الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مقهى الشيخ قاسم معلم للأصالة
تاريخ النشر: الخميس 04/05/2017 08:36
مقهى الشيخ قاسم معلم للأصالة
مقهى الشيخ قاسم معلم للأصالة

كتبت: شيرين صوان
أثناء تجوالك في البلدة القديمة لمدينة نابلس , تستشعر الماضي بتفاصيله , وتمنح لعيناك التمعن بأصالة الماضي ورقي الحاضر ,وعمق تاريخ بين زقاقها ,ستترك كل ما اعتدت إدمانه, بعيداً عن صخب المدينة وإزعاجها، تشتم فيها رائحة القهوة والتمباك, تدخل عالم من الهدوء ,لتجد نفسك بين جدران شهدت أجمل اللحظات والذكريات والتي نسجت من قصص.
قهوة الشيخ قاسم والتي أسست منذ أكثر من مائتي عام , تقع في البلدة القديمة إلى الشرق من ساحة المنارة في شارع النصر لمدينة نابلس ,والتي تعتبر من أقدم المقاهي في المدينة, لها تاريخها العريق ,وطقوسها التي ما زالت تحتفظ بها. الكراسي الخشبية , الطاولات ,بيت النار , الأباريق والأواني, كل هذا تفاصيل تروي لنا حكاية هذا المقهى وعراقة تاريخه المنصرم.


مقهى تركي الأصل
"يعود اسم المقهى للشيخ قاسم هاشم الذي أسسها منذ أكثر من مائتي عام وسميت نسبةً له, تناوب على إداراتها أشخاص عدة منهم أبو خضر عديلة, ثم أبو أيمن فطوم , ومن بعده الإخوان رائق ومحمد كلبونة, لتنتقل اليوم بعد وفاة رائق كلبونة وأخيه إليّ، والدي وعمي استأجرا المقهى منذ عام 1960، كان حينها المقهى ملتقى رجال الأعمال وملتقى السياسيين والثوار ومنبرا للانتخابات ".
سماحة في وجهه وبسمة حانية بحب للتاريخ، وقلب دؤوب يحرص على الهوية الفلسطينية يقول كلبونة :" لم اسع لأي تغير في المقهى فلا مكان للتلفاز هنا ولا يوجد "واي فاي" لان هذا المقهى يعتبر ماضي الزمن الجميل الذي يحنون اليه كبار السن، ويضيف حركة المقهى خفيفة فلم يعد يرتاد المقهى إلا بعض من كبار السن الذين يجدون داخله صفاء ذهنهم ويسترجعون فيه ذكرياتهم للمقهى زبائنه اللذين ما زالوا يرتادون اليه بشكل شبه يومي و يعتبر المقهى روتينهم المعتاد حيث يجدوا فيه راحتهم ولا يستطيعون الاستغناء عنه".


المقهى بعيون مرتاديها
يقول فايز أبو زنط 75 عاما وهو احد رواد المقهى الدائم " القهوة تعتبر روح البلدة القديمة في نابلس, أسست أيام الحكم التركي وكل شيء فيها بقي على حاله , يجب أن أزورها كل يوم مرتين لآخذ نفس التمباك فيها, هنا عشت ذكرياتي وأيام شبابي, فقبل مائة عام كان المقهى يضج بالزوار وتزخم ساحته بالناس خصوصا في وقت العشاء، لأن الجلسة فيه لها جو ورونق جميل "
أما فؤاد حلاوة وهو احد رواد المقهى والتي تروي تجاعيده حكاية المكان فيقول:" قهوة الشيخ قاسم من أقدم المقاهي في نابلس, لها طقوسها التي ما زالت تحافظ عليها , جدرانها تحتضن الذكريات وتشهد أجمل الحكايات وغنى فيها مغنيين الذي أدى ذلك لإكسابها الشهرة منهم أم كلثوم واسمهان، ويتابع حلاوة " هون كانت الجلسة الارستقراطية, لشخصيات البلدة القديمة" مشيراً إلى زاوية المقهى وكأن صورهم تعود إلى ذاكرته بصدى أصواتهم وضحكاتهم".
زخم ذكريات كبار السن في مدينة نابلس لم تبتعد كثيراً عن قهوة الشيخ قاسم والتي جعلت منه مقصدا لهم ,جدرانه ,أشجاره, كراسيه الخشبية وطاولاته وحتى نافورة المياه المعطلة تفاصيل تشير إلى جمال وعراقة المقهى .

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017