نابلس: جامعة النجاح الوطنية
أوصى الباحثون المشاركون في المؤتمر الدولي الثاني للتعلم والتعليم في العالم الرقمي" التعلم الذكي" الذي عقده مركز التعلم الالكتروني في جامعة النجاح الوطنية تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمد الله بضرورة اخذ الحيطة والحذر عند استخدام الانترنت حتى في مجال التعلم الذكي لما للاجهزة الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي من مخاطر وآثار محتملة على الخصوصية والعمل على التغلب على هذه المخاطر من خلال زيادة الوعي الاجتماعي فيما يتعلق بالإدمان على الإنترنت وتنفيذ برامج إعادة الهيكلة المعرفية للحد من إدمان الإنترنت وتحسين الكفاءة الذاتية المتعلقة بطلاب المدارس والجامعات، كما أوصى المؤتمرون بزيادة الاهتمام وتوفير الدعم اللازم للتعليم الابداعي والتميز والريادة، والاهتمام بإحداث نقلة نوعية نحو التعلم الذكي، وبضرورة الانتقال من مرحلة استخدام توظيف ودمج التكنولوجيا الحديثة الى مرحلة التحول الى التعلم الذكي بما في ذلك تطوير سياسات واستراتيجيات وطنية بهذا الخصوص تشمل تأهيل المعلمين، وتطوير البنية التحتية وتوفير التقنيات التعليمية اللازمة وتبني استراتيجيات حديثة في التعليم.
وعقد المؤتمر على مدار يومي 29-30 آذار للعام 2017 في مسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجامعي الجديد، واشتمل اليوم الثاني من المؤتمر على عرض نماذج للطلبة ومدرسيهم من جامعة النجاح الوطنية والجامعات المشاركة.
ويعتبر التعلم الذكي بأنه التعلم المبني على إعادة بناء المفاهيم النظرية بطريقة علمية عملية من خلال الربط بين المعلومات والتحليل والذي يثمن التفكير الناقد ومهارات البحث العلمي ويوظف أحدث المنظومات الإلكترونية والتقنية والاتصالات.
ولقد شارك في المؤتمر أساتذة وخبراء وباحثون من عدة مؤسسات جامعية فلسطينية وعربية وأجنبية، من خلال سبعة وعشرين ورقة توزعت على مدار أربع جلسات علمية بواقع جلستين يومياً وخمس ورش عمل وزعت على يومين تناولت مواضيع التعلم الذكي، وكانت محاور المؤتمر تتمحور حول طرائق تدريس التعلم الذكي، ودور التعلم الذكي في تعليم اللغات، واقتصاديات التعلم الذكي، والأمن والأمان في التعلم الذكي، اضافة الى مفهوم التعلم الذكي ومتطلباته، وضمان الجودة في التعلم الذكي، وكذلك دور التعلم الذكي في نشر الثقافة الريادية، ودور التعلم الذكي في نشر الوعي الصحي.
وقد حقق المؤتمر الأهداف المرجوة منه والتي تمحورت صياغتها على نشر الوعي نحو التعلم الذكي، وتسليط الضوء على أفضل الممارسات والتجارب في مجال التعلم الذكي، والتشبيك مع المؤسسات الريادية في مجال التعلم الذكي والتعلم من خبراتها، اضافة الى توطين استراتيجيات التعلم الذكي في مؤسسات قطاع التعليم في فلسطين والدول العربية.
كما توصلت اللجنة التحضيرية الى العديد من التوصيات التي كان من اهمها العمل على الاشراك الفعلي لجميع المعنيين من القطاعات المختلفة من اجل التواصل لخلق رؤية مشتركة للتعليم الذكي الابداعي والتبادل المعرفي، تطوير الخطط الدراسية ليكون محورها التعلم الذكي ووضع خطط شاملة ومتكاملة من قبل وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية لتفعيل توظيف التعلم الذكي في العملية التعليمية بحيث تشمل توفير جميع مستلزمات توظيفه، ودعوة الباحثيين الى اثراء الابحاث الخاصة بالتعلم الذكي باللغة العربية وباللغات الأخرى ضمن معايير الجودة والنوعية العالمية، بما في ذلك اطلاق مبادرة لدعم وتأسيس مجلة خاصة بالتعلم الذكي تجذب جميع التخصصات لعرض دراساتهم وابحاثهم في مختلف المجالات، اضافة الى ربط مدى تأثير نتائج الابحاث ذات الصلة بالتعلم الذكي بمؤشرات الاداء والاستفادة من نتائج الدراسات في سوق العمل، وتفعيل عملية التكامل بين التخصصات المختلفة من خلال الاهتمام بمنهيجية STEAM .، ونشر ثقافة التعلم الذكي بين المعلمين والمتعلمين وتدريبهم على آليات التعلم الذكي بما في ذلك في مجال التقييم.، بالاضافة الى ضرورة مشاركة المتعلمين "الطلبة" مع المدرسين والأكاديميين والمختصين في القطاع الخاص في بناء المعرفة في اطار التعلم الذكي، وأستخدام التعلم الذكي في نشر الثقافة الريادية بين المتعلمين
كما كانت هناك بعض التوصيات الخاصة وفق ما ورد في بعض الاوراق منها الاهتمام بالتعلم الذكي كمدخل لتخطيط وتصميم وانشاء المدن الذكية والمجتمع الذكي والاقتصاد الذكي في فلسطين والدول العربية، من خلال التعلم الذكي يجب التركيز على المهارات المطلوبة من قبل المشغليين وسوق العمل، والاستفادة من تحليل المعلومات من قبل المؤسسات التعليمية من اجل توجيه التعليم الذكي نحو كل من المتعلمين مع الحذر ان المعلومات المتوفرة للمتعلم قد تستخدم لغير الاغراض التي وفرت له، وتعزيز فعالية توظيف القصص الالكترونية في تنمية الاستماع والذكاء العاطفي مع الاطفال لما لذلك من انعكاس ايجابي عليهم، وتطوير برامج تعليمية قائمة على الدمج بين استراتيجيات الصف المقلوب والعصف الذهني الالكتروني لزيادة تحصيل وتنمية مهارات للطلاب، وضرورة استخدام مواقع التعلم، والتعلم التفاعلي بما في ذلك صفوف والباحث العلمي في جوجل وتصميم وتفعيل أنماط مختلفة من مواقع الانترنت ومحركات البحث الأخرى لتلبية اهداف التعلم في شتى المجالات كتعلم اللغات والعلوم والتكنولوجيا وغيرها.، وكذلك ضرورة استخدام الحوسبة الذكية والحوسبة السحابية في التعليم وتقنية المختبرات الإفتراضية في تدريس العلوم وتطبيقها على مستويات صفية مختلفة في المدراس وكذلك في مؤسسات التعليم العالي، والاهتمام بتكاملية التعلم بالمشروع والتعلم من خلال خدمة المجتمع مع انماط التعلم الاخرى في اطار التعلم الذكي المتكامل، تضتفة الى الاهتمام بتوظيف وتفعيل أدوات التعلم الذكي كأحد أدوات توصيل الدعم في مواقع المقررات الإلكترونية عبر الويب لتقديم مستويات مختلفة من المساعدات والتوجيه لدراسة هذه المقررات في ضوء معايير تربوية سليمة.
وتقدمت الدكتور سائدة عفونة، مديرة مركز التعلم الالكرتوني في الجامعة، ورئيسة المؤتمر بالشكر لكل من ساهم في إعداد ودعم والمشاركة في هذا المؤتمر. قدمت شكرها لجميع الشركات الداعمة والراعية وهي البنك الإسلامي العربي، ومؤسسة مجموعة الإتصالات للتنمية، وروابي، وعمرا لتقنية المعلومات، ومعهد الأمديست، ومؤسسة ( (GLOBAL، ومؤسسة (ETS).
، ودعت اللجنة العلمية جميع المشاركين في هذا المؤتمر إلى مواصلة البحث ونشر المقالات والدراسات المتخصصة في هذا الموضوع.
