نابلس:أصداء- كتبت سماح ابو حيط
مع اطلالة الربيع في فلسطين بدت اراضيها مكسوة بالعشب الأخضر والزهور الحمراء، تبرز لوحه فنيه ربانية رائعة، تثير الدهشة في افئدة وعيون الزائرين والمتنزهين بسبب تلك الإطلالة الساحرة، ويولد شعور الراحة والهدوء لكل من فقدهم بضجيج المدن و ضغط الأعمال الشاقة وتعب الحياة.
هذا ما تجده خلال المسير في وادي الزقازيق في عقربا وناهيك عن صوت زقزقه العصافير كأنه سومفونيه موسيقية ترد الروح وعن متعة المسير برفقة مجموعه من الأصدقاء التي تزيد من الاستمتاع بالمكان.
حمزة العقرباوي أحد اعلام مدينة عقربا وخلال مرافقته لطاقم تجوال اصداء في وادي الزقازقة، يتحدث عن القصص الاسطورية لوردة شقائق النعمان "الحنون" والتي تروي انه عندما توفي النعمان بن منذر بن ماء السماء جلست خواته ليبكين عليه وسقطت دموعهن على قبره، فنبتت شقائق النعمان على قبره من شدة حزنهن عليه .
ويضيف العقرباوي في رواية ثانية "عندما قتل أدونيس محبوب عشتار تم إلقائه في البحر وتحول لونه الى الاحمر، وفي كل بداية شتاء يتحول الى اللون الاحمر والتفسير علميا يتحول بسبب سقوط الفطريات في البحر، ولكن في القدم لم يكن هنالك تفسير علمي، وبالتالي الاعتقاد أنه ذكرى مقتل أدونيس وعندما ذهبت عشتار لتشاهده وقعت واصيبت بجراح بيدها فسقطت نقطة من دمها على الورده وتحول لونها الى الاحمر ".
وينهي حديثه في رواية آخرى تقول انه عندما قام إخوة سيدنا يوسف عليه السلام بإلقائه في البئر جلست شقيقاته للبكاء عليه ونبتت ورود شقائق النعمان، في ذلك المكان وحمل الهواء البذور وانتشرت في كل فلسطين وبلاد الشام.
وتعتبر شقائق النعمان جزء من الوجدان الفلسطيني وجزء من الارتباط بالثقافة الفلسطينية، بسبب لونها الاحمر المرتبط في لون دم الشهداء، وهي جزء من الموروث الفلسطيني .
الاستعمالات الطبية تقطف ازهار شقائق النعمان في فصل الصيف وتستعمل في معالجة العديد من الامراض، فيقول ابن البيطار "اذا مضغ النبات اجتذب البلغم ،وعصارته تنقي الدماغ من المنخرين وهي تلطف تجلو الاثار الحادثة في العين عن قرحة تنقي الشقائق القروح الوسخة وتقلع وتستأصل العلة التي ينقشر معها الجلد يدر الطمث اذا احتملته المرأة ويدر اللبن ". والطب الحديث يتحدث عن استعمالات الشقائق كمهدأ رئيسي ومفرج معتدل للآلام وعلاج للسعال المتهيج، وكما أنه يساعد تخفيض فرط النشاط العصبي .
يذكر أن شقائق النعمان سجلت مكانتها الخاصة في الحضارة العربية والإسلامية والادب العربي، وتضمنتها الكثيرمن الاشعار والقصص والحكايات العربية,
الموطن الاصلي لها هو اوروبا وشمال افريقيا والمناطق المعتدلة في آسيا ويزدهر عادة على جوانب الطرقات وفي الاراضي المزروعة، ويعرف بشكله المميز ويتوافر في ستة الوان: البنفسجي ،الاحمر،الزهري،الابيض،الارجواني والقرمزي.