نابلس- فرح قاسم

حين يقفز الحاضر إلى الماضي، عبر صرحٍ ثقافيّ تفوح منه رائحة التّراث و الأصالة متمرداً على قيود الوقت .. تكون عظمة المكان، فإلى وسط مدينة نابلس تتربع مكتبة البلدية العامة، والتي تأسست عام 1960، في عهد المجلس البلدي والذي كان يرأسه آنذاك الدكتور أحمد السروري.

و في اللقاء الغني بالمعلومات التّعريفية عن المكتبة، و الذي أجريته مع حضرة السيّد ضرار طوقان مدير مكتبة بلدية نابلس، أوضحَ من خلاله أن للمكتبة عدة أهداف تسعى جاهدةً لها و منها: نشر الثقافة والوعي والتراث، وخدمة الباحثين والدارسين والمهتمين في ان واحد.

أما عن مكنونات المكتبة، أشار طوقان أنها تشمل على جميع أنواع المعارف، و الفنون، و الأدب، و المراجع، و الدّيانات، و المكتبات الخاصة و أهمها(مكتبة الأسير الفلسطيني ، و مكتبة العلّامة الكبير قدري طوقان ،إضافة إلى بعض المكتبات الخاصة الأخرى .) .

ومن موجوداتها أيضا الدّوريات و وثائق من العهد العثماني، و الانتداب البريطاني، و الحكم الأردني، و الاحتلال الإسرائيلي.

أمّا فيما يخص أقسامها و التي تم توزيعها بأسلوب علمي فهي تشمل على: القسم الرئيسي ( الأرشيف والوثائق)، وقسم المراجع، والاستعلام، والتزويد، والتصنيف والفهرسة، والإعارة.

و في مقارنة بسيطة بين ما كانت عليه المكتبة منذ نشأتها و ما أصبحت عليه الآن، قال طوقان  إنها كانت عبارة عن كتب توضع في خزائن و صناديق خشبية أمّا عن الإعارة فكانت تتم بطريقة يدوية ، في حين نجدها اليوم تضع الكتب على الرّفوف حسب تصنيف ديوي العشري، مدخلة جميعها على الحاسوب ،أما الإعارة فهي إلكترونية .

و في سؤال وجهته حول نسبة إقبال النّاس على المكتبة و الاستفادة منها ،أفاد طوقان أنه وفق دراسة واقعية أجريت في الشهر السابق من هذا العام، أن معدل الزيارة فقد بلغ ٦٤٠٠، منهم٣٧٠٠من فئة الشباب، و ٨٠٠ من فئة الأطفال، و ١٩٠٠زوار عاديون و كبار سن .

ووجه طوقان نصيحة إلى الشباب باعتبارهم بناة المستقبل، حيث قال " على كل شاب أن يعود إلى القراءة، وأن يستمر بذلك، وأن يسعى جاهداً لترك ثقافة الاستخدام اليومي لصفحات التواصل الاجتماعي، والاهتمام المباشر بالقراءة، لأنني أدرك أن بالقراءة نصنع المستحيل".

و من الجدير بالذكر أيضا أن المكتبة تحتوي على ما يزيد عن ١٢٥٠٠٠ كتاب و2 مليون وثيقة، و نشرة، و جريدة.