mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> ذكريات البارحة بضاعة اليوم - أصداء mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke">
الرئيسية / الأخبار / فلسطين
ذكريات البارحة بضاعة اليوم
تاريخ النشر: الأحد 07/05/2017 10:14
ذكريات البارحة بضاعة اليوم
ذكريات البارحة بضاعة اليوم

كتبت: رنين جوده
تسيرُ قدماك نحو سنين ماضية مركونة على جانب الطريق على هيئة تحف وأثاث قديم, وكأنك كلما اقتربت خطوةً تستشعر عبق زمانٍ جميل لأشخاصٍ مجهولين, وإذا لبيتَ استشعارك هذا تجد نفسك داخل محل الكتوت, الذي ينتصب بالقرب من خان الوكالة في البلدة القديمة من مدينة نابلس.
محلٌ عمره أكثرُ من مائة عام تعددت مسمياته وفقاً للتجار الذين ضموا مفتاحه في راحاتهم, و وفق الصنعةِ التي تحركت بها أناملهم ومالت لها نفوسهم.
ليصبح أخيرا محلا للأنتيكا قبلَ ثلاثةِ شهور كما قال صاحب المحل شادي الكتوت:" امتلكت المحل قبل 15 عاماً لكن لم تتح الفرصة لي لتجسيد هوايتي فيه, ولم تكن مهنة بيع الأنتيكا متوارثة في عائلتنا بل كانت إحدى اهتماماتي التي أحبها و التي أطمح في السعي لها"
رغم صغر حجمه وضيق النفس به إلا أنك عند زيارته تُنفضُ من داخلك غبار الحاضر عن الماضي المتفاني, تقفُ أنت جامدٌ وتبقى عيناك وحدهما أيً كان لونيهما تنتقلانِ بين الرفوف بسعادةٍ غامرةٍ تنظران إلى كل جديدٍ ملفت, باحثتان عن كل غريبٍ مميز.


" هذا العملُ لا يولدُ إلا من رحم الحب والشغف، أنتَ كصاحبِ محلٍ لا تتاجرُ بقطعٍ فحسب بل أنتَ تعيدُ الماضي البعيد لصهره في الحاضر القريب" يتابع الكتوت الحديث وهو يرتب الأغراض داخل محله.
ويوضح الكتوت عن إقبال الناس لمثل ما يبيعه:"يوجدُ طلب رهيبٌ على بضائع هذا المحل فأغلب الناس أصبحت تميلُ إلى إبراز الأنتيكا القديمة في منازلها , في الوقت الذي يوجد منازلٌ تتخلى عن أصالة هذه القطع وتبيعها".
يقول شادي:" أشتري بضائع المحل من سكانٍ يخلون منازلهم ويبيعون أثاثه، أو من عمالٍ يعملونَ بالداخل المحتل ويأتون إلي بهذه القطع لبيعها."
أضاف شادي أن البضائع التي تصله مختلفة عن بعضها، من حجارةٍ كريمةٍ, وقطعُ فضةٍ متنوعة, ولوحاتٍ يجهلُ هو كتاجرٍ خلفيتها, وكتبٌ يُرى في لون صفحاتها عمرها.
ويطمح الكتوت في أن يوسع نطاق عمله قائلاً " أتخلى عن كثيرٍ من الروائع لكبرِ حجمها وصغر حجم المكان هنا, فهو كان قبل ذلك مكانٌ لتصليح البوابير القديمة ولا مساحة فيه للتحف الكبيرة"
ما إن تدخل هذا المحل الصغير حتى تلفَ بك عجلة الزمن إلى الوراء وتعود بك إلى العديد من السنين المنصرمة, وما إن همت قدمك بالخروج تعودُ إلى كل ما هو مألوفٌ واعتيادي في عالمك الحالي ويبدأ السكون الذي سكن نفسك وأنت تأخذ جولة في أرجاء المحل بالتململ عائد بك إلى صخب الحاضر والخروج من عجلة الزمن.


 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017