الرئيسية / ثقافة وأدب
تامر أبوغزالة: لم أغني في فلسطين وموسيقاي انعكاس لصورة بلدي
تاريخ النشر: الأثنين 31/07/2017 18:33
تامر أبوغزالة: لم أغني في فلسطين وموسيقاي انعكاس لصورة بلدي
تامر أبوغزالة: لم أغني في فلسطين وموسيقاي انعكاس لصورة بلدي

كتبت حنان مبروك

إنه ل"خبر عاجل" أن يستضيف مهرجان الحمامات الدولي في دورته 53 وجها جديدا للفن الفلسطيني، بعث من بين أزقة مصر العظيمة وشوارعها، ليؤثث سهرة فنية تسافر بالجمهور إلى أرجاء مصر وتعيده إلى القبلة الأولى والحب الأول عند العرب والمسلمين، فلسطين الحبيبة.
تامر أبو غزالة، ذلك الفلسطيني الذي ولد في القاهرة، هو ملحن ومنتج موسيقي لا يعترف بالأنماط الموسيقية ويخوض تحدي التجريب بكل شجاعة، وقد خاض البارحة تجربة الغناء أمام جمهور تونسي يعتبر جمهورا نوعيا ذو ذوق فني صعب.
طيلة ساعة من الزمن أمتع أبو غزالة جمهوره بموسيقى متجددة وغير نمطية أو شبيهة بما ألفته الأذن الموسيقية العربية، فجمع في ألحانه بين العود الذي يعامله معاملة عازف الغيتار لغيتارته، وبين الغيتار والالات الإيقاعية في نسق موسيقي يتراوح بين الهدوء والصخب، بين النغمات الحزينة والنغمات القوية المتمردة، وهو ما اعتبره أبو غزالة انعكاسا لقسوة صورة فلسطين تلك الصورة التي يجسدها بطريقة أدائه وغناءه.
وشارك أبو غزالة حفله الفنانة المصرية دينا الوديدي التي ربما تتقارب موسيقاها مع موسيقى زميلها الفلسطيني، و غنى أجمل أغنياته ك" خبر عاجل" " فجر البيد" " تخبط" وغيره من إنتاجه الخاص في ألبومه الأخير "ثلث".
وليس هذا اللقاء الأول للفنان مع الجمهور التونسي، فقد شارك سنة 2012 في مهرجان قرطاج للموسيقى البديلة، ومثلما غاب عن الجمهور التونسي فقد غاب أبو غزالة عن الإنتاج الموسيقي من 2008 ليعود بعد سنوات بألبوم جديد، وهو ما اعتبره أبو غزالة مجالا للتعمق في البحث والتجديد في الإيقاع ورغبة في تقديم أغان مختلفة، كل منها تمتلك طابعا موسيقيا مميزا وتحكي تجربة أو قصة جديدة تتيح له اكتشاف طريقة مبتكرة للتعبير.


وفي إجابة عن سؤال هل غنا في فلسطين وهل يسعى للغناء في بلده؟ أكد الفنان أنه لم يسبق له الغناء في فلسطين، ليس لأنه ممنوع من دخولها، بل يمكنه الدخول متى شاء، بل بسبب الأوضاع الغير مستقرة في بلده وقلة تنظيم الحفلات الفنية هناك، وأشار إلى أنه الآن ربما لا يستطيع الغناء في فلسطين، لأن أحد عازفي فرقته الموسيقية لبناني، يمكنه دخول البلاد دون الخروج منها وهو ما يمكن أن يحول دون التفكير في الغناء من أرض موطنه.
وللإشارة فإن أبو غزالة يعتبر فنانا شاملا عدى عن كونه مجددا في موسيقاه ومحبا لخوض التجارب الجديدة، وقد سبق وشارك في تأسيس مشاريع فنية مشتركة مثل تأسيس فرقة " الألف" مع الفنانين موريس لوقا وخيام اللامي، و تأسيس المجموعة العابرة للأنماط " كزا مدى" مع محمود الردايدة ودينا مسعود وزيد حمدان، كما أنتج أول ألبومات الفنانة مريم صالح سنة 2011 " مش بغني"، ثم أنتج سنة 2008 مسرحية موسيقية بعنوان" ثورة القلق" كما عمل منذ بدايته سنة 2002 لليوم مع فنانين من فلسطين ومصر، وهو أيضا صاحب المؤسسة الموسيقية المستقلة الرائدة " إيقاع" التي يعتبرها حاضنة للمشاريع الموسيقية العربية كما شارك في تأسيس مجلة النقد الموسيقي " معازف".
والمستمع لأغاني أبو غزالة يدرك فعلا أنه ينتهج أسلوبا مجددا ونمطا موسيقيا متضاربا ومتضادا يعكس حالة الصراع التي تعيشها فلسطين من كل الجوانب، وطالما ضل الوضع الداخلي والخارجي للبلاد يسير في " دائرة مفرغة" فإن أبو غزالة سيضل، ربما، يسعى للتعبير عنه في موسيقاه البديلة التي اعتبرها " أفضل تعبير عن الواقع" وأن الكلمات والتصريحات لا يمكنها وصف الحلقة المفرغة التي تدور فيها وحولها الأوضاع في فلسطين.
وإذا ما نظرنا إلى برمجة مهرجان الحمامات الدولي ككل، مثلما أشار أبو غزالة، لتأملنا مدى التزام المهرجان بتقديم أعلام للموسيقى البديلة أو الفنون الجديدة،وإتاحة المجال لهم ضمن المهرجانات التونسية، وأيضا التزام إدارة مهرجان الحمامات الدولي بالبحث كل سنة عن وجوه فنية تثري الذائقة الموسيقية لجمهور الحمامات الوفي وتفتح نوافذ الاكتشاف لرؤية بعض القضايا المصيرية محليا وعربيا وعالميا من زاوية فنية.

 

المزيد من الصور
تامر أبوغزالة: لم أغني في فلسطين وموسيقاي انعكاس لصورة بلدي
تامر أبوغزالة: لم أغني في فلسطين وموسيقاي انعكاس لصورة بلدي
تامر أبوغزالة: لم أغني في فلسطين وموسيقاي انعكاس لصورة بلدي
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017