الرئيسية / مقالات
نصيحة متاخرة ... لماذا كنا البضاعة ؟ انس صافي
تاريخ النشر: الثلاثاء 15/11/2016 19:32
نصيحة متاخرة ... لماذا كنا البضاعة ؟ انس صافي
نصيحة متاخرة ... لماذا كنا البضاعة ؟ انس صافي

 يبدو ان موقف العرب والمسلمين من الانتخابات الامريكية كان واضحا تماما ، الا ان مبررات وقوفهم في صف الحزب الديمقراطي ومرشحته هيلاري كلينتون يدعو الى شيء من الحيرة ! ، فالناظر الى تصريحات شخصيات ك رئيس منظمة الحياة للاغاثة خالد الترعاني و رئيسة اللجنة العربية الامريكية لمكافحة التمييز العنصري فاتن عبد ربه وتحميلهم مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب وتصريحاته سبب انحيازهم لكلينتون يثير تساؤلا اكثر اهمية ، ماذا بشأن كلينتون ؟ 


غالبية العرب الذين يدعمون الحزب الديمقراطي يدعمونه من مبدأ (عدو عدوي صديقي) مع انه قد يكون هو الاخر عدوا ولو بصورة متفاوتة ، وبالرجوع الى المعطيات على ولاية كولاية "ميشغان" والتي يشكل العرب ما عدده نصف مليون من سكانها ، فان الغالبية منهم ساندت هيلاري كلينتون مقابل عدد اقل بكثير مع ترامب ، وبرر نائب رئيس اللجنة العربية الاسلامية الامريكية بقوله ان الحزب الديمقراطي وكاول مرة يعين مستشارا رسميا مع الجالية العربية والاسلامية ويعين مندوبة مسلمة خاصة لها على مستوى امريكا ، هذا يؤكد ان هناك دورا للعرب والمسلمين في الولايات المتحدة مع انهم اقلية ، فهل تكفي تصريحات ترامب للوقوف بجانب الديمقراطيين  والبكاء على خسارة كلينتون وانها كانت المخلصة المنتظرة للعرب والمسلمين، مع ان الاخذ بتصريحات ترامب وحده ليس طريقة موضوعية لاتخاذ المواقف ان صح اتخاذها بناء على التصريحات ، ولذلك لو نظرنا الى كلينتون وتصريحاتها بشان العرب وتحديدا القضية الفلسطينية ، نجد ان كلينتون لا تقل نزقا عن ترامب ففي بداية العام 2016 صرحت بانها ستسمح لاسرائيل بقتل 200 الف فلسطيني بدلا من 2000 في غزة وان اوباما لم يدعم حليفهم الديمقرطي كما يجب ،  اما اسرائيل فهي امر مفروغ منه بالنسبة للطرفين ، فهما يتسابقان لارضائها كونها سفينة الوصول الى كرسي الرئاسة . 

وبالنظر  لمرشح الحزب الليبرتاري جاري جونسون والذي يدعم فتح باب الهجرة وعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى ، فانه كان من الاجدر بنا ان  كنا نريد المراهنة على النوايا والتصريحات ان نعلق امالنا  على  جونسون فهو الاقرب الى حسن النية من الطرفين الاخرين ، ولذلك اعتقد ان دور العرب والمسلمين لم يكن في اختيار طرف من الطرفين  - الاقل سوء ا- انما رفض مبدا المتاجرة بهم ، وكما قال المحلل السياسي حسن عبدو كون الطرفين تجار يحاولون ارضاء  الزبون – اسرائيل- للوصول الى الكرسي والواضح هنا ان العرب كانوا ولا زالوا البضاعة ، وبعد ان فاز ترامب مرشح الحزب الجمهوري ، فما هو موقف العرب ، وهل سينفذ ترامب ما صرح به من منع الهجرة ، مع ان ذلك منذ البداية شيء غير واقعي في دولة مؤسسات كالولايات المتحدة ، لكن ما ميز ترامب كما يرى كثيرون هو صراحته المفرطة ونبذه للاقليات مع اني اشكك في استطاعته على تنفيذ تهديداته ، وفي الجهة المقابلة ارى انه حتى لو فازت كلينتون لما اختلف الشيء الكثير فالسياسية الامريكية ليست مرهونة برئيسها وما يرغب في فعله مع ان كلينتون منذ البداية لم تكن في جانب العرب او المسلمين الا انهم علقوا امالا واهية على العدم وانتظروا رحمة الام الحنون التي خسرت ! 

يبدو بان العرب ومرة اخرى اخطاوا الاختيار مع انه بحد ذاته خطا فادح ، فالبضاعة الجاثمة في يمين المتجر او يساره ستذهب للزبون المدلل ولو بعد حين مع انها كانت تستطيع الخروج من هذه الدائرة وصنع موقفها لا السير مع النهر الاقل حدة . 

انس صافي 
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017