الرئيسية / الأخبار / فلسطين
بدو فلسطين.. لاجئون رحّل يواجهون التوسع الاستيطاني
تاريخ النشر: السبت 02/09/2017 07:11
بدو فلسطين.. لاجئون رحّل يواجهون التوسع الاستيطاني
بدو فلسطين.. لاجئون رحّل يواجهون التوسع الاستيطاني

رام الله- عربي21-

ينتشر البدو في جميع أرجاء الضفة الغربية، ويتوزعون على ثلاث قبائل رئيسة هي: الكعابنة والجهالين والرشايدة، وتعود أصول الغالبية العظمى منهم إلى صحراء النقب، حيث هُجروا أثناء النكبة وما تلتها، وهذا ما جعل قرابة 70 في المئة من البدو القاطنين في وسط الضفة لاجئين؛ وفق دراسة للباحث أحمد حنيطي.

منهم نحو 2300 بدوي يعيشون على التلال الشرقية المطلة على القدس، يسكنون في 20 تجمعا، أكثر من ثلثيْهم من الأطفال، ويعيش البدو في ظروف مأساوية، فقدوا خلالها القدرة على الوصول إلى المراعي بسبب توسيع المستوطنات، وغالبية مساكنهم مهددة بالهدم، ولا تصل لهذه التجمعات الكهرباء، في حين لا تصل المياه سوى إلى نصفها تقريبا؛ وعلاوة على ذلك، تخطط إسرائيل إلى تهجيرهم وترحيلهم من أراضيهم، بحسب إحصائية لمركز أبحاث الأراضي.

واعتبر مدير مركز الحوراني للدراسات سليمان الوعري، أن البدو هم "عنوان للصمود والتحدي الفلسطيني والتمسك بالأرض لأبعد الحدود"، وأضاف أن "البدو الموجودين حاليا في الضفة الغربية هم من بدو النقب الذين هجروا عام 1948 وهم اليوم يواجهون محاولة تهجير كاملة، لكنهم يتحدون الاحتلال ويتمسكون بشدة لمنع هجرة ونكسة جديدة."

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن التجمعات البدوية في الضفة الغربية تتركز شرق القدس، وفي يطا، والأغوار الشمالية، والأغوار الوسطى، ويعيشون أوضاعا إنسانية صعبة جدا داخل مساكن مصنوعة من الصفيح، كما أن معظمهم يعيشون بالكهوف، في مناطق تفتقد لأبسط مكونات الحياة الأساسية.

 

مرجعا السبب إلى الاحتلال الذي يمنعهم من الخدمات والمساعدات، ويمارس سياسة التمييز العنصري ضدهم في محاولة لترحيلهم من خلال مصادرة الأراضي التي يعيشون عليها.

علما أن التجمعات البدوية تقع في مناطق المصنفة (ج)، وهي مناطق تقع تحت السيطرة العسكرية والإدارية للاحتلال، وتشكل أكثر من 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية.

ويؤكد الوعري، أن البدو يلعبون دورا هاما جدا في منع التوسع الاستيطاني، مثل المشروع الاستيطان (E1)، - وهو اختصار لكلمة "إيست" باللغة الإنجليزية، والتي تعني "شرق"، وهي المنطقة التي قررت الحكومة الإسرائيلية بناء المستوطنات في الضفة الغربية فيها، وتبلغ مساحتها نحو 12 كيلومترا مربعا، وعند اكتمالها سوف ترتبط بضواحي القدس، وفصل شمال الضفة عن جنوبها-.

"البدو يحمون الأرض، ويحافظون عليها من خلال بقائهم وصمودهم، هم يقفون أمام التوسع الاستيطاني، لذلك يعمل الاحتلال على ترحيلهم"، قال الوعري.

لذلك يمارس جيش الاحتلال ومستوطنوه سلسلة اعتداءات على البدو بهدف الضغط عليهم وتهجيرهم من المنطقة، وتشمل هذه الاعتداءات كما أوضح الوعري، هدم مساكن و(بركسات) وخيام المواطنين، ومصادرة وتدمير خطوط المياه، ومصادرة الآليات الزراعية والجرارات ووسائل النقل، ومنع حفر الآبار الارتوازية، وهدم آبار المياه القائمة، ومنع العمل في البنية التحتية.

يذكر أنه منذ بداية العام، هدم الاحتلال 43 مسكنا للبدو و86 منشأة. وأصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية الاثنين الماضي إخطارات بهدم ست منشآت سكنية فلسطينية في تجمع "جبل البابا" البدوي (شرقي القدس) ضمن مشروع "E1".

يرفضون ترك أراضيهم

ويصف المتحدث باسم مضارب البدو في منطقة الخان الأحمر بضواحي القدس، عيد خميس جهالين، طبيعية الحياة بالصعبة، موضحا في حديثه لـ"عربي21"، أن تجمعهم وتجمعات بدوية أخرى قريبة، أسست منذ عام 1953، انطلاقا من كون عادات البدو قائمة على الحل والترحال، وعلى أساس وجود الكلأ والماء، فاختاروا هذه المنطقة المسماة بخان الأحمر، ليقيموا عليها بعد أن هجروا من أرضهم.

وقال جهالين، إنهم يتعرضون لاعتداءات ومضايقات عديدة يشنها الاحتلال عليهم، بسببها قلت الثروة الحيوانية، وتسويق منتجاتهم، وارتفعت نسبة البطالة حيث تصل النسبة إلى 70 في المئة، كما عمد الاحتلال إلى إطلاق طائرة بلا طيار حاملة للكاميرات.

رغم ذلك أكد جهالين تمسكهم بالأرض، "رغم كل الإجراءات والمضايقات والأضرار الاجتماعية المترتبة على مخططات الاحتلال والممارسات التي سبقتها، سنظل في أرضنا".

تهجير قصري

بدوره اعتبر مدير مركز أبحاث الأراضي، محمود الصيفي، أن "البدو يساعدون بشكل كبير جدا في المحافظة على الأراضي من خلال تواجدهم فيها".

وقال الصيفي لـ"عربي21"، إن إسرائيل تحاصر تجمعات البدو، وتعمل على تهجيرهم، ولا تسمح لهم بالحصول على أدنى الخدمات، للسيطرة على أراضيهم.

وأضاف: "البدو يساهمون بشكل أساسي في تثبيت الأراضي رغم الانتهاكات التي يتعرضون إليها من قبل الاحتلال (...) البدو يزرعون مساحات واسعة من الأراضي من األ توفير الأعلاف والمراعي".

ودعا الصيفي المؤسسات الحقوقية لتساهم في إسناد البدو. مؤكدا أن هناك تزايدا كبيرا في عدد التجمعات البدوية التي يتم هدمها من قبل الاحتلال مقارنة بالعام الماضي.

وكان مركز بديل المختص بشؤون اللاجئين، ذكر في تقرير قدمه إلى لجنة التحقيق الدولية المشكلة بموجب القرار الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حول جريمة تهجير الفلسطينيين، أن البدو يتعرضون لتهجير قسري، في مخالفة للمعاهدات الدولية وحقوق الإنسان.
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017