الرئيسية / الأخبار / فلسطين
بيت المسنين..ملجأ من لا ملجأ لهم
تاريخ النشر: الخميس 04/05/2017 08:33
بيت المسنين..ملجأ من لا ملجأ لهم
بيت المسنين..ملجأ من لا ملجأ لهم

كتب: بسام عودة
قبل أعوام مضت مرت من هنا احدى النساء الكواهل التي لا تجد مأوى تريح فيه جسدها المنهك في أحد شوراع مدينة نابلس بالقرب من الجامعة القديمة, تَمُر بقلة حيلتها وعناء جسمها وعيناها المثقلتان بهموم كلما أغمضت أحد أطرافهما أغرقت بتلك الهموم, مشردة غير مأبوه بها تترنح بالطرق ليلا ونهار وحيدة لا تعرف أين تودي بها الحياة.
هكذا كان حالها في يوم مثل أي يوم سبق لها حين بادر رجل اعتاد على رؤيتها متطرفة الشوارع وسيدة الأرصفة حين يسيطر عليها التعب مقدرا عمرها الآخذ بالزيادة كل يوم وكل لحظة, لا تقدر على تنفس ما يبقيها حية بعد أن كانت وحيدة بعالم لا يُعلم من كان يقف خلفها.
موظف لدى الصليب الأحمر استأجر لها بيتا وأسكن فيه روحا ضائعة وحيدة لم تذق حينها طعم الحياة, أملا على عودة استقامة حياة لها في وقت عجز ظهرها المنحني على الوقوف معها في منحتها. تلك كانت نقطة البداية لبناء "دار المسنين" في مدينة نابلس التي تعد أقدم دار للمسنين في الضفة الغربية بدأت تستقطب العديد من المسنين قبل أن يبدؤوا بارتيادها بأنفسهم, كيف لا وهي التي تعتبر أكثر من ملجأ لهم مهما اختلفت الاسباب، وملاذا لهم يقضون اوقاتهم به تارة يتذكرون من تركوهم هنا وتارة يلهون مع بعضهم قاتلين الذكريات الموحشة.

بيت المسنين التراثي لا يخلو من الترفيه بيت المسنين من البيوت القديمة جدا وتمثل حضارة وتراث لهذا البلد فهو كما وصفت لنا ماجدة الششتري المختصة الاجتماعية لدار المسنين هناك أنه أقدم بيت للمسنين في الضفة الغربية حيث بدأ هذا البيت كمأوى للمسنين منذ عام 1952 وفيه يضع أولوية من لا أقارب له باستقطابهم من خلال الشؤون الاجتماعية.
وقالت الششتري :"هناك كل أسبوع يخصصون للمسنين يومين للترفيه ويتم ذلك بالخروج للمطاعم والمتنزهات والأماكن العامة وذلك لجعل الروح تمرح قليلا معيدة شيئا الى ذاكرتها من الشباب، ونحن هنا نعناني في هذا المركز من عدم تاهيله للتعامل مع كبار السن لانه عبارة عن منزل عادي لاحد العائلات التي تبرعت به".
وذكرت الششتري أن هناك العديد من المجموعات التطوعية يراودونهم لإضفاء المرح على مكان فقد الابتسامة وساده تجاعيد الوجوه العابسة حتى يرشموا البسمة لمن لا يجدون من يتطلع الى حالهم البائس".

"دار المسنين أوتيل للمسنين" كما وصفها وصف أحد المسنين دار المسنين بالفندق بالنسبة له, فدخوله لهذا المكان لم يكن نابعا عن عجز أو تشريد من أولاده لأنه ليس متزوجا أصلا, وأضاف الحاج أن تداوله لهذا "المركز" -على حد قوله- لم يكن الا لقضاء بعض الوقت هناك بعد ما يذهب لاستفقاد مصنعه الذي يملكه، وأن ما يتلقاه من معاملة من المركز او رفاقه في المركز تشعره بشيء من اللطف والحنين.

حب الخير للناس يودي بك بدار المسنين هكذا كانت حال أحد المسنات في دار المسنين جالسة مكتئبة وحيدة بعزلة عن عالمها الخارجي تدور بداخلها روايات تصارع بعضها البعض, فطريقها لبيت المسنين كان بسبب حبها للخير للناس فما رَوَته ما كان يدل الا عن مشاكل أسرية تطغي على الأبناء بكآبة ومطاوعتها لأبناءها وحبها لهم ورضاهم أودى بها الحال الى هنا.

بيت لمسنين وملجأُ لمن لا ملجأ له, حيث تضم بداخلها عدد كبير من المسنين الذكور منهم والإناث, هم غالبا افتقدوا لطعم الحياة من لديه غصة في جوف قلبه لا يمكنه نسيانها. تلك الكلمة "نسيان" أصبحت لهم عقدة بنسيان أبناؤهم لهم, فما كان من الشباب إلا وفرض أنفسهم على ساحة يزرعون فيها بسمة ويرسمون على شفاههم ضحكة تخرج من صميم القلب لعلها تذهب عنهم مشاق التفكير وهلاك القلوب.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017