الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مدارس مضبوطة وقانون رادع... القاصرون هم ضحايا ظاهرة التدخين في المدارس
تاريخ النشر: الجمعة 05/05/2017 20:47
مدارس مضبوطة وقانون رادع... القاصرون هم ضحايا ظاهرة التدخين في المدارس
مدارس مضبوطة وقانون رادع... القاصرون هم ضحايا ظاهرة التدخين في المدارس

دعاء سلفيتي – جنين
في ساعات الصباح، قبل دخول الطلبة الى مدارسهم، نرى العشرات منهم يحملون السجائر المشتعلة بين أصابعهم، ينفثون دخانها عند خروجهم من المدارس، تلك المشاهد التي تشكل حلبة من الصراع التجاري والتي يهمش فيها كل قاصر من ضحايا المدارس.
أطفال قاصرون لم يتجاوزوا السن القانوني يحملون بضع سجائر في حقائبهم، منهم من يستغل"الفرصة" ليذهب الى المراحيض في حرم المدرسة ليدخن ما استطاع من الدخان قبل التوجه الى الصفوف.
فما السر الذي يجعل الطلاب ضحايا يسقطون في براثن التدخين!
ما دور الرقابة المتمثلة ؟ وماالقوانين المعمول بها في التربية والتعليم؟
قانون رادع
رئسية قسم الصحة المدرسية في مديرية التربية والتعليم في محافظة جنين الأستاذة خيرية حرز الله، أشارت الى أن الجهود المبذولة حول تدخين الطلبة ينبثق من عدة محاور؛ وذلك لضمان سلامة الطلبة فالمخطط العملي ينبثق من أجل التوعية والتثقيف للحد من مخاطر التدخين.

 

وحول العقوبات المفروضة على الطالب الذي يضبط وهو يدخن قالت حرز الله، في كل مدرسة هناك انضباط مدرسي وهو لجنة نظام مكون من معلمين يرأسها مدير المدرسة، فكل مخالفة يرتكبها الطالب له عقوبة، حيث يتم مصادرة علبة التبغ واتلافها أما الطلبة، وابلاغ ولي الأمر، واذا تكررت المخالفة يعطى انذار ويبلغ ولي الأمر مرة أخرى، وان تكررت عدة مرات يتم نقل الطالب المخالف الى مدرسة خارج تجمعه السكاني، بينما المعلم الذي يتم ضبطه وهو يدخن أمام الطلبة فعقابه لفت نظر، اضافة الى عقوبات أخرى حسب سياسة التربية والتعليم.
وأكدت حرز الله على أن الوزارة تعمل دائما على محاربة ظاهرة التدخين من خلال التعميم على كافة المدارس بشكل سنوي، بأنه يمنع منعا باتا التدخين أما الطلبة أو ادخال أي نوع من التبغ الى المقاصف المدرسية، بالاضافة الى اطلاق مبادرات تربوية يشارك فيها موظفو الصحة المدرسية، وتنظيم ندوات تثقيفية.
كما وشددت على ضرورة تنفيذ القانون وفرض العقوبات على أصحاب المحلات التجارية الذين يبيعون التبغ للقاصرين.
وأكدت على أن الاجراءات التي يتم اتخاذها بحق الطلبة المخالفين، يتم وفق استراتيجية التدريج بما يتناسب مع المرحلة العمرية، ليكون وسيلة للترغيب وليست للترهيب.
وفيما يتعلق بطرق الحد من هذه الظاهرة كزيادة أسعار التبغ وزيادة الضرائب المفروضة عليه قالت حرز الله:-" بالطبع لا، لا يمكن لهذه الطرق أن تساعد في التقليل من هذه الظاهرة، فلو وضعوا لهم"روث الحيوانات" لاستمروا على هذه الظاهرة دون اقلاع".
سلوك خاطىء
يعتبر توجه الطلبة نحو التدخين سلوك تقليدي لآبائهم، فهم يعتبرون أفعال آبائهم، معلميهم، ومدرائهم أفعال صائبة فبالتالي يستمرون على نحو هذا السلوك الخاطئ.
يرى الطالب محمد كميل أحد الطلبة المدخنيين، أن أصدقاء السوء هم الدافع الأساسي للتوجه نحو التدخين، المتمثلة بما يدور حولهم من أحاديث استفزازية مثل :"خد جرب بس شفة، وبتصير زلمة"، فسلوكهم وتوجهاتهم تنعكس عن ما يمارسه آبائهم من حولهم.
فهو يرى تكرر مشاهد التدخين في المدارس بكثرة وخاصة في"الحمامات". فقد يندفع الى هذه الممارسة عندما يشعر بالصداع الشديد؛ لتكون كمهدء له.
ومن الأضرار التي يشعر بها: السعال الشديد، رائحة الفم الكريهة، وعدم القدرة على المشي والركض لمسافات طويلة.
فلا يمكن اعتماد العنف وسيلة للحد من الادمان عنه، لأنه أمر نفسي أكثر منه جسدي.


النظرة النفسية والاجتماعية
أوضحت الأخصائية النفسية"نعمات بشارات"، العلاقة بين التدخين والأمراض النفسية قائلة:-"ان الأطفال يعتقدون أن التدخين يوفر الفوائد للصحة، الا أن هناك علاقة قوية بين التدخين وبين ضعف الصحة النفسية.
فالعوامل البيولوجية المشاركة بالتدخين تتعلق بكيفية استجابة الدماغ للنيكوتين فعندما يدخن الشخص، فان جرعة من النيكوتين تصل الى دماغه في غضون عشر ثوان في البداية فقط، فتؤثر بتحسين المزاج، وتقلل التركيز، ومن ثم تبأ الأعراض الانسحابية.
ومن أهم الأسباب النفسية التي تؤدي بالطفل الى اللجوء للتدخين في سن مبكرة هو نقص الرقابة ونقص الاهتمام الأسري بالطفل، وبالتالي يلجأ الطفل للتدخين كتعويض نفسي عن هذا النقص، اضافة الى قيام الطفل بتقليد والديه لأنه يظن قطعا أن كل التصرفات التي يقومون بها هي تصرفات صحيحة فان لم يكن الأب واعي والأم واعية لتنبيه أبنائهم حول خطورة هذه التصرفات، فان الطفل سيقع في شباكها لانهم يظنون أن تقليد الآباء هو أمر رجولي بالنسبة لهم دون ادراك هذا التصرف من عدمه.
أما فيما يخص الأمراض الاجتماعية فان من أهمها لجوء الكثير من الأطفال للسرقة لتأمين سعر السيجارة، والتسرب من المدارس، وانتشار ظاهرة عمالة الأطفال واستغلالهم، اضافة الى دخولهم الى عالم الجريمة وانتقالهم من مرحلة الادمان وعالم المخدرات.
ولعل لغياب تطبيق القانون سواء في المدارس أو في ساحة الأماكن العامة أو حتى على التجار سسب من الأسباب التي تشجع الأطفال على التدخين.
مسؤولية التجار
وللتجار دور كبير جدا في المساهمة في نشر هذه العادة، اذ أن الكثير من التجار يخترقون القانون ويقومون ببيع الدخان" المفرق" للأطفال بأسعار منخفضة وفي متناول الطفل اذ أن سعرها يقل عن مصروفه اليومي يمكنه شراءه، اضافة الى بيع الدخان لمن هم دون سن الثامنة عشر في الوقت الذي يمنع القانون بيع الدخان لأي طفل دون هذا السن، ولأي سبب من الأسباب متذرعين بذريعة أنه ان لم تبعهم سيبيعهم غيرنا، اضافة الى دخول ما يسمى"الدخان العربي" الذي يدفع الطفل لشراء علبة دخان كاملة بدلا من سيجارة لرخص ثمنها اذ لايتجاوز سعر علبة الدخان الواحدة الخمسة شواقل فقط.
ينفي أحد تجار الدخان نضال عمارنة مقولة أننا"شعب غير مدخن"، وخير دليل هو ازدياد كميات البيع والشراء للدخان، وكذلك ازدياد نسبة الأراضي المزروعة به.

 

فهنالك عدة أشكال للسجائر: بعضها ملفوفة، وأخرى حلل تباع بالكيلات تشترك جميعها بالنوع وتختلف بالتسميات.
بعضها يتم انتاجها يدويا كالدخان العربي، وبعضها ينتج صناعي مثل :"lm" أو "المالبورو".
وفيما يتعلق بالحملات التوعوية فهي مقتصرة فقط على العلب الكرتونية من السجائر"بكيت"، في حين يفتقر النوع الآخر"الحلل"، لمثل هذه الحملات رغم عدم أهميتها.
ماذا يقول القانون؟
لا قيمة للضرائب المفروضة على السجائر،حيث لا يتم فرض الضرائب على الدخان العربي. فغياب القانون والتصريحات الممنوحة من السلطة أو الجهات المختصة، تهيئ بيئة خصبة لزيادة نسب البيع في ظل عدم منح التراخيص التي تحد من امكانية البيع، الى جانب معرفة جميع المسؤولين بقيام عامة الناس ببيع منتج الدخان والذي يشكل بدوره مصدر الدخل لكافة الناس.
ففرض الضرائب يتبعه ارتفاع في أسعار الدخان، وقلة في البيع.
احصائيات
يعتمد حجم المبيعات من الدخان على الوضع السائد في السوق حسب قدرة الزبائن على الشراء، فأحيانا تكون نسب البيع نصف طن أسبوعيا أو شهريا.
ويبلغ ثمن باكيت الدخان"الحلل أو المعبأ بالأكياس"المباع للمحلات ب(2.5-3) شيقل، ويقوم أصحاب المحلات ببيعه ب(4-5)شيقل.
حيث يقوم التجار بوضع أسعار الدخان وتبديلها بين الحين والآخر.
دور الاعلام
أكد عمارنة على اعاقة الاعلام العربي لحياتنا في جميع مجالات الحياة، ليس فقط في مجال التدخين أو التربية. فالمسبب الأول لتدخين المراهقين هو مجال العمل للشعب الفلسطيني الناشىء بين "شتلة الدخان".

 

 

 


 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017