الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"دقائق مقدسيّة" .. برنامج صوتي لنشر وجع ومعاناة الفلسطينيين
تاريخ النشر: الأحد 20/08/2017 17:08
"دقائق مقدسيّة" .. برنامج صوتي لنشر وجع ومعاناة الفلسطينيين
"دقائق مقدسيّة" .. برنامج صوتي لنشر وجع ومعاناة الفلسطينيين

القدس المحتلة
أفكارٌ شبابية تنبعُ بين الحين والآخر، من هُنا وهُناك، من أجل قضية القدس والمسجد الأقصى، لكن بات هؤلاء الشبّان يُفكّرون في الجديد الذي يسعى إلى زيادة الوعي لدى الشعب الفلسطيني بكل ما حولهم من معاناة وقيود وحواجز، تنغّص عليهم حياتهم الحاضرة والقادمة لا يعتمد فقط على الجانب المعلوماتيّ الذي أصبح اليوم بين أيدي الجميع.

فها هو إبراهيم غول (21 عاماً) من مدينة طولكرم، وهذه شروق أبو عصب (22 عاماً) من القدس، شابان التقيا في إحدى النشاطات الجامعية، لتجمعهما القدس وحبّها الذي يكبر في روحيْهما، ما يزيد التعلّق بها لتحريرها، لكن تحريرها يعني أن نقف مكتوفي الأيدي وننظر إلى ما حولنا من أحداث أمنية وسياسية، أم أن كل واحد منا يستطيع فعل شيء حتى الوصول لهذا التحرير وزوال الاحتلال؟

تلك الأسئلة التي طرحها إبراهيم، وقال إن المعرفة بمعالم القدس واجبة علينا، لكن هناك أمور عديدة لا يعرفها أبناء الشعب الواحد عن بعضهم، أو أن لديهم معتقدات خاطئة عنهم، فلماذا لا نُحاول أن نُثير تلك القضايا، ونبيّن ما لا يعرفه ابن الضفة الغربية عن ابن القدس والعكس صحيح.

البرنامج الصوتي "دقائق مقدسية" (برنامج دقائقُه معدودة على موقع SOUNDCLOUD) ما زال في بداية حلقاته الأولى، وهو عبارة عن قصص قصيرة حصلت مع كاتبها، من واقع حياته الشخصية، تقدّمها شروق أو إبراهيم، كما يُلقى على عاتق الأخير مونتاج الصوت.

يقول إبراهيم لـ"قدس برس": "عامٌ مضى ونحن نسعى للوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم، لكن وقفت في طريقنا عقبات عديدة، لم نستطع تجاوزها، لكن بفضل الله اليوم، تم نشر الحلقة السادسة من البرنامج، رغم إمكانياتنا المحدودة".

ويُضيف أنه فكّر وشروق في البداية بطرح برنامج تعريفي حول المسجد الأقصى ومعالمه ومرافقه، لكنه وجد أن الأمر بات مستهلكاً، وهناك من هو أقدر على فعل ذلك، ليفكّرا عقبها بطرح القصص الاجتماعية الوجدانية التي تلمس الإنسان فتأجّج فيه عاطفته تجاه القضية الفلسطينية.

في إحدى الحلقات التي تم نشرها، تحدّثت خلالها شروق حول خطأ يتناقله أبناء الضفة الغربية عن المقدسيين، وهي أنهم "يقبضون الأرنونا".

والأرنونا عبارة عن ضريبة تُدفع للاحتلال مقابل تلقّي الخدمات من بلدية الاحتلال، إلّا أن المقدسيين لا يتلقّون الخدمات الكاملة كما يتم التعامل مع اليهود في القدس المحتلة، ويعتقد بعض الفلسطينيين أن المقدسيين يحصلون على أموال من الاحتلال وهذا هو الخطأ.

ومن خلال هذه الحلقة، تُحاول شروق أن توضّح أيضاً أن المقدسي لا يحمل جنسية كباقي الشعوب، فهو يحمل الهوية الإسرائيلية (مُجبراً عليها كونه تحت احتلال)، وجواز سفر أردني لا فلسطيني، وابن الداخل مجبر أيضاً على حمل الجنسية الإسرائيلية، وفي النهاية تطرح شروق فكرة بيع هويّتها بعد أن أوضحت كل المعاناة التي يعيشها المقدسي.

تقول شروق: "عشت هذه الواقعة في الجامعة، وحقّاً أنا من عرضت هويتي للبيع بعد أن سمعت العديد من الطلاب يتحدّثون عن الهوية والأرنونا وكأننا المستفيدون منها، ولا يعرفون أننا نُعاني ونعيش في فقر مدقع، وليس كما يرون من الخارج".

وتضيف: "صحيح أننا نستطيع التنقّل ما بين القدس والضفة الغربية والداخل المحتل، لكن بعد ماذا؟ بعد سلسلة من التضييقات والتفتيشات المستفزّة عبر الحواجز الإسرائيلية سواء المقامة بشكل دائم أو الطيارة أي بشكل مؤقت".

وتوضّح شروق أن الغاية والهدف الأساس من البرنامج هو زيادة نسبة الوعي لدى أبناء شعبنا سواء بالمقدسي، أو بالفلسطيني من سكان الضفة الغربية الذي يُمنع من الدخول نهائياً للمدينة للصلاة أو العلاج أو الزيارة بسبب "المنع الأمني" مثلاً، كما أن القصص التي ستُعرض في الحلقات القادمة سنتحدث فيها عن عمليات الهدم واعتقال الأطفال وقضايا أخرى.

واجه إبراهيم وشروق صعوبة كبيرة في المكان الذي سيتم من خلاله تسجيل الصوت، وهناك من رفض التعاطي معهم من أجل ما سيتم طرحه كون القدس والأقصى من القضايا الحساسة- بحسب ما قالوا- لكن بالإرادة والعزيمة استطاعا أن يتفقا مع أحد الاستديوهات المحلية لتسجيل القصص، والحصول عليها كما هي، وعلى إبراهيم أن يقوم بمهمة المونتاج.

ورغم أن إبراهيم يدرس التمريض لكنه عمِل على نفسه وتعلّم مبادئ وأساسيّات المونتاج الصوتي للوصول إلى مبتغاه، وكذلك شروق فقد درست هندسة اتصالات لكن لديها ميولاً أدبية، استطاعت من خلاها كتابة القصص بلغة جيدة جداً، مكوّنان بذلك ثنائياً يسعى إلى إزالة الحواجز الفكرية التي كرّسها الاحتلال فيما بيننا.

يطمح هذان الشابان بتبنّي إحدى الإذاعات لهذا البرنامج البسيط، كي يصل هدفهما لأكبر شريحة في المجتمع، كما أنهما يسعيان إلى وضع تلك القصص في كتيّب مصوّر ويتم نشره في فلسطين والدول العربية، إلا أن هذا الأمر يحتاج دعماً ماديّاً من قبل الجهات المختصّة. 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017