يلاحظ بالآونة الأخيرة تراجع اهتمام الناس بالقضايا السياسية التي تشغل الساحة الفلسطينية ، وذلك بعكس الماضي الذي كان يشهد اهتمام ملحوظ بالقضايا السياسية و بآخر التطورات والمستجدات حتى من قبل عامة الناس .
هناك عدة أسباب لذلك لعل اهمها الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه أبناء الشعب الفلسطيني فالمواطن أصبح كل همه تأمين لقمة العيش لابناءه في نهاية اليوم ، و غياب الدور التربوي في المدارس الثانوية وفي الجامعات بترسيخ الثقافة السياسية بالإضافة إلى تراجع دور الأعلام بتوعية الناس وبالأخص فئة الشباب بمفهوم المشاركة السياسية .
كما يعود قلة اهتمام الناس بالسياسة إلى الخوف من الاعتقال، فالمواطن أصبح يخاف من التدخل في أي أمر يخص الحياة السياسية خوفاً من أن يتعرض للاعتقال ، وبعض الناس يروا بأن السياسة لم تأتي إلا بالانقسام السياسي والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد بالوقت الذي يجب أن يكونوا به يداً واحدة كل هذه الأسباب سببت بشكل معين في تراجع اهتمام الناس وعدم اكتراثهم بما يدور حولهم من أمور سياسية .
من الممكن إعادة تنشئة أجيال جديدة مهتمة بالحياة السياسة من خلال الأسرة والتي تعد الأساس في زرع البذرة الأولى بمراحل التنشئة السياسية من خلال تربية الطفل على حب الوطن والانتماء له ، ثم يأتي دور المدرسة من خلال المناهج التعليمية الواعية التي تحاكي الواقع السياسي للفلسطينيين وتعمل على توعيتهم لمفهوم الحياة السياسية وكيفية ممارسة الحق في المشاركة بشكل يحفز على اهتمامهم بواقعهم السياسي إلى أين يتجه ، ومن ثم يأتي دور وسائل الأعلام بمختلف أنواعها فهي تعد مصدر مهم من مصادر التنشئة والتوعية السياسية وذلك من خلال برامجها التي تستهدف أكبر عدد من الناس والعمل على توعيتهم السياسية .
