الرئيسية / الأخبار / فلسطين
كنعان للتراث الشعبي الفلسطيني ... تصنع من عبق التاريخ حكاية
تاريخ النشر: الخميس 02/02/2017 17:13
كنعان للتراث الشعبي الفلسطيني ... تصنع من عبق التاريخ حكاية
كنعان للتراث الشعبي الفلسطيني ... تصنع من عبق التاريخ حكاية

 غيداء نجار

يضربون أرجلهم بالأرض فيهتز المسرح لخطواتهم الثابتة، وعلى إيقاع الأنغام الفلسطينية يتمايلون واثقي الخطى بلباس يجسد حال أجدادنا الأصيل، ويزدادون جمالا بالتلوي دائريا مع القفز عاليا ليطرقوا الأرض بقوة وكأنهم يدقون أوتاد الصمود والثبات، متشابكة أيديهم يدا بيد، منتظمة حركاتهم، فترى من خلالهم لوحة فنية توحي بالوحدة والبقاء، وما ان ينتهي العرض تشتعل مشاعر الجمهور حبا للفرقة وعشقا للارض.

هي "فرقة كنعان للتراث والفنون الشعبية الفلسطينية‏" التي نشأت في مدينة نابلس من 35 عضوا، متراوحة أعمارهم بين 18-30 عاما، وتحتوي "كنعان" على قسم الرقص الشعبي، قسم الغناء، وقسم المسرح، ومنذ بدئها وضعت بصمة فلسطينية في مهرجانات محلية وعربية ودولية.

من أهم المشاركات الدولية: افتتاح مهرجان بصرى الدولي الواحد وعشرين/سوريا وتقديم ستة عروض بالمحافظات السورية بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية /2009، احياء ليلة تراثية في العاصمة الاردنية عمان باستضافة جمعية عيبال الخيرية، مهرجان تاونات الوطني للفنون –العيطة الجبلية سنة 2013.

ومن أهم المشاركات المحلية: احتفالية بالعربي: بداية القطف، مهرجان نابلس للتسوق، إقامة حفل سنويا خاص بالفرقة، مهرجان الارض والهوية السنوي، تقديم اول عرض درامي راقص خاص بالفرقة واطلق عليه "نسيم الريح".

وفي حديث لنا مع مدربة الفرقة رنا عبد الهادي حول الهدف إنشاء الفرقة تقول "حماية تراثنا ودبكاتنا الشعبية واجب وطني قومي ثقافي، وتعتبر الدبكة شكل من أشكال المقاومة والنضال ضد محاولات طمس الهوية الفلسطينية".

وتضيف عبد الهادي "الاحتلال يحاول سرق التراث وتزييفه ونسبه لهم زورا وبهتانا، فكان لا بد من التصدي لهم، ويذكر العالم أجمع أن أرض كنعان فلسطينية وهذا اللباس والأدوات هي كنعانية فلسطينية أصيلة".

والجدير ذكره ان مؤسس الفرقة هي جمعية مركز حواء للثقافة والفنون "جاءت فكرة إطلاق (كنعان) سنة 2007 عندما كانت نابلس تشهد حصارا إسرائيليا، فكان لا بد من كسر الحصار وتحدي الحواجز المقامة على مداخل نابلس والتي تخنق أهلها وتحول دون حرية تنقلهم، فأطلقنا الفرقة لتكون فسحة أمل وبسمة للعيش والخروج من حالة الاحتضار التي كانت تعاني منها المدينة، وإيمانا منا بقوة الفلسطينيين جاءت "فرقة كنعان للتراث والفنون الشعبية". تقول رئيسة الجمعية غادة عبد الهادي

وأكدت عبد الهادي على أهمية التراث والثقافة في ترسيخ الهوية الفلسطينية التي يحاول الاحتلال جاهدا العمل على طمسها.

 

ومن جهته يعبر رياض ابو شلبك (24 عاما) عن مشاعره تجاه الفرقة التي ترعرع فيها على حد قوله "بدأت الدبكة في الفرقة قبل 10 أعوام، وهي كانت هواية بالنسبة لي، في بداية الأمر يكون الشعور مخيف بأنك ستقف أمام العشرات بل والمئات من الناس لتقدم عرضا، فالحضور يتابع أدق حركاتك، وكنت خائفا أن أخطئ فأحرج، ولكن بعد تقديم عدة عروض أصبح الأمر أكثر متعة وأكثر سهولة لأنني أتقنت الحركات".

يتابع ابو شلبك "لا شك أن الدبكة تفيدنا على نحو التفريغ؛ نفرغ الطاقة السلبية الموجودة داخلنا وننسى همومنا ومشاكلنا، و نركز بشيء واحد ... العرض، نتعب جسديا لكننا ننسى التعب عندما نرى الناس يفرحون بنا وندرك وقتها أننا قدمنا شيئا جميلا".

وفي الخصوص ذاته يشير إسلام شلباية أن هذا العام هو التاسع له بالفرقة، ويعتبرها عائلته وبيته الثاني "مركز حواء بيتي الثاني الذي ترعرعت فيه 9 أعوام، نلتقي هنا 3-4 مرات بالأسبوع وهذا ما عزز الصلة فيما بيننا، وفي كل مرة أعتلي المسرح أشعر وكأنني أملك العالم، أشعر بالحرية وبلذة الانتصار".

يضيف اسلام "نحن نقدم عرض فلكلور يعني تراث فلسطيني وهذا يجعلنا نشعر بالفخر، وكنا نضيف عليه بعض الأفكار مثلا؛ فكرة شهيد كيف استشهد وكيف شعور والدته لحظة احتضانه، أفكار آخرى عن الواقع وعن الوطن، كما انه عملنا على تدريب اشبال تتراوح اعمارهم ما بين 10-12".

 

وتؤيد سارة جوهري كلام زملائها قائلة "عندما نبدأ العرض يعترينا شعور جميل منبعث من الداخل بالحماس والتشجيع، ويزداد هذا الشعور عندما نسمع تصفير الجمهور وتصفيقهم".

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017