الرئيسية / الأخبار / فلسطين
قرية تل...جمالٌ تخفي تفاصيله الأزمات
تاريخ النشر: الأحد 12/02/2017 19:43
قرية تل...جمالٌ تخفي تفاصيله الأزمات
قرية تل...جمالٌ تخفي تفاصيله الأزمات

 بقلم: تسنيم ياسين

عند وجود "بلدة قديمة" في أية قرية أو مدينة فإنها ستكون أول مكان ينوي الزائر الذهاب إليه والاستمتاع بريح العراقة والقِدَم فيها، والامر ليس مغايرا في بلدة تل التي تستقبلك بسفوح خضراء من كل جانب وزقاقها تحتضن تراثا وتاريخا ونضالات ما تزال تزخر بها.

فما أن تصل إلى مدخل البلدة القديمة الواقعة إلى الشمال من قرية تل حتى تصطدم بمنظر بيوت قديمة كانت في العقود والقرون السابقة ذات شأن كبير، فيما الحشائش والنباتات البرية ناميةٌ ولا حرج عليها، بيوتٌ وقصورٌ مهملة منسية تطل على الزائر حجارتُها التي تحكي قصص وأمجادَ أناسٍ سكنوها ورعوها وحموها ولكن الآن هي متروكة للزمن والأوساخ، ولكن على الرغم من كل ذلك إلا أن تفاصيل الأقواس وشواهد البيوت ما زالت محتفظة برونق خاص يميزها ويستدعيك للاتنباه لجمالها.

المجلس القرويّ في تل يقول إن البيوت تعود ملكيتها لأفراد وعائلات هم الذين يمتلكون حق التصرف في البيوت وترميمها، وأيضاً يحتاج الترميم إلى تكاليف عالية جداً ليس للمجلس قدرةٌ على تحمّلها، يشار إلى أن  مؤسسات تعنى بالترميم  تقدم عرضا لخمسة عشر سنة تستأجرها من مالكها لخدمة القطاع العام في البلدة من مالكها وترممها ثم بعد نهاية المدّة تعود البيوت لأصحابها بهية جديدة، والأمر لا يحتاج إلا لموافقة المالكين واتفاقهم مع تلك المؤسسة.

قرية تل من قرى جنوب غربي نابلس، ويعود سبب تسميتها بحسب بعض الروايات لارتفاعها عن سطح البحر حيث ترتفع 2064 قدماً عن سطح البحر، ولكن روايات أخرى –وهي الأكثر شيوعاً- تنسب التسمية إلى الشيخ التقيّ محمد التلّاوي الذي قدم من بلاد الشام وأقام في القرية.

من لم يسمع الباعة وهم ينادون "تلّاوي يا تين"؟ فالتين يعتبر من أهم المحاصيل التي تشتهر بها القرية ولكنه اليوم يواجه انخفاضاً واضحاً، يقول رئيس المجلس القروي منذر اشتية: "كانت تل كل يوم على مدار شهرين تنتج 15 طناً من التين وكان مصدراً لدخل العديد من العائلات، ولكن اليوم للأسف خصوصاً في العام 2016 انخفض الإنتاج بشكل واضح بسبب أننا لا نعتمد الزراعة العمودية وإنما فقط الأفقية وهو ما يتعارض مع حاجة شجرة التين للرعاية المستمرة من المزارع، وبسبب التوسع العمراني صارت الأشجار تزرع بعيداً وبالتالي الفلّاح يواجه صعوبة في ررعايتها والاهتمام بها".

كذلك تشتهر تل بالثروة الحيوانية وتربية المواشي وخصوصاً البقر حيث يصل عددها إلى ـ4000 بقرة موجودة في تل، وتعد مزارع القرية من أهم موارد الحليب ومنتجاته في الأسواق في مدينة نابلس وقراها.

 

 

أزمة المياه

بين تل والعامرية عين تسمى "عين مزراب" تعود ملكيتها لأصحاب الأراضي المجاورة للعين وهناك أقيم خزان بتبرع من أحد المواطنين بحيث يكون مصدراً للمياه في القرية التي تعاني أزمة مياه كبيرة حتى إن عام 2014 كان أول عام يشهد انفتاح صنابير المياه في منازل القرية، فلا توجد شبكة مياه تمد المواطنين والمزارعين بالمياه الكافية، فبحسب رئيس المجلس فإن السبب يعود إلى أن تل لم تكن من القرى التي وقعت على روابط القرى حين تم إنشاؤها وبالتالي عوقبت بحرمانها من المياه.

 وحينما أتت السلطة فإن المشكلة كانت تتمثل إما بانعدام التمويل، وحينما يتوفر التمويل يذهب مصدر المياه الذي كان معدّاً، وفي الصيف تتجلى المشكلة بوضوح، حيث يواجه المجلس صعوبة في توزيع المياه ما يضطرهم إلى توزيعها بالمناوبة بين المناطق.

 يقول اشتية: "في الصيف لا قدرة لدينا على توفير المياه لكل السكان وبالتالي نحن نقع بين نارين فلا نحن قادرين على مدّهم بالمياه الكافية لهم ولمزارعهم ولا نحن قادرون على الرفض".

في قرية تل عدد من الخرب منها عوفار أو أوفار والتي يعتبرها المستوطنون مقدسة لهم وبالتالي فهم موجودون باستمرار لزيارة الخربة، كذلك أقام الاحتلال نقطة عسكرية على جبل الشيخ عامر بالقرية بحجة منع العمليات ومراقبة المقاومين، لكن رئيس المجلس يرى أن السبب الحقيقي وراء النقطة يكمن في سعيهم لتسهيل وصول الباحثين إلى خربة أوفار والدخول إليها وعمل الأبحاث فيها. وعاين طاقم #تجوال_اصداء خلال تجوالهم في انحاء البلدة  برعاية شركة الراية للصناعات الغذائية محطات من تاريخ البلدة وحاضرها التليد.

وبين تل ومنطقة جنيد في نابلس يوجد خربة "صورتين"، وكذلك في القرية منطقة "رجال الأربعين" التي تعود لعصر صلاح الدين حيث كانت تستخدم لنقل الرسائل بين الجند، ثم دارت حولها الأساطير لتصبح مكاناً لإخافة الأطفال.

 

المزيد من الصور
قرية تل...جمالٌ تخفي تفاصيله الأزمات
قرية تل...جمالٌ تخفي تفاصيله الأزمات
قرية تل...جمالٌ تخفي تفاصيله الأزمات
قرية تل...جمالٌ تخفي تفاصيله الأزمات
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017