memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia"> مقهى الميناوي, جدران تعزف لآذانٍ تترنم باللحن - أصداء memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia">
الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مقهى الميناوي, جدران تعزف لآذانٍ تترنم باللحن
تاريخ النشر: الخميس 04/05/2017 08:41
مقهى الميناوي, جدران تعزف لآذانٍ تترنم باللحن
مقهى الميناوي, جدران تعزف لآذانٍ تترنم باللحن

كتبت:رند أبو صالح
على احد المداخل الرئيسية للبلدة القديمة في مدينة نابلس وعلى يسار الشارع تأخذك نسائم العودة إلى ثلاثة قرون مضت, فتصيب عيناك المقاعد الخشبية القديمة والطاولات التي حملت على ظهرها أحداث السنون.
مقهى الميناوي الذي ما زال يحتفظ بعراقة الماضي وحديث الأمس المزهر كان وما زال يستقطب عدداً من السياح يومياً للاستمتاع بأجواءِ التاريخ وحكايته التي لن يعفى عليها الزمن قط.
" يعود تاريخ المكان الى عام 1928 حيث لم يكن الوضع كذلك, كان كل شيء صغير مقارنة بحجم الأسواق الآن حيث لم تتجاوز مساحة السوق عن جزءٍ من منطقة الدوار والبلدة القديمة إلا انه كان كبيراً بقلوب ساكنيه ورواده" هكذا بدأ ضرغام الميناوى احد مالكي المقهى بسردِ تاريخ المكان وأصالته.
ويضيف "لم يزد عدد المقاهي في ذلك الوقت عن العشرة, أما هذا المقهى فله قصصه النضالية, ذلك الزمن حيث كل شيء كان أجمل بكثير من الآن".
وجه أبو أيمن الذي تكلل بتجاعيد السنين ارتسمت عليه ابتسامةُ مجلجلة وكأن سنوات العمر الجميل مرت أمام عينيه للحظة ويقول "كنا عائلةً واحدة شكل المقهى منزلها الذي ترتاده يومياً وما إن تغيّب احدهم ليوم أو اثنين حتى نبعث بالاطمئنان على حاله, كان الناس على قدر أنفسهم بعيداً عن مظاهر الترف والغنى وحب المظاهر التي غدت اليوم تشكل تلك السحابة التي تطفئ قبس المودة بينهم"


ويصف الميناوي التطور الحاصل متحدياً وجوب إيصال شبكة الانترنت الى المقهى بقوله "هذا المكان له رونقه الخاص وأنا عشت هنا لسنين وكنت قد اعتدت على هدوءه وأنغام أم كلثوم وعبد الحليم تنطلق من جدرانه ولا استطيع تعكير صفوه بضجة العصر خصوصا شباب الآن ليسوا كرجال الأمس"
قهوة الميناوي التي لم تخضع لأي تغييرٍ وترميمٍ قط حيث ما زالت تحمل من فتات الماضي ما يكفي بين ممتلكاتها من مراوح وجدران وصورٍ واراجيل وحتى أشكال الكؤوس والطاولات الصغيرة وصورة أبو عمار التي تلتحم مع تلك الزاوية منذ أكثر من 20 سنة من الزمن.
وكنوعٍ من الفكاهة يقول "أم أيمن لا تلبث إلا وان تحاول ثنيي عن السعي الدائب على العمل في المقهى لأخذ قسطٍ من الراحة وأقول, أنا عشت هنا ولا استطيع مفارقة المكان للحظات, أغلق المقهى ليلاً حتى أغدو في الصباح الباكر في عادة لم ولن تفارقني لسنوات لأفتحه من جديد, فهو متأصل في الروح"
أما عن حركة الزبائن فقد قلت عن نظيرتها سابقاً حيث أصبح عدد الزائرين اقل مقتصراً على من يتمجدون بتراث الماضي وعدد مِن مَن ينشدون القليل من راحة المكان وروحانية الشعور ولا يخلو المقهى أبداً من السياح الأجانب الذين ما إن يغادروه صباحاً في جولاتهم حتى يعودون مساءاً مع آلة العود مترنمين بأنغام أم كلثوم.
ستحمل نفسك عنوةً للخروج من ذلك المقهى الذي أضحى ملجئاً للنفوس المتعبة من صخب المدينة ومكاناً يدأب السياح على مزاولته, قاصاً تفاصيل المكان وكأنه راوِ لحكايات الماضي وعازفاً على أوتاره.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017