الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مكتبة بلدية نابلس...شاهد على الإرث الثقافي العريق
تاريخ النشر: الأثنين 14/08/2017 14:25
مكتبة بلدية نابلس...شاهد على الإرث الثقافي العريق
مكتبة بلدية نابلس...شاهد على الإرث الثقافي العريق

 بقلم: تسنيم ياسين

تسود لدى طبقة من الناس فكرة ترسخت على مدى سنوات الدراسة بأن أمة اقرأ لا تقرأ، يرددونها ولا يكفون عنها حتى لو جلبت لهم إحصاءات تثبت عكس ذلك خصوصاً في الآونة الأخيرة، لكن ربما زيارة من هؤلاء لزيارة مكتبة بلدية نابلس ستكون كفيلة ليغيروا فكرتهم ويقتنعوا بأن أمة اقرأ عادت تقرأ.

من مختلف الأعمار والفئات تراهم اختاروا من بساط المكتبة الأخضر ومظلاتها مفراً من صخب العالم والمدينة، هناك من جاء بمفرده هارباً ومنهم طالبات المدارس اللواتي اخترنها كي يجتمعن ويتناقشن أسبوعياً في كتب وقضايا استثارت عقولهن.

تقول الطالبة في الصف الحادي عشر مروى منصور: "نحن نأتي إلى هنا لأجوائها الهادئة والبعيدة عن أجواء المدينة نتناقش مع معلماتنا ونختار الكتب التي نحتاجها، وهي بمثابة مكان سياحي يميز مدينتنا".

أما صديقتها أنسام فرج فكان ما جذبها شيء آخر، توضح: "ما يجذبني إليها هو روح الإحسان والخير المقدم بدون مقابل، فهي مشروع يهدف لخدمتنا وفائدتنا دون مقابل، وهي بمثابة مشروع خيري يميز مدينتنا".

تعتبر المكتبة من أقدم المكتبات في فلسطين فقد أنشئت مبانيها عام 1918 وبدأ العمل فيها منذ عام 1960 لتكون صرحاً ثقافياً شاهداً على الاهتمام التاريخي للفلسطينيين بالثقافة والعلم المتنوع، واليوم تحتضن المكتبة على رفوفها أكثر من 25 ألف كتاب يزيد عمر بعضها على ال600 عام وأكثر من مليوني وثيقة منها وثائق مصورة لجامعة بيرزيت وغيرها.

مدير المكتبة الحالي هو ضرار طوقان الذي يرى أن القراءة هي كمن يشاهد الأشياء بعينيه حاضراً، ومنها سينشأ الجيل الذي سيكون قادراً على نقل وحمل أمانة وطنه والأمة.

ويتحدث طوقان عن أن أعداد الروّاد تزداد يوماً بعد آخر حيث بلغ عدد الزوار منذ بداية العام الحالي ما يقارب 60 ألف زائر، وهو رقم كبير نسبياً للمكتبة التي عانت كما غيرها سابقاً من قلة الرواد، يوضح لنا: "سابقاً عانينا من قلة زوارنا الأمر الذي أعزوه إلى الثورة التكنولوجية التي أدت إلى انشغال الناس بها عن القراءة، أما اليوم فالأعداد تتزايد باستمرار وذلك لأن الأهالي بدأوا يدركون أهمية الكتب ويدفعون أبناءهم للمجيء إلى المكتبة كيلا يبقوا حبيسين مع أجهزتهم، اليوم نجد أن عائلات كاملة أي الأم وأولادها يأتون ويقرأون مع بعضهم ويتناقشون".

ويضيف: "صحيح أن القراءة الإلكترونية اليوم شائعة لكن برأيي لا شيء يغني عن الكتاب الورقي، فالدراسات أثبتت أن القراءة التقليدية ترسخ المعلومة أكثر من القراءة الإلكترونية، وكذلك فإن الكثير من الكتب غير معروفة المصادر ولا المحتوى، وقد تكون تعرضت للتحريف أو فيها معلومات كاذبة وخاطئة، وهو ما نتلافاه نحن في مكتبتنا، فكثيراً ما نتراجع عن قبول بعض الكتب التي نجد أنها قد تسبب مشكلات ثقافية أو اجتماعية".

لكن هل الزيادة هي المعيار؟ ماذا لو كانت زيادة ولكن في قراءة ما لا يسمن ولا يغني من جوع؟ يجيب السيد طوقان قائلاً: "لا نختلف على أن الإقبال الأكبر بين الطلاب هو على الروايات والقصص، لكن ما شهدناه هو أن الوضع العام ينعكس بشكل كبير على المواضيع التي يختارها الرواد، فحينما اندلعت أحداث الأقصى الأخيرة شهدنا إقبالاً كثيفاً على الكتب التي تتحدث عن القدس ومعلومات عن الصراع والتاريخ".

اليوم تسعى المكتبة إلى توسيع نشاطاتها التي تزيد من إقبال الناس على القراءة، من خلال الاجتماعات والدورات التي تعقد من حين لآخر، مثل دورة لتعليم الخط وكذلك للكتابة الإبداعية في صفوف طلبة المدارس، هذا فضلاً عن المبادرات الفردية للمعلمين والمعلمات الذين يختارون المكتبة ليجتمعوا مع طلابهم وطالباتهم.

وعلى الرغم من أن المكتبة لا تملك الآن خطة آنية للتحويل إلى المكتبة الرقمية لكنهم يسعون إلى ذلك، هذا إلى جانب العمل على تفعيل صفحة المكتبة على مواقع التواصل الاجتماعي وإتاحة الفرصة لإمكانية البحث عن الكتب في موقع المكتبة بدلاً من الحضور إليها وهو ما يوفر الوقت والجهد.

 

 اعداد ومونتاج: بيان مروان عليان 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017