الرئيسية / مقالات
العم سام ...... والسم بالدسم ونعوم تشومسكي!!! سامر عبده عقروق
تاريخ النشر: الثلاثاء 15/04/2014 18:49
العم سام ...... والسم بالدسم ونعوم تشومسكي!!!  سامر عبده عقروق
العم سام ...... والسم بالدسم ونعوم تشومسكي!!! سامر عبده عقروق



زال استغرابي واستهجاني من الإصرار الأمريكي الرسمي بالعداء المفضوح اتجاه  الإنسان والأرض الفلسطينية بعد ان قرأت ، وممكن للمرة الرابعة أو الخامسة ، كتاب موجز للفيلسوف نعوم تشومسكي ،  وكتابة الصغير هذا يوجز ويبين عدائية الموقف الأمريكي نحو شعوب الأرض ، وخاصة المستضعفين منهم ، أو الذين لأمريكا وحلفائها مصالح كبيرة عندهم، لا تعد ولا تحصى ، وليس بالضرورة مادية أو اقتصادية  في هذه الدول ، وهذه المعلومة أكيدة لي كما لأعداد كبيرة من المتابعين ، وهي ليست معلومة حديثة بالنسبة لهذه المجموعة ولكنها تتأكد وبقوة مع مرور الأيام .

وآنا كانسان فلسطيني يعيش في ظل الاحتلال من قبل دولة مدللة جدا من قبل العم سام ، استغرب واستهجن موقف أمريكا  باستخدام مكاييل ومعايير  متعددة ومتنوعة عند تعاملها مع حقوق الإنسان ، موقف أمريكا الرسمي المتناقض جدا في مواقفه من الأرض والإنسان الفلسطيني ، فيتو ضد الدولة 194 ، وبنفس الوقت تقوم بدور الوسيط غير الحيادي على الإطلاق ، بل المنحاز بصورة واضحة ، تمارس الضغوط وتهدد بقطع ووقف المساعدات إذا لم نوافق على يهودية الدولة ، والذي يعني الموافقة عليها نهاية وإنهاء قضية سبعة ونصف مليون إنسان فلسطيني ممن يعيشون في الشتات أو على الأرض الفلسطينية المحتلة من العام  1948 ، وتعني الموافقة على العيش في ظل دولة التمييز العنصري ، فيتو ضد انضمام فلسطين لليونسكو ، فيتو عند صدور قرار عن الأمم المتحدة يدين الاعتداءات والانتهاكات ضد الإنسان الفلسطيني وتهديم البيوت والمذابح الجماعية ، فيتو ضد إدانة الاستيطان ، وحدث ولا حرج.

موقف أمريكا لا يستطيع كل الساسة الأمريكان ومن ضمنهم اوباما وكيري ان يتوقعوا محتواه ، لأنه يملى عليهم من المتنفذين من أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين ، وهنا تقع الكارثة إذا عرفت من هم هؤلاء ، والموقف الأمريكي مثل البطيخة ، وأسعار البطيخ جدا مرتفعة هذه الأيام ، مثل البطيخة لأنك لا تعرف ، ولا يعرفون ما اللون الذي سيظهر فيها عند فتحها، وهكذا هو الموقف الأمريكي لا يمكن توقعه .

استغرب واستهجن ، كما غيري من المواطنين الفلسطينيين ، من الموقف الذي يقوم به العم سام باتجاه الإنسان الفلسطيني ، واحدد باتجاه الإنسان الفلسطيني فعدائية الموقف الرسمي الأمريكي نحو الأرض والإنسان الفلسطيني لا يمكن أن توصف ، وواضحة ويتم الحديث عنها بدون خجل أو بدون مجاملات، والمشكلة الكبرى ان المؤسسات الأمريكية تعمل ، وعلى قدم وساق ، على اختراق كافة المؤسسات في المجتمع الفلسطيني وتحت مسميات وألوان مختلفة ، ونحن لسنا بصدد هذه المسميات ، وما يستغربه المتابعون هو التناقض الكبير ، ذلك ان معظم التمويل يوجه نحو حقوق الإنسان والحياة المدنية وبناء الإمكانات البشرية ، وهذه مبشر ومقزز بنفس الوقت ، لماذا ؟ الجواب بسيط كيف يمكن ان تنفق ملايين تستثمر في قطاع حقوق الإنسان والحياة المدنية وتواجه هذه الحقوق بالفيتو في الأمم المتحدة عند محاولة استصدار قرار يدين الممارسات اللانسانية والمخالفات التي تنتهك هذه الحقوق والتي يقوم بها جيش الاحتلال .
لكم ان تتخيلوا وعلى سبيل المثال كيف ان الولايات المتحدة تدعم رياضة ذوي الإعاقة في فلسطين وتنفق عشرات آلاف الدولارات ، وبنفس الوقت تنسى أو تحاول ان تنسى ان حوالي 50 ألف من الأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية حصلوا على وسام الإعاقة نتيجة إطلاق الرصاص الحي على أرجلهم وظهورهم أثناء مقاومتهم للاحتلال وخلال الانتفاضتان الأولى والثانية ، هؤلاء  حصلوا على وسام الإعاقة برصاص وقنابل 










مموله من دافعي الضرائب الأمريكان ، والأدهى ان أمريكا تصر ان تقدم لنا ، وفي كل مشروع تقوم بتمويله ، مصرة ان تقدم لنا السم الزعاف بالدسم القاتل الذي تقدمة لنا ، ومنها بطولات سلام ، مباريات سلام ومحبة ومودة وتسامح ، وغيرها ، وتنسى ان الرياضي الذي يمكن ان التقي به بإحدى الألعاب الرياضة لذوي الإعاقة أو غير ذوي الإعاقة هو رياضي في لحظتها أو ساعتها ، وبعد ان يخلع الوجه الرياضي هو جندي محتل يمارس القتل والإرهاب حتى ضد الرياضيين الذين كان يمارس معهم رياضة السلام ، وهي تستخدم في ذلك زمرة من المطبعين المستفيدين ماديا ومكرسين أنفسهم للدفاع عن جميع أنشطة الشيطان.

وحقيقة ان المعادلة صعبة ، كيف يمكن ان نمارس الرياضة في بطولات ومباريات السلام مع أشخاص بعد ساعات سيمارسون كل الانتهاكات والمخالفات القانونية المنصوص عليها بمعايير حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية ، وهذا الشخص الذي كان يرتدي زي رياضي ممول من دافعي الضرائب الأمريكان  وتحمل ملابسه الرياضية ألوان السلام وحمامته هو نفس الشخص الذي سيرتدي بدله الاحتلال ويحمل ال ام 16 ومسيلات الدموع ويستعملها ضد الإنسان الفلسطيني في نعلين وبلعين والخضر وكفر قدوم وبلاطه وعسكر والدهشة وغيرها من المواقع ، ينفذ قرارات مصادرة الأراضي ، ويحمي من يحرق الزيتون ، ويقتحم البيوت للاعتقال.

لا بد ان أسجل وبصراحة ووقاحة ان لأمريكا ان تقوم بما تريد لتخدم سياساتها العنصرية والمنحازة ولكتني استغرب من الذين يقبلون ان يكونوا أدوات رخيصة مقابل بعض الدولارات لتنفيذ مثل هذه الأمور الفظة والمنتهكة للكرامة الإنسانية ، كيف لبعض الأندية التي تتاجر بالأقدام المبتورة ، والأيدي والأذرع المبتورة ، وبإصابات العمود الفقري والشلل الدماغي ، كيف لهذه الأندية والمؤسسات ان تقبل القيام بدور المروج لهذه الحملات التي تقدم لنا السم بالدسم ، كيف لها ان تساهم في قتل الإنسان الفلسطيني وتنتهك حقوقه علما ان هذه الأندية تتبنى رياضة ذوي الإعاقة وتدعي الدفاع عنهم وعن حقوقهم.

شكرا لك نعوم تشومسكي ، أنت أكثر من رائع لأنك قرأت حقيقة السياسة الأمريكية في استغلالها واستخدامها لمؤسسات العمل المدني  ولمفاهيم حقوق الإنسان والحياة المدنية بوضوح، شكرا لأنك كتبتها واطلعت العالم عليها ، وكيف أنها تستغل الحاجة إلى الطعام والماء والملبس ، وتمرير مفاهيمها ومفرداتها التي تحمل في طياتها مفاهيم للانتحار لكرامة الإنسان وممارسة أبشع مفاهيم الاستغلال والاحتلال الثقافي وتعزيز ونشر مفاهيم مكروهه جدا.
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017