الرئيسية / ثقافة وأدب
كفى غيبة ونميمة وانطلق بعالمك الخاص
تاريخ النشر: الأثنين 29/05/2017 08:56
كفى غيبة ونميمة وانطلق بعالمك الخاص
كفى غيبة ونميمة وانطلق بعالمك الخاص

عمر الحديدي
يتعرض الإنسان خلال حياته للكثير من المواقف والتجارب والخبرات لها تأثير عليه وعلى تصرفاته وردود أفعاله ونمط سلوكه مع الآخرين كما أن العائلة وبيئة كل لها دور في برمجته منذ الطفولة (تبدأ بالوالدين اللذين يشكلان دوراً كبيراً في هذا الأمر انتهاءً بالمجتمع المحيط(
كل إنسان على وجه هذه الأرض له وجهة نظر تعينه بالتعامل مع المواقف بناءً على ما تم برمجته حيث يؤثر على الآخرين من خلال تصرفاته وأفعاله وهم بإرادتهم يسمحون للآخرين بالتحكم بهم وذلك لاعتقادهم أنهم ليسوا بالكم الكبير أو بقدرة الشخص الكبيرة على التحكم بشخصه وأفعاله.
يقوم الإنسان في مجتمعاتنا بالرجم والإنتقاد والنميمة وينظر بنظرات سيئة إلى الذين يتصرفون بطريقة غريبة ويحكمون عليهم ويبتعدون عنهم حتى داخل أجواء الأسرة. بل يستضعفونهم ويتجنبون التعامل معهم ودائماً يضعون اللوم عليهم وذلك لعدم تقبلهم هذه التصرفات وهنا نستغرب من هؤلاء وعند سؤالهم لماذا ترجمون وتتكلمون وتنتقدون ألا يوجد داخل أنفسكم وبيتكم الكثير من الأمور التي تتجنبون الحديث عنها (هروباً من الواقع)؟ فقد تكونوا ضعفاء وتتظاهرون بالقوة، قد تعانون من مشاكل أسرية ومشاكل عدم القدرة على تقبل أنفسكم وتقبل الآخرين.


الغيرة الحقد الحسد نقل الكلام البخل عدم القدرة على إتخاذ القرار التكبر وغيرها من المشاكل فكيف تنتقدون الآخرين وترجمونهم بحجارتكم وبيوتكم أوهن من بيت العنكبوت.
أنت كإنسان لديك عيوب أنت تريد ان يقدرك الناس ويحترموا مشاعرك وأنت بالمقابل تجرح وتنتقد وتنقل الكلام وتستغيب ألا تعلمون أن الغيبة والنميمة كآكل لحم البشر فكيف لك ان تأكل لحم أخيك الإنسان ؟
وقبل نقد الآخرين وأفعالهم وتصرفاتهم إهتم بنفسك إهتم بالمعرفة والعلم والعمل وعلاقاتك مع الله أصلح من نفسك تقبلها أرسم وخطط لمستقبلك واستمتع بحياتك وكبداية يجب أن نعترف بجهلنا ونبدأ بالبحث عن الحقيقة علاج مشاكلك يكون من خلال أن تدع الآخرين يعيشون بسلام وبدلاً من إنتقاد الآخرين إبدأ بوضع أهداف والعمل على تحقيقها وهنا ستكون الملجأ للآخرين من خلال طلبهم النصيحة منك وهنا لا تبخل على الآخرين بذلك.


من الغريب أن الناس لا يلعمون أن الكون له ردود فعل وإنعكاسات فقد تكون اليوم أنت غني (بالمعنى الظاهر) تمتلك المال والعمل الجيد أو السلام والأسرة الجميلة والأصدقاء والجامعة الجيدة أو أنت إنسان تتميز بصفات جميلة وذكي وذو تأثير وغيرها من الأمور لكن هذا كله قد يختفي بلحظة.
إسأل نفسك دائماً إن الإنسان الذي يجرح الآخرين ويستغيب كيف ينظر الى نفسه بالمرآة؟ كيف يستطيع أن يعيش بسلام داخلي؟ لذلك كن قوياً فقد تكون بصيص الأمل وشعاع النور الذي قد يؤثر بهذا الإنسان وتكون قد وضعت له خط جديد ليبدأ حياة جديدة من خلال الإبتعاد عنه والإحتفاظ برأيك وتحقيق أهدافك فسوف تصبح القدوة يوماً من الأيام لهذا الشخص.
في هذه الحياة يجب أن يعلم الإنسان أن الله موجود ولا يغيب عنه أي شيء والطاقة الكونية موجودة ومسخرة لخدمة الإنسان بناءً على ما يبث من طاقات تتولد من مشاعره و تفكيره
يستجيب الكون لكل طاقة أنت تبثها فالجميل الحسن الجيد يعني الإيجابية والجمال للحياة وابتعد عن الأمور التي قد تعكر من صفو حياتك والسلبية لتجنب الإستقبال السلبي من الكون والذي أنت سببه فمن خلال النقد والتجريح والغيبة والنميمة أنت تجذب الطاقة السلبية لنفسك.
وأنت لا تعلم ماذا يقول الناس عنك أترك داخل كل إنسان نقطة إيجابية يرتكز عليها عندما يتحدث عنك.
أيها الإنسان أنت لست الحكم بهذه الحياة ولست مخول للتدخل بحياة الآخرين وتصرفاتهم فقد يكون هذا الإنسان يعاني أو قد يكون غير واعي لأفعاله أو أن نواياه تختلف عن سلوكياته فلا تحكم ولا تتكلم واحتفظ برأيك لنفسك وغرد وحيداً بعالمك الخاص. عمر حديدي

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017