رام الله-كرمت نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ في فلسطين، وجمعية جنين للتكافل الخيرية، أمس، ضباط الإسعاف تقديرا لجهودهم الإنسانية في الميدان، وذلك خلال حفل نظمته في قاعة فندق "روكي" بمدينة رام الله.
ونظم الحفل، تحت رعاية وزير العمل، د.مأمون أبو شهلا، والأمانة العامة للاتحاد العام لنقابات العمال، وبتمويل من هيئة الأعمال الخيرية لمكتب أستراليا، وذلك بحضور محافظ جنين، رئيس جمعية جنين للتكافل الخيرية، اللواء إبراهيم رمضان، ومفوض عام هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية، إبراهيم راشد، والأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، والوكيل المساعد في وزارة العمل، عبد الكريم دراغمة، والعشرات من ضباط الإسعاف والطوارئ.
ووصف رمضان، ضباط الإسعاف والطوارئ العاملين في الميدان، بالجنود المجهولين الذين يواصلون الليل بالنهار في سبيل القيام بالمهام الإنسانية الملقاة على عاتقهم في خدمة أبناء شعبهم دون كلل أو ملل، منطلق من إيمانهم العميق وقناعتهم الراسخة بأهمية الدور الملقى على عاتقهم.
وقال: "رغم كل هذا الألم والمعاناة، فنحن قادرون على إعطاء العالم دروسا بالإرادة والعزيمة والقدرة على تحقيق النصر".

وأشاد، بدور هيئة الأعمال الخيرية في تقديم الخدمات والمساعدات للشرائح المهمشة في المجتمع الفلسطيني، داعيا إلى تكثيف هذه المساعدات خصوصا خلال شهر رمضان المبارك، حيث تتعاظم وتزداد احتياجات العائلات.
اما راشد، فقال، إن هذا التكريم يستهدف الجنود المجهولين الذين كل همهم الحفاظ على حياة الإنسان، ويشهد لهم الميدان بالحرص على العطاء والقيام بواجباتهم في الحفاظ على حياة الإنسان، حيث الموت والدم والعرق والآهات والصرخات، فيتقدمون بأرواحهم في سبيل إنقاذ أرواح الآخرين.
وأضاف: "إن هيئة الأعمال الخيرية بادرت إلى تقديم الدعم في سبيل إنجاز هذا التكريم ليكون بمثابة شكر وتقدير لضباط الإسعاف والطوارئ، وشكلا بسيطا مقابل حجم التضحيات الجسام التي يقدمونها".
وشدد راشد، على أن الهيئة أخذت على عاتقها وفي إطار استمرارها بدعم الشعب الفلسطيني في كافة الجوانب، تقديم المساعدات لكافة المستشفيات في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وذلك في إطار الواجب والالتزام العربي الإماراتي تجاه الشعب الفلسطيني.
واعتبر، قطاعي الصحة والتعليم من أهم ركائز التنمية المستدامة في فلسطين، وهما قطاعين قال راشد، إن هيئة الأعمال تستهدفهما بشكل مباشر من خلال سلسلة المشاريع والبرامج التي تنفذها وتكاد تطال جميع مجالات الحياة الفلسطينية.
من جهته، أشار سعد، إلى تزامن حفل تكريم ضباط الإسعاف والطوارئ مع مجزرة عيون قارة والتي ارتكبها جندي إسرائيلي متطرف في العشرين من أيار عام 1990 عندما أجبر حافلة فلسطينية كانت تقل مجموعة من العمال قادمة من قطاع غزة، وأدت إلى استشهاد 41 عاملا وإصابة عدد آخر، وفي ذلك اليوم سجل ضباط الإسعاف والطوارئ ملحمة بطولية عندما هبوا من أجل إنقاذ جرحى المجزرة مقتحمين حاجز "إيريز".

وأكد سعد، أن ضباط الإسعاف والطوارئ شكلوا عاملا محوريا في النضال النقابي المطلبي الذي قاده الاتحاد العام لنقابات العمال، وأثمر بإقرار قانون الحد الأدنى للأجور، وإقرار وتحسين قانون الضمان الاجتماعي، فكانوا روادا في العمل النقابي إلى جانب دورهم الرئيس في ريادة العمل الإنساني.
بدوره، وصف دراغمة في كلمة وزارة العمل، ضباط الإسعاف والطوارئ بأنهم حملة رسالة إنسانية في مواجهة آلة البطش والإرهاب الإسرائيلية، فارتقى منهم العشرات من الشهداء والجرحى والمعتقلين.
أما الدكتور محمد عوادة، فأكد في كلمة له، أن هؤلاء الضباط وتحديدا العاملين منهم في الميدان، يقومون بأعمال شاقة ومهمة ويعرضون حياتهم للخطر في سبيل إنقاذ الآخرين.
وندد، بإقدام قوات الاحتلال على اعتقال ضابط الإسعاف في مركز عقربا بمحافظة نابلس، يوسف ديرية، قبل عدة أيام.
وألقى كلمة نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ، ضابط الإسعاف، راكان مناصرة، أكد فيها أن مهام هؤلاء محفوفة بكل أشكال المخاطر، ويحملون أرواحهم على أكفهم، ويبذلون جهودا جبارة في القيام بالمهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، ولهم السبق في كل الميادين.
وفي نهاية الحفل، جرى تكريم الداعمين والممولين والرعاة، والعشرات من ضباط الإسعاف والطوارئ من سائر محافظات الضفة الغربية.