تقرير: نداء زقوت
بمظلة "العريش" مليئة بأنواع كثيرة ومختلفة من فاكهة الحقل المتميزة بألوانها الزاهية والجميلة التي تعلق في كل بيت سامري, بالإضافة إلى الزينة التي تنتشر في جميع زوايا المنزل... هكذا تكون ملامح وطقوس عيد العرش لدى الطائفة السامرية في جبل جرزيم جنوب مدينة نابلس.
حيث تقوم الطائفة السامرية بشعائر الحج الخاصة بها على قمة الجبل فجرَ أول يوم من أيام عيد العرش؛ الذي هو ذكرى للتيه الإسرائيلي الذي استمر أربعين عاماً يعرف باسم المظال، ومدة هذا العيد سبعة أيام ليبارك جميع أيام الأسبوع, كما أن عيد العرش يأتي بعد خمسة أيام من عيد الغفران.
الكاهن حسني فيصل يقول:" هذا العيد المقبل الذي يصادف16 تشرين الأول يوم الأحد يكون مسبوقاً بيوم يصوم فيه جميع السامرين."
يضيف الكاهن أن بعد الصوم رأساً يبدأ التحضير لعيد العرش, إذ أنهم يذهبون إلى إسرائيل ومن ثم مناطق الأغوار من أجل تحضير أصناف هذا العيد؛ وهم أربعة أصناف "كفوف النخيل, وشجر الغار, وثمر الحقل, وتمر الترونج"؛ وهو ثمر ذات حجم كبير ويعد من الحوامض, حيث يتباهى السامريون عند أخذه وإحضاره لاستقبال العيد, بالإضافة إلى أصناف أخرى بجانب هذه الأصناف الأربعة.
وفيما يتعلق بمراسم هذا العيد يقول الكاهن فضل أبو إبراهيم السامري أن المراسم تبدأ فجراً داخل الكنيس؛ حيث يبدأ الكاهن الكبير بترتيل بعض آيات التوراة السامرية أمام بقية أفراد الطائفة, وأشار في كلامه إلى أن جميع أفراد الطائفة يتوحدون في اللباس الأبيض الطاهر, ودون حذاء, ويربطون أحزمة على الخصر, ويضعون غطاء على الرأس" الطربوش واللفة" حيث تكون اللفة بيضاء يوم السبت وحمراء في بقية أيام الأسبوع.
وبعد ذلك يتم الخروج للحج على قمة جبل جرزيم, وأداء الصلاة التي تستمر سبعة ساعات متواصلة من الساعة الثانية وحتى الساعة التاسعة, وزيارة المذبح والقلعة الموجودة على قمة جبل جرزيم.
وعن أهداف هذا العيد يقول شموئيل السامري أن العيد هو عيد الله, وأنهم يستمتعون به ويجلسون في بيوتهم يأكلون وينامون ويفرحون تحت العريشة طوال أيام العيد, كما أنهم يتحدثون هم ونسائهم مع أبنائهم عن عيد العرش, وكيف ساعد الله شعب بني إسرائيل في مصر، وتذكرهم للقصة التي حدثت مع بني إسرائيل وسبب تسمية العيد بعيد العرش.
وعزز كلامه قائلاً أن هناك هدف آخر للعيد وهو تعليم الأطفال شؤون دينهم وعاداتهم وتقاليدهم وشعائرهم الدينية السامرية, بالإضافة إلى تجليات قدرة خالقهم.
وذكرت السيدة أم يوسف السامري أن الله سبحانه فرض عليهم عمل هذا العرش من كل ثمر كفريضة يجب أن يقومو بها.
وقالت أم يوسف أيضاً أن هناك ثمار أخرى بالإضافة للثمار الذي ذكرها الكاهن الكبير حسني مثل شجر البهي، وصفصاف الوادي, والرمان, والبرتقال, والليمون وغيرها من الثمار.
وعقبت أن في هذه الأيام من العيد يتباهى جميع أفراد الطائفة السامرية بالعريشة وبالأصناف اللذيذة التي توضع بها, ووصفت حال الطائفة السامرية خلال أيام هذا العيد بأنهم سعداء تعمهم الفرحة جميعاً وتحويهم البهجة والسرور وتغمر قلوبهم المحبة لفرحهم بالعيد المبارك بالنسبة لهم.
ومن الجذير بالذكر أن عيد العرش هو ثاني أكبر عيد لدى السامريين بعد عيد الفسح؛ الذي يصادف الخامس عشر من الشهر السابع العبري حسب التقويم السامري, وهو ذكرى لسكن بني اسرائيل في مصر, في منطقة أطلق عليها اسم "العريش" نسبة للعرائش الذي كانو يسكنوها, عندما أتو إلى مدينة العريش في صحراء سيناء, حيث ظللهم الله سبحانه في ضباب؛ ليحميهم من أشعة الشمس الحارة في الصحراء وكذلك البرد ليلاً, ويقولون أن الله طلب منهم عمل هذا العريش كفريضة وذكرى لما حصل لبني إسرائيل, فمن هنا جاءت التسمية, بالإضافة إلى أعمدة النور والضباب الذي كان يظلل بني اسرائيل في الليل والنهار.
بالإضافة إلى أن الطائفة السامرية ما زالت تحافظ على العادات والتقاليد في ديانتهم, وهم متمسكون أيضاً بتطبيقها بشكل حرفي, ومتمسكون بكتابهم التوراة المكتوبة على جلد غزال، ويؤمنون بخمسة أسفار من التوراة، المكتوب بالعبرية؛ وهي اللغة التي يتحدثون بها بالإضافة إلى اللغة العربية, كما أنهم يقدسون جبل جرزيم الواقع بمدينة نابلس وينفون إدعاء دولة الاحتلال الإسرائيلي بقدسية القدس لدى اليهود.