الرئيسية / مقالات
خمسون عاما على وجع النكسة
تاريخ النشر: الثلاثاء 30/05/2017 10:49
خمسون عاما على وجع النكسة
خمسون عاما على وجع النكسة

د. خالد معالي
مرت خمسون عاما على وجع النكسة؛ وما زال العرب والفلسطينيون من سيئ إلى أسوأ؛ اللهم إلا من بصيص أمل بالمقاومة التي نجحت بطرد المحتل من جنوب لبنان وقطاع غزة، وعليها تعقد الآمال.
للمقاومة أشكال كثيرة جدا ومتنوعة، تناسب كل مرحلة زمنية بعينها؛ يختارها القادة العظام بحنكة وحكمة لا نظير لها؛ فغاندي قال: "نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع"، ودعاته من بيننا ليس مثله أبدًا؛ ولذلك وجب التدقيق أكثر عند طرح تجارب التاريخ في مقاومة الاحتلال؛ وتعمد البعض استغلالها بشكل سلبي وفي غير مكانها الصحيح.
في الخامس من حزيران عام 67؛ شرعت قوة صغيرة لدولة غير شرعية مدعومة غربيا؛ أقيمت بقوة السلاح والإرهاب؛ بهزيمة محيطها من دول عربية عريقة ذات حضارة عظيمة وجذور ممتدة في التاريخ، في غفلة من الزمن، وبسرعة تم خلال ستة أيام احتلال أراضيها؛ ما زلنا نعاني منها حتى الآن ونتألم، وتدفع المنطقة ثمنا باهظا للنكسة حتى الآن.
الكيان استطاع هزيمة جيوش عربية جرارة مثل الجيش العربي المصري والجيش الأردني والجيش السوري واللبناني والسعودي، خلال ستة أيام فقط؛ يوم بلغ جيش الاحتلال أوجه؛ لكن وبعد مرور 50عاما؛ لم يستطع هزيمة قلة مؤمنة في غزة في الحرب العدوانية عام 2014؛ وهو ما يشير ويعني تراجع هيبة وقوة وردع ما يسمى زورا وبهتانا من انه الجيش الذي لا يقهر، فصار سهلا أن يقهر ويهزم.


النكسة لا تعني اليأس والقنوط، والتسليم بالأمر الواقع؛ فصحيح أن قوى الاحتلال والاستعمار نجحوا نجاحا مؤقتا بحرف البوصلة عن الاحتلال؛ إلى فتن داخلية عربية عمياء تأكل الأخضر واليابس؛ ولكنها لن تطول؛ وهي بمثابة فرز معدن الذهب عن المخلفات والملوثات؛ ولاحقا ليتفرغ من بقي معدنهم من الذهب لدولة الاحتلال؛ لأزالتها وطي صفحتها للأبد.
الملفت والمثير في نكسة حرب عام 67؛ أن بعض الأنظمة العربية أعلنت كعادتها القبيحة أنها انتصرت في الحرب، مستخفة بشعوبها، وعادة إياهم مزارع تتكاثر، لحين مجيء موعد ذبحها وهزيمتها.
نكسة عام 67؛ هزم فيها جمال عبد الناصر ومعه بقية الدول العربية. تاريخيا؛ كانت النظم الشمولية والدكتاتورية تهزم على الدوام؛ تلك الهزيمة المدوية التي ما زالت تتسبب بمعاناة 12 مليون فلسطيني؛ حيث يقتل أو يجرح كل يوم فتية وفتيات وأطفال وشباب؛ على حواجز الاحتلال، وتصادر أراضيهم ويهجروا ويطردوا ويشتتوا في منافي الأرض.
ما حققه كيان الاحتلال هو نجاحات جزئية؛ فخطط كبار الصهاينة في مؤتمر بازل بسويسرا عام 1897 قد فشلت؛ بجلب 20 مليون يهودي إلى فلسطيني المحتلة؛ حيث لم يستطيعوا سوى جلب قرابة خمسة مليون.
بعد 50 عاما على النكسة؛ لا بديل عن الوحدة فلسطينيا ورص الصفوف، وتوحيد الطاقات في مواجهة المحتل؛ عبر برنامج وطني مقاوم متفق عليه؛ وان لم يحصل هذا؛ فالتاريخ سيلعن كل من عطل طاقات الشعب وأهدرها مجانا. 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017