الرئيسية / الأخبار / حق العودة
السبعيني دُغمان: أمين سر الكفرين المُدمرة!
تاريخ النشر: الأثنين 07/04/2014 07:22
السبعيني دُغمان: أمين سر الكفرين المُدمرة!
السبعيني دُغمان: أمين سر الكفرين المُدمرة!

 مخيم الفارعة:  أنهي برنامج" ذاكرة لا تصدأ" لوزارة الإعلام واللجنة الشعبية للخدمات سنته الثانية، بتتبع سيرة أحمد عبد الله دغمان، الذي لا يكف عن نسيان مسقط رأسه الكفرين القريب من حيفا، والتي تعني بالتسمية القديمة (نجمة الصبح) كما يقول.

يشرع، وهو يتسلح بخريطة لبلدته، التي أعدها له رجا مصطفى صالح: الكفرين هي كل حياتي، ولا أستطيع أن أنساها ولو للحظة، وحتى اليوم أردد أسماء أراضيها الشعبية، كالحواكير، والمرشقة، وتلة الزعترة، وأم القرامي، وطريق العرب الذي كان يربط بلدنا بمرج ابن عامر ويافا، والبيادر، وبئر خميس، ووادي البزاري، وعين البلد، ووادي العرائس، ووادي الحنانة.

يستذكر: سمعنا من شبان أن عين البيادر قديمة من أيام الرومان، وإنهم دخلوا إلى قلبها، وشاهدوا سرداباً، ومشوا فيه إلى أن انطفأت نيرانهم، دون أن يصلوا نهايته.

ووفق دغمان المولود في آذار عام 1937، فإن عائلات الكفرين هي: سرحان، والغول، وخليفة، والعسوس، ونعجة، وعبد الجواد، والحاج يوسف، وأبو لبّادة، وأبو سرّيس، أما مختار البلد فأديب أبو نجمة، الذي كان من حيفا، بينما كان أمام المسجد الشيخ عبد الله الأحمد، ونعيم دروزة مدير المدرسة ومعلمها الوحيد.

ذكريات مدرسية

يقول: كانت المدرسة غرفة واحدة، تضم أربعة صفوف، ودرسنا المعلم بالتناوب، فتعلمنا الحساب، واللغة العربية ، والعلوم الطبيعية، واللغة الإنجليزية بدءاً من الصف الرابع. ولم أدرس إلا للصف الثاني، وحفظنا أشعار أحمد شوقي ( قم للمعلم وفّه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا)، وأذكر أن طالبة واحدة جاءت لتدرس معنا واسمها سهيلة شاكر الأسعد، إلا أنها  غادرت المدرسة؛ بسبب عدم وجود حمامات فيها.

يضيف: لا أنسى موقع دكان محمد سرحان وسليمان البابا، ولا النجار جبر المحمود، الذي كان يصنع  المحاريث الخشبية، أما البيوت فكانت من الطين وسقفها من القُصّيب، وكان المقاول عبد الشوبكي يبني البيت مقاولة بعشرين جنيهاَ، وهو يساوي مهر العروس.

وبحسب ذاكرة دغمان، فقد كانت القرية تشتهر بالزراعة، وبخاصة  الحبوب والحنطة والذرة البيضاء والملوخية، ولكنها تميزت بالفجل الذي كان يتضخم كثيراً ويتجاوز  وزنه 2 كيلو غرام، ويذهب إلى أسواق حيفا.

يقول: انتشرت في القرية الجمال، التي كانت تستخدم لنقل البضائع، فيما كانت معظم الطرق ترابية.

تكافل ووجع

يسترد: انتشرت في الكفرين عادة مساهمة أهالي البلدة  بتزويج الفقراء، فقد كانوا يجمعون المال، ويجهزون كل شيء للعريس، ويحتفلون  ثلاثة أيام بلياليها بأفراحهم، وقد انقسمت القرية لشطرين، بين مزارعين وقادمين من مصر، وتعدى عدد سكانها الألف نسمة قبل النكبة.

يوالي: قبل أن نجبر على ترك الكفرين، منعنا والدي من أخذ أي أغراض، وقال لنا( سنعود بعدي يومين على الأكثر)،  ورحل معظم الناس إلى أم الفحم، وانتقلنا منها نحن إلى سيلة الحارثية ورمانة، وبعضنا إلى جنزور ( قرب  مثلث الشهداء)، ثم إلى مخيم نور شمس فالفارعة عام 1957.

مما لا ينساه دغمان من صور: الشاب  محمد العسوس، الطويل والجهم، والمشهور بـ(السفياني)، الذي راهن جنود الجيش العراقي، الذي كانوا يدافعون عن القرية، قبل الانسحاب، أن يحضر لهم المجندة الصهيوينة التي كانت تطلق النار من فوق جبل بيت راس، فما أن كاد أن يصل لها، إلا وظنه جندي عراقي من العصابات الصهيوينة، فأطلق عليه النار، ليتدحرج من فوق الجبل، إلى قاع الوادي مثل الكرة، وأكلت البلد تراب حزناً عليه.

استلاب

واستناداً إلى الموسوعة الفلسطينية، وما قدمه دغمان من روايات، فقد أدعت العصابات الصهيونية أنها احتلت القرية في 12 نيسان 1948. وتفيد سجلات جيش الإنقاذ العربي أن القوات العربية انسحبت في اليوم التالي من منطقة تقع غربي الكفرين تماما. وكان هجوم فرقة  "البلماح" على الكفرين جزءا من عملية شنت بعد معركة (مشمار هعيمك).

ووفق صحيفة (نيورك تايمز), فإن رئيس الوكالة اليهودية, دافيد بن غوريون, وقيادة الهاغاناه عندما رفضا عرض جيش الإنقاذ العربي وقف إطلاق النار في هذه المعركة, قررا أيضا مهاجمة نحو عشر قرى مجاورة للمستعمرة وتدميرها, و من جملتها الكفرين التي كانت كبراها. وذكرت الصحيفة نفسها في 12 نيسان  نقلا عن إذاعة الهاغاناه, إن الكفرين كانت خامس قرية تُحتل من بين القرى المحيطة بمشمار هيعمك.

ويسرد المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إن القرية دمرت جزئيا في أثناء احتلالها, لكن التدمير النهائي أرجئ أسبوعا بسبب خطة البلماح القاضية باستخدام القرية لتدريب الوحدات على القتال في المناطق المبنية. وفي 19 نيسان أعلمت هيئة أركان "الهاغاناه" بأن  تدريبات فرق المشاة على القتال في المناطق المبنية أجريت أمس جنوبي "مشمار هعيمك" وشرقها, وعند انتهاء التدريبات دمرت  الكفرين تدميرًا تامًا.

توثيق

بدوره، قال منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف، إن "ذاكرة لا تصدأ" سيتطور في عامه الثالث من حيث الشكل، وسينتقل إلى مخيمات أخرى في الوطن والشتات، لما للتاريخ الشفوي من أهمية بالغة، تشكل وثيقة ناطقة وشاهدة على تدمير المدن والقرى والبلدات الفلسطينية.

فيما ذكر نافز جوابرة، أن البرنامج استطاع الوصول إلى عدد كبير من الشهود على مرارة النكبة، وأن بعضهم غيبه الموت، خلال العامين الماضيين.

المزيد من الصور
السبعيني دُغمان: أمين سر الكفرين المُدمرة!
السبعيني دُغمان: أمين سر الكفرين المُدمرة!
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017