الرئيسية / مقالات
بالزقاق حكاية لا تُنسى
تاريخ النشر: الأحد 28/02/2016 10:45
بالزقاق حكاية لا تُنسى
بالزقاق حكاية لا تُنسى

 بقلم رسمي عرفات

الثامن والعشرون من شهر شباط لعام ألفين واثنين، اذكر هذا التاريخ بتفاصيله الصغيرة، قصف مدفعي وصواريخ وإطلاق نار قوة خاصة إسرائيلية محاصرة داخل مدرسة ذكور بلاطة القريبة من منزلي وكتائب شهداء الأقصى ترشقهم بالرصاص والقنابل المصنعة محلياً . قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال  .بالإضافة لأشلاء المار كيفا الدبابة العظمى عند الاحتلال متناثرة في الشوارع الرئيسية حول المخيم وطائرات لأباتشي تحلق فوق المخيم وصوتها المزعج وصواريخها الطائشة تدق كأنها ناقوس خطر يقول أخرج "أهرب، أختبئ،" لا أحد يعرف معنى التصرف السريع وأين المكان المناسب للجوء أليه 

 

يوم من أصعب الأيام التي مرت على حياتي وأنا بنعومة أظافري أطارد الصوت واختبئ ثم أخرج وأنادي أين أبي . فقد أنقطع الاتصال هو خارج المنزل يدافع عن المخيم وأيضاً أعمامي فقد كان أحدهم مصاب جاءنا الخبر الأول بأنهم بخير لكن هم بالمستشفى بعد أن أصيبوا بشظايا صواريخ طائرة لأباتشي  الشمطاء التي تحلق فوق المخيم باستمرار لم أستوعب الخبر لكن أشتد الغضب لكن ما الحل . فقط أنتظر وأستمع إلى صوت الإنفجارات وإطلاق النار الذي لم ينقطع منذ وقت طويل

 

 لا أنسى أبداً الثامن والعشرين من شباط

ذلك اليوم المشهود، أطلقت عليه - يوم سقوط مخيم بلاطه -  حيث استشهد أربعة عمالقة من خيرة الرجال وأصيب المئات من أبناء المخيم  بينهم والدي فايز عرفات واثنين من اعمامى ناصر وياسر عرفات .

 

حقاً !! لا أستطيع نسيان تفاصيل التفاصيل لهذا اليوم ، حينها عرفت معنى أن يكون لنا وطن نخاف عليه بل شاهدت الوطن وخوفي عليه بأم عيني ، في أزقة المخيم ولدت الثورة وفى المخيم عايشنا الخوف .

سطروا أبناء المخيم أروع صور البطولة حيث استبسل الجميع وكانوا يداً واحدة من جميع الفصائل والألوان توحدوا ضد المحتل ، انتهت المعركة بشهداء وجرحى وهدم منزل القائد العام لكتائب شهداء الأقصى الأسير ناصر عويص.

هذه التجربة جعلتني متيقظ دائماً ، فغدا ما غفوت أعود لأطرق ذاكرتي وأذكرها بهذا التاريخ ، وأصوات طائرات الأباتشى والدبابات والصواريخ وزخات الرصاص ما يقارب المئتى دبابة وثلاث مائة  ناقلة جنود، وطائرتين من نوع  أباتشي، كلها  فقط على مساحة كم مربع من أرض الوطن وأزقة المخيم .

 بالزقاق حكاية لا تُنسى .

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017