تقرير وتصوير: نداء زقوت

بعيداً عن الضجيج وعجقة المدينة، قريباً من راحة البال والهدوء، نتجول وسط قريةٍ يكسوها الجمال والإشراق والخضرة، وسط الطبيعة الخلابة، وسط قرية تتباهى بجبالها الجميلة، وينابيعها الكثيرة، وأشجارها الكثيفة، نتجول وسط قرية تقع على تلة مساحتها حوالي 26 ألف دونم، تمتد لتصل إلى الكثير من القرى المجاورة لها مثل: اماتين، عصيره القبلية, بورين, عراق بورين, فرعتا, صره وغيرها من القرى المجاورة، نتجول في قرية تل الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة نابلس على بعد 6 كم.

قرية تل هي من كبريات قرى جورة عمر الواقعة على سفوح جبال النار/ نابلس، وتمتاز تل بطبيعتها الحية التي تحوي الغزلان والأفاعي والأرانب والطيور من العقاب والحجل، والعديد من الطيور والحيوانات البرية، بالإضافة إلى أشجار التين والزيتون واللوزيات وجبالها المليئة بالنباتات البرية من الزعتر والزهور الأخرى كالنرجس وشقائق النعمان وقرن الغزال، ومن الجذير بالذكر وفرة المياه وكثره الينابيع والعيون مثل:"نبع الفوار، وبئر الغزال, العين الشرقية ,وعين القطيره، عين المزراب, العين الغربية وغيرها، هذا إلى جانب الكثير من المواقع الأثرية مثل:" كفرور، اوفار، السورتين،والبلدة القديمة".

تل منبع التين العناقي

تشتهر قرية تل في زراعة أشجار التين المتنوعة، التي يعلوها أهميه شجر التين العناقي، الذي يعد من أهم أنواع التين التجارية بالنسبة لأهل القرية، وغيرها من أنواع التين الخرطماني والسوادي والخضاري، وغيرها من الأنواع الذي يصل عددها إلى 18 نوع من أشجار التين، إلا أن الأنواع التي توجد حالي يصل عددها إلى 9 أنواع.

ويقام كل عام مهرجان التين في القرية فهي من أشهر القرى وأكثرها إنتاجا لهذة الثمرة المباركة ، فهو يعتبر مهرجاناً وطنياً يتم من خلاله عرض جميع أنواع التين للبيع ، بالإضافة إلى مجموعة من الأدوات التراثية الزراعية، حيث يتم تصدير معظم إنتاج القرية إلى أوروبا ويباع تحت اسم العلامة التجارية tell" تل"، ويتم بيعها محلياً أيضاً.

قرية تل  كنا يقول رئيس القروي فيها منذر اشتيه كانت تصدر 15 طن تين يومياً في موسم جني ثمار التين، وهذا يشكل مورداَ اقتصادياً عالياً للمواطنين، إلا أنه خلال السنوات الأخيرة لا سيما عام 2016م تقلص حجم تصدير ثمار التين ما بين 1 طن إلى 1.5 طن.

وهذا يعود إلى أن ثمرة التين لا تتحمل النقل وبعد المسافات، فيجب أن تكون الشجرة قريبة من المزارع  لكي يستطيع أن يجني ثمارها في أي وقت، لكن نتيجة لبعد المسافات وزيادة العمران في المزارع أدى إلى قلع الكثير من أشجار التين، ولأن ه1ه الشجرة تتميز بالطراوة وعدم قدرتها على التحمل والنقل فلم يجدد المزارع الفلسطيني زراعتها مرة أخرى.

حارات ومقامات تراثية

تضم القرية مجموعة من الحارات أقدمها الحارة الشامية القريبة من الأماكن التراثية القديمة في القرية، والتي تتوسطها أقدم شجرة تين، التي تدخل على أصحابها ما بين 450_500 دينار أردني في الموسم الواحد. كما يوجد مقام يدعى مقام الأربعين وهو عبارة عن مسجد صغير، يدعى بهذا الاسم نسبة للأربعين شخص الذي يقال أنهم كانوا يترددون إليه، تعود لعصر صلاح الدين الأيوبي، حيث كانت تستخدم لنقل الرسائل بين الجند، ثم دارت الأيام وتبدلت حولها الأساطير لتصبح مكاناً لإخافة الأطفال.

انفتاح صنابير المياه في عام2014

يضيف اشتيه عانت قرية تل من أزمة مياه كبيرة استمرت لشهر نيسان من 2014ميلادي، حيث شهد هذا الشهر على فتح أول صنبور ماء داخل منازل القرية، ويعود ذلك إلى عدم توقيع القرية على روابط القرى، لذلك تم حرمانها من الحصول على المياه، واستمر ذلك لبعد مجيء السلطة عالقاً ما بين انعدام التمويل وبين مصدر المياه المفقود.

بالإضافة إلى مشاكل أخرى تواجه القرية بالنسبة للمياه لا سيما في فصل الصيف حيث يواجه المجلس صعوبة في توزيع المياه، مما يطرهم إلى توزيعها بطريقة المناوبة بين الحارات.

فلم يقتصر استخدام المياه على الاستخدام الإنساني فحسب، بل امتد ذلك إلى المزارع، فهناك حاجة ضرورية داخل المزارع للمياه، فقرية تل تحتوي على ما يقارب 4000 بقرة في مختلف المزارع، وهي بحاجة دائمة إلى مياه بما يعادل 40_45 كوب من الماء يومياً في المزرعة الواحدة.

 فهذه لمحة بسيطة عن قرية حبات الخير وأهل الخير في قرية تل إحدى قرى مدينة نابلس خلال تجوال اصداء برعاية شركة الراية للصناعات الغذائية.