أصداء- جواد عصايرة- إلى الجنوب من مدينة جنين تقع محمية "أم التوت" وهي واحدة من أكثر مناطق شمال الضفة تميزاً بتنوعها الحيوي، وأم التوت أخذت اسمها من أشجار التوت التي زُرِعَت فيها بكثرة تاريخياً.
خلال مشاركة طاقم #تجوال_أصداء بجولة في المحمية برفقة جمعية أيدي جيل المستقبل، التقينا بالباحث في وزارة السياحة والآثار خالد تميم والذي أشار إلى أن "محمية أم التوت هي رابع محمية بالضفة وتمتاز بتنوعها الجغرافي والغطاء النباتي فيها، فهي تضم مجموعة لا بأس بها من النباتات وأهمها: الذرو، والخروب، والبلوط، والزعرور، والبطم، وكلها نباتات شبه شجرية يبلغ ارتفاعها من مترين إلى ثلاثة أمتار".
ونوه إلى أن محافظة جنين بطبيعتها غنية بالغطاء النباتي، ففيها أحراش تصل مساحتها إلى حوالي 49 ألف دونم، ولكن هذه المحمية لا يوجد فيها أحراش وكل نباتاتها طبيعية.
ويضيف: "تقع أم التوت ما بين قرية جلقموس وخربة سبعين امتداداً إلى الجامعة الامريكية، وهي منطقة تعتبر أراضيها B"، فمنطقة جنين كلها لا يوجد فيها استيطان باستثناء منطقة يعبد التي تجثم على أراضيها مستوطنة دوتان".
ويُذكر تميم أن أم التوت هي بالأصل قرية من قرى الضفة الغربية، حيث تبعد عن مدينة جنين حوالي سبعة كيلو مترات، ويصلها طريق محلي مُعَبّد يربطها بالطريق الرئيسي، وترتفع القرية حوال 330 مترا عن سطح البحر، وتبلغ مساحة أراضيها حوالي خمسة آلاف دونم.
بالإضافة إلى ذلك تُعتبَر محمية أم التوت واحدة من المناطق الجميلة والتي تحفل بمسار بيئي جميل يؤمُّه طلاب المدارس والجامعات سنوياً.
كما تمتاز أم التوت أيضا باعتبارها مراحاً رحباً لاستقبال الطيور المهاجرة خلال الهجرتين الخريفية والربيعية، مثل طير أبو الحنا، والصرد، والحدأة، إضافة إلى طيور الحجل المقيمة في المنطقة. وتحتوي أيضاً على أصناف من القوارض والحيوانات كالوبر الصخري، الثعلب الأحمر المتواجد بأعداد أكبر من المناطق الأخرى.
وتُعتبَر أم التوت منطقة مهمة جداً للرعي نظرا لكثافة غطائها النباتي، و بسبب أعداد الماشية الكبيرة الموجودة في التجمعات السكانية المحيطة، وهذا يتطلب استخداما مسؤولا من شأنه الحفاظ على تنوع المنطقة وغطائها الحيوي.