الرئيسية / مقالات
الارهاب الاسرائيلي الالكتروني
تاريخ النشر: الثلاثاء 02/02/2016 11:40
الارهاب الاسرائيلي الالكتروني
الارهاب الاسرائيلي الالكتروني

 بقلم : م. عمر موقدي/رئيس مجلس ادارة مركز عبد القادر ابو نبعه

     لا شك ان زخم الثورة التكنولوجية في مجال المعلومات والاتصالات التي تتخذ طابعا كونيا حوّل العالم الى قرية صغيرة، وأصبحت المعلومة وفاعلية الاتصال وسعة قنوات المعرفة أسلحة جديدة يمكن أن تحسم النزاع لصالح من يجيدها ويسيطر عليها، وقد أدركت إسرائيل كغيرها اهمية ذلك وسعت جاهدة للتفوق فيه.

الإرهاب الألكتروني:

    اعتماد استخدام الإمكانات العلمية والتقنية، واستغلال وسائل الاتصال والشبكات المعلوماتية، من أجل ترويع الآخرين، وإلحاق الضرر بهم، أو تهديدهم.

التجسس الالكتروني (المعلوماتي):

    فهو عدة طرق لاختراق المواقع الاكترونية، ومن ثم سرقة بعض المعلومات والتي قد تكون في قائمة الاهمية والخطورة للطرف المتلقي والمسروق منه .

    ويربط بعض الباحثين بين التجسس والإرهاب الالكتروني: فهما نوع من العدوان أو التخويف، أو التهديد المادي، أو المعنوي الصادر من الدول أو الجماعات أو الأفراد على الإنسان، في دينه أو نفسه، أو عرضه، أو عقله، أو ماله بغير حق، باستخدام الموارد المعلوماتية والوسائل الالكترونية بشتى صنوف العدوان وصور الإفساد.

مراحل التطورالإسرائيلي في المجال الالكتروني:

     يرجع دخول “إسرائيل” لبرنامج الفضاء والأقمار الصناعية إلى عام 1959، بالتوازي مع بداية البرنامج النووي لها، وعقب ذلك بسنوات قليلة أطلقت أول قمر للتجسس، ثم إنشاء معهد بحوث الفضاء بجامعة تل أبيب، ثم توحيد مراكز البحوث في مجال الفضاء و بحلول 1977 عقدت المنظمة الدولية لعلوم الفضاء اجتماعها في تل أبيب، والبدء بمشروع إطلاق أقمار أفق عام 1982، ويوم 19 سبتمبر عام 1988 إطلاق أول قمر صناعي من النوع المستخدم في التجسس وهو “أفق 1″ ، وصولا الى (افق7 )  الذي وصفه وزير الدفاع عمير بيريتس الأسبق ″ان نجاح الإطلاق يضيف بعدا مهما لقدرات “إسرائيل” الدفاعية وهو شاهد على قوة “إسرائيل التكنولوجية”.

 

الارهاب الالكتروني الإسرائيلي بين الاهداف الاستراتيجية و التكتيكية.

 من الأهداف الأستراتيجية:

-     محاولة إسرائيل الإبقاء على تقدمها التكنولوجي والعسكري في مختلف المجالات بمنع الدول التي تصنفها ضمن الدول المعادية وحتى الدول التي تعدها حليفة لها من امتلاك قدرات تكنولوجية معلوماتية تمكنها من أن تشكل في المستقبل تحد لرغبات إسرائيل.

-     معرفة توجهات الرأي العام العربي نحو إسرائيل في أعقاب ما سمي بالربيع العربي، عبر إنشاء وحدات جديدة للتجسس تختص بمراقبة جميع وسائل الإعلام العربية، ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كالفيس بوك وتويتر.

-         جمع المعلومات الأمنية والاستخباراتية عن دول الجوار الإسرائيلي.

-    تزويد (أجهزة الأمن الإسرائيلية) بالمعلومات الاقتصادية والتطورات الصناعية والتكنولوجية وأهم المشروعات الاستثمارية المتحققة في الدول العربية أو الإقليمية، وذلك بتوجيه بعض قراصنة الانترنت الهاكرز لأختراق تلك المواقع.

-     القيام بعمليات تخريب اجتماعي وأخلاقي واسعة النطاق بهدف زعزعة القيم والأعراف السائدة في المنطقة العربية عن طريق الرسائل والبرامج الالكترونية في أجهزة الاتصال الحديثة وبثها عبر الأنترنت وعبر تطبيقات الهواتف الحديثة والذكية وغيرها..

من الاهداف المرحلية أو التكتيكية:

1ـ إنشاء شركات حواسيب وهمية: تبيع أجهزة كمبيوتر وأجهزة الكترونية أخرى إلى مؤسسات رسمية في الدول العربية والإسلامية تعمل على جمع المعلومات وبثها الى اسرائيل.
2
ـ نشر الفيروسات بهدف الحصول على معلومات وضرب أنظمة الحاسوب في الدول المستهدفة.
4
ـ مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي و التنصت على أجهزة الهاتف .

الوحده 8200:

       تتبع لشعبة جهاز الاستخبارات العسكريه الإسرائيلي المعروف باسم (أمان)، وهي وحدة تجسس ومراقبة إلكترونية لرصد تحركات ومراسلات الشباب الفلسطيني والعربي عبر وسائل التواصل الالكتروني وتقوم باستقطابهم عبر غرف الدردشة، وأن هذه الوحدة ترصد التحولات والمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتغذية صناع القرار بها، وكذلك وحدات الاستخبارات الأخرى، من أجل إيجاد جسور للتواصل لتجنيد الشباب الفلسطيني والعربي للتعاون مع إسرائيل.

     أن الحواسيب المتطورة التابعة لوحدة 8200 قادرة على رصد الرسائل ذات القيمة الاستخباراتية من خلال معالجة ملايين الاتصالات ومليارات الكلمات، وقد نوه المعلق العسكري الإسرائيلي «يوآف ليمور» على موقع إسرائيل اليوم :ان الوحدة باتت تركز معظم اهتمامها وعملها على متابعة مواقع التواصل الاجتماعي التي يرتادها الشباب العربي، و خاصة فيسبوك وتويتر، وذلك لرصد التحولات السياسة والاجتماعية والنفسية التي طرأت على الشباب العربي.

أسباب التفوق الإسرائيلي في مجال التجسس الالكتروني:

أولا:الدعم الحكومي: تقدم الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة دعما متواصلا لقطاع المعلومات، وتخصص 3% من ميزانيتها السنوية، للإنفاق على مجال تقنية المعلومات والبحث العلمي.

ثانيا : وجود مراكز علمية وجامعات ومعاهد تقنية مختصة في المعلومات في إسرائيل تقوم بدور بارز برعاية الطاقات المختصة بتقنية المعلومات.

ثالثا: هجرة الكفاءات إلى إسرائيل: أدت هذه الهجرة إلى ارتفاع نسبة العلماء والمهندسين فيها، لتصل أواخر التسعينيات إلى رقم قياسي عالمي هو 135 عالما أو مهندساً لكل11 آلاف نسمة.

رابعا: اختار المختصون الإسرائيليون في تقنية المعلومات أسلوباً تجارياً مبتكراً، لدفع شركاتهم الصغيرة إلى السوق العالمية، يعتمد على تكوين تجمعات من كل الشركات الصغيرة، التي تمتلك أفكاراً، أو مشاريع، معلوماتية مبتكرة، في مواسم محددة ، ومشاركة هذه التجمعات في أجنحة مشتركة ضمن أكبر المعارض العالمية المختصة في تقنيات المعلومات.

اسرائيل تمارس الارهاب الالكتروني على الفلسطينيين:

      تتعرض المواقع الفلسطينية على شبكات الإنترنت بصفة مستمرة من الإسرائيليين إلى الاقتحام والعبث بمحتوياتها وإزالة ما عليها من معلومات وعرض صورة العلم الإسرائيلي على الصفحة الرئيسة بالمواقع المقتحمة، والإرهاب الالكتروني لا يقتصر على أجهزة التجسس الإسرائيلي والجماعات العاملة معه بممارسته على دولة فلسطين فحسب، بل اتخذت هذه الجماعات مواقع لها على الأنترنت تمارس أعمالها من خلال التحريض على القتل وتعليم صنع المتفجرات والقنابل، علاوة على نشر أفكارها الداعية إلى العنف والتمييز العنصري، والتلاعب بالأنظمة والبيانات والنظم الخاصة بمؤسسات وحكومات دول أخرى.

      وقد أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض (شارون) أمام الرئاسة الأميركية لمحادثات هاتفية لعرفات وهو يؤيد الأعمال المسلحة في انتفاضة الأقصى، بهدف ايجاد المبررات لإسرائيل فيما تقوم به من عنف موجه للشعب الفلسطيني أو أية جهة عربية تؤيده.

     كما تحرص أجهزة الأمن الإسرائيلية على معرفة اتجاهات الرأي العام الفلسطيني وآراء المجتمع إزاء الأحداث الجارية، فتقوم بالتجسس على هواتف الكثير منهم ومواقعهم الشخصيه على شبكات التواصل الاجتماعي، ناهيك عن الاسلاك الالكترونية الشائكة في جدار الفصل العنصري وكاميرات أبراج المراقبة الموجهة نحو المدن والقرى الفلسطينية لرصد أدق التفاصيل.

الواقع الفلسطيني الالكتروني:

تعيش فلسطين تحت احتلال يفوقها عدة وإمكانات، فكل الشركات العامله في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تخضع لموافقات اسرائيليه من حيث التراخيص وادخال المعدات، وبالتالي عمليه اختراقها ومراقبتها اسرائيليا يعتبر الاسهل.

وفي الوقت الذي لا يمكن إعاقة التقدم التكنولوجي الإسرائيلي، لا بد من وجود الدعم والتركيز على الجانب التكنولوجي فلسطينيا من خلال المعاهد والدورات المتخصصه، بالإضافة لتوعيه الشباب الفلسطيني في مواضيع التكنولوجيا وخاصه مواقع التواصل الاجتماعي التي تقدم معلومات استخباراتية يومية مجانيه للاحتلال.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017