memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia"> انات مكتومة بقلم ماهر صالح - أصداء memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia">
الرئيسية / مقالات
انات مكتومة بقلم ماهر صالح
تاريخ النشر: الثلاثاء 22/11/2016 05:16
انات مكتومة بقلم ماهر صالح
انات مكتومة بقلم ماهر صالح

 مريض سرطان في عتبات الدهر ... لا مجال للملام ايا كانت اسباب الالام ... فالقدر واقع وما له من دافع ... الا بتقدير الدار النافع ... لن اسالك يا سرطان لم هاجمتني ... وتهاجم غيري من الناس ... لم جعلتني اترجل على عربة بدلا من الاقدام ... او ابصر بالعصا بدلا من العينين ... او اتحدث بالاشارة عوضا عن الكلام ... او اكتب باصابع قدمي بدلا من ان احمل القلم بانامل يدي التي لم يعرف لها مكان ... او حركتي الثقيلة التي اذا ما دخلت في سباق مع النمل ... حيث كان النمل سباقا في الميدان ... لن اسالك يا سرطان لم اجتحت جسدي ... وسلبت حريتي من اعضائي ... وابدلتني اياها بالسكون ... فما عاد يسكن في الا الشجون ... وما عدت اسكن الا في عالم النسيان ... يحتاج احدكم ان يحمل معوله ... وينبش التراب عن رفات ذاك العالم ... حتى يعرف ما كنه سكانه ... وماهية مفاتيح خرائطه ... مشاعره واحتياجاته ... اماله وطموحاته ... لن اسالك يا سرطان عن هذا وذاك وعن ما هو اقصى من ذلك ... لاني اعرف انك سوف لن تمتلك الحنكة عن الاجابة عن كل ما يجول في خاطري ... في عالمي ... لانهما الشيئان الوحيدان الذان لم يفترسهما السرطان ... ولو لمرة واحدة ... ولكن دعني استسلم لما ساقته لي الاقدار ... وابدا بالتوطن مع هذه الحقيقة حتى نهاية المشوار ... فاطرقوا لي السمع ... دعوني احدثكم بكل لغات الجسد ... التي استطيع ان اعبر بها عن كنهي ... عن مرادي ... وانا ارى فيكم ... ابي ... امي ... وطني ... مدرستي ... مستقبلي ... ايامي ... بدايتي ... ونهايتي ... مسمروا بصركم صوبي ... ا

 

طرقوا سمعكم وحاولوا ان تفهموني ... ساحدثكم بكل ما اوتيت ... ساحدثكم بحاجبي ... برموش عيني ... بارنبة انفي ... بقسمات وجهي التي غيرت معالمها هجرة الخلان ...ونهش منها السرطان الشء الكثير ... لا تبخلوا علي بحنانكم ... ولا تقتلوني بخوفكم وجهلكم ... اظهروني كالاخرين كالشمس في وضح النهار ... انبتوني في بساتين اقراني ... اسقوني من مائهم ... اغرسوني بالقرب من ميراثهم ... بل في وسط غراسهم ... ساعدوني في ان اجد لغة الحوار معكم ... دعوني انصهر واياكم في وعاء واحد ... لا لا لا ... لا تفسرو اولوياتنا بدعاو شتى ... انبتوا الجلد والصبر في داخلي ... لا تحرموني ان اتعلم في مدرستكم ... ان اردد حروفكم وشدوكم ... تمالكوا نفسكم قليلا ... وكثيرا اذا احتاج الامر ... كلما خرجت قاطرتي عن مسار قاطرتكم ... ساعدوني في اعادتها حتى نصبح معا ... اياكم اياكم اياكم ... ان اجد الشفقة في عيون الاخرين مقترنة مع اسمي او صورتي ... بل ساكون انا ارتبكم ... والبقكم ... واقربكم للقلب ...

 

اذا انتم اردنم ذلك ... وانا ساساعدكم في ذلك ... والان بعد ان نهشني السرطان بلا رحمة ... ساحتاج للخروج الى عالم غير الذي انا فيه ... لا تصمتوا ... اياكم ان تصمتوا ... انا وانتم ومن هم مثلي ومن هم مثلكم ... موكلة الينا مهمة صعبة ... لكن ليست مستحيلة ... علينا ان نطالب ذوي الامر بتعبيد الطريق الينا ... كي نمر عليها جميعا بامان ... دون ان يتعثر احدنا بجرحين ... بعثرة الطريق وتفرد الصورة وسط الزحام ... وهناك من الواجبات عليكم يا صناع القرار الكثير بعد ... وسائل معينة تلبية احتياجات المرضى بكافة اشكالها ... هذه مهمة ضعوها في اولوية اجندتكم ... ونصب عيونكم ... وانا اعلم باحيتياجاتي ... ساساعدكم ان لم تعتبروني انصاف بشر ...

وان جزمتم تلبية احيتياجاتي قولا وفعلا ... وماذا بعد ... وماذا بعد ان انهيت تعليمي ... او المهنة التي اجيد ... سوى ان اعامل حسب كفائتي او مهاراتي المكتسبة ... وليس حسب الصورة التي عثرها السرطان ... لا تقل لي ابق في البيت ... وسوف يصلك راتب بداية كل شهر ... اذا كنت لا ترغب برؤيتي فاغمض عينيك ... وادر وجهك عني انت وحدك فقط ... اما انا فمقبل على الحياة بالتفاؤل والابتسام ... باجتهادي اولا وبرعاية الله قبلا ... وبمساعدة انصار الانسانية ابدا ... ساقود عجلة زماني ... وسيصبح لي بيت ... واحن الى زوجة مثل امي ... تكمل معي الطريق وتتجاذب مع ايقاعات قلبي ... ببكاء اطفالي تارة ... وكركرة ضحكاتهم تارة اخرى ... لاقلب الصفحة باسرة جديدة ... دون معوقات ومشقات جديدة ... وحتى لا تبقى شموسنا عدة واقمارنا شتى ... في سماء وطن واحد ...

 

لا بد من السعي الجدي والاكيد ... لتجسيد الجهود الفردية والجماعية والمؤسساتية ... لاذابتنا جميعا في معين وطن واحد ... وفي كوكبة فاعلة ذات نسق وطابع ايجابي ... فانني استغل هذه اللفتة وهذه اليومية من يومياتي مع السرطان ... لتقديم الشكر لكل من يسعى لنبش التراب عن رفات مرضى السرطان ... وانجاز حقوقهم وتلبية احتياجاتهم ... فها هي الاسرة من جانب ... والمدرسة والجامعة والمجتمع من جانب اخر ... تسعى بزيادة النفسية المتفائلة المجددة ... لانتاج دفق من الطاقة ... التي لا يستهان بها لاحداث التغيير ... في الصبغة الاجتماعية والنفسية لسكان البيت الفلسطيني الواحد ... ونحن نامل من المؤسسات ان تفسح المجال للمجد والموهوب منا ... ان يكون له الدور والمساحة الكافية ... للبحث عن ذاته ورسم الخريطة المستقبلية ... لحياة افضل يكملها مع اسرة جديدة ...

 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017