الرئيسية / مقالات
رسالة سريعة قبل الاقرار بقلم سامر عنبتاوي
تاريخ النشر: الجمعة 15/01/2016 10:41
رسالة سريعة قبل الاقرار  بقلم سامر عنبتاوي
رسالة سريعة قبل الاقرار بقلم سامر عنبتاوي

 ربما هذا الكلام يأتي قبل اوانه..و لكن الموضوع ليس بسيط ...مشروع تقسيم الضفة و القطاع الى 4 اقاليم ...اقليم الشمال و مركزه نابلس و اقليم الوسط و مركزه القدس ( و مؤقتا رام الله )... و اقليم الجنوب و مركزه الخليل ...و اقليم الساحل و مركزه غزة ..الآن يدرس في اروقة مجلس الوزراء ..و المشروع ليس جديد ..و هو مطروح منذ عام 2006 ...و هو نموذج لادارات مستقلة لكل اقليم على حدة ...فهل درس هذا المشروع باستفاضة ؟..و هل استشير خبراء القانون و الجيوسياسة و القانون الدولي في الامر ؟...و هل اخذ في الاعتبار الابعاد السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية للتقسيم الاداري ؟ و الاهم من ذلك كله : هل نوقش و بجدية امكانية استغلال الاحتلال للامر و مشروعه القديم الجديد بفصل الضفة الى كانتونات شمال وسط و جنوب بادارات ذاتية منفصلة مع تعزيز عزل قطاع غزة بالكامل ؟ 

قد يمثل موضوع الاقاليم نوع من الادارة اللامركزية و اعطاء الامتيازات الاقتصادية و الادارية الى كل اقليم على حدة و لكن ذلك يمكن ان يكون مفيدا و مثمرا فيما بعد الاستقلال التام و السيادة الكاملة على الوطن ...و الا فاننا سنجد اننا نقسم الحكم الذاتي المتاح الى احكام ذاتية ..و بدل ان نساهم في توحيد الوطن جغرافيا و ديموغرافيا فاننا نساهم بقصد اودون قصد في حالات التقسيم الذي لن يجلب الا المزيد من التشتيت و التجزئة .
قد تسهل بعض المعاملات للمواطنين ..و قد يتم انشاء الدوائر و الادارات المختلفة في كل منطقة تسمى باقليم مما يساعد في تطوير اقتصادي و اعتماد على النفس و انعاش التنافس و البناء ..الا ان هذا كله يتقزم امام البعد الوطني ..و السؤال الملح و الهام هنا : اذا كنا سندير كل اقليم على حدة ..فلمن السيطرة على الطرقات الواصلة بين الاقاليم ؟...و هل سنقبل ببقاء الامر الواقع على ما هو ...سيطرة امنية اسرائيلية على الطرق الخارجية و المناطق الشاسعة بما يقرب ال 60% من مساحة الضفة ...و السؤال الذي لا يقل اهمية : ما مصير قطاع غزة ؟ هل سيعامل كاقليم متمرد و يبقى في حالة العزل ؟!
الوضع الفلسطيني غاية في الحساسية و الدقة و الاحتلال يتربص و ينهش و يفصل و يقطع و مهمتنا كفلسطينيين يجب ان تكون معاكسة في الاتجاه تماما بوصل ما يقطعه الاحتلال و بالترابط الجغرافي و البشري و وحدة الحال و الهدف بالتحرير الكامل من الاحتلال و هذا يتطلب التواصل الدائم ...كما يجب ان يكون على اعلى سلم اهدافنا اعادة وحدة الضفة و القطاع و انهاء الانقسام ..و ليس المزيد من التجزئة .
الشعب الفلسطيني مقسم حاليا الى 4 اقسام ..في الداخل و في الضفة و في غزة و في الشتات ...و توجهنا يجب ان يكون في اعادة اللحمة للشعب و معارضة المزيد من التقسيم .
في النهاية انا لا احاول استباق الاحداث و لكن احذر من ان يمر المشروع دون دراسة وافية تأخذ كافة الابعاد و دون حالة اجماع وطني ...فنحن لا نزال نعيش حالة الانقسام و اختلاف المواقف و الرؤى ..و عند اقرار قانون بهذه الخطورة يجب ان يعرض على المجلس التشريعي لدراسته و تشكيل اللجان لبحث كافة ابعاده قبل اقراره ,, و حتي يتسنى ذلك لنعطي الاولوية لانهاء الانقسام و اعادة المجلس التشريعي لاخذ دوره و اجراء الانتخابات في كافة المؤسسات و بعدها لتطرح كافة الامور ليقرها الشعب من خلال ممثليه .
سامر عنبتاوي 15-1-2016
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017