكما اعتادت لا مجيب لتساؤلاتها

      يا أسفاه على الزيتونة المسكينة

      الكل تخلى عنها

      العذاب بكل ألوانه يحاصرها 

      لكن مازال بلا حدود عطاءها

      وما زال الحنين لأبنائها يقتلها

  •  

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017