الرئيسية / مقالات
صمنا صمنا وأفرطنا على حكم ذاتي
تاريخ النشر: الأحد 10/09/2017 06:35
صمنا صمنا وأفرطنا على حكم ذاتي
صمنا صمنا وأفرطنا على حكم ذاتي

د. خالد معالي
هكذا إذن النتيجة النهائية لأكثر من 23 عاما من التفاوض، ومن مسيرة فاوض ثم فاوض؛ والحياة مفاوضات كما قال كبير المفاوضين الفلسطينيين في كتابه؛ حيث ستطرح أمريكا على السلطة الفلسطينية حكم ذاتي؛ لا أكثر ولا أقل.
حكم ذاتي كان قد طرحه قادة الاحتلال عند احتلالهم للضفة الغربية عام 67؛ بأنهم سيعطون الفلسطينيين لاحقا حكما ذاتيا؛ وليسمونه ما شاءوا؛ دولة مملكة إمبراطورية، فلهم ذلك؛ ولكنه حكما ذاتيا فقط.
المصادر المطلعة في واشنطن قالت لصحيفة "القدس" إنّ الولايات المتحدة الأميركية تعد "ورقة خارطة طريق"، ستطرحها على الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي" قريبًا، تتضمن الأفكار والمقترحات الأميركية بشأن عملية التسوية؛ وكأن 23 عاما من الوعود الأمريكية لم تعد كافية لجولة جديدة من التخدير والضحك على الذقون.
المصادر قالت أن المقترحات تشكل "خلاصة" الجولات التي قام بها مستشاري الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" "جاريد كوشنر" و"جيسون غرينبلات"، وحصيلة المحادثات التي أجرياها مع الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي" والأطراف العربية في أغسطس الماضي؛ وكان وعود حكام الإدارات الأمريكية السابقة باقامة دولة فلسطينية؛ تبخرت، وكلام الليل يمحوه النهار.


ماذا تبقى من حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة؛ فإدارة "ترمب "تتجه نحو تبني وجهة نظر رئيس وزراء الاحتلال " بنيامين نتنياهو"، ومواقفه بالكامل، وهو ما يتضح من الأفكار والمقترحات التي تتضمنها الورقة، حيث أن "أقصى" ما تقترحه الولايات المتحدة على الجانب الفلسطيني في المرحلة الحالية، هو "حكم ذاتي كامل، وليس حلّ الدولتين".
حكم ذاتي لأكثر من 12 مليون فلسطيني، هو ما يمثلهم في الداخل والشتات، في غزة والضفة والقدس وال 48، بينما دولة معترف بها دوليا على الأرض الفلسطينية، هي دولة الكيان الاحتلالي؛ بقوة السلاح، في منطق وقلب للحقائق والسنن الكونية.
إذن نتيجة مفاوضات طويلة وشاقة مع الاحتلال؛ حكم ذاتي مصغر، وحتى انه لا حرمة للحكم الذاتي؛ فغدا ستبقى تقتحم قوات الاحتلال مناطق "ا" التي هي من المفترض محرمة عليهم باتفاق"اوسلو"، ولكن لا حياة لمن تنادي؛ فمنطق القوة فوق كل شيء في هذه المرحلة العفنة من التاريخ الصعب للعرب والمسلمين والفلسطينيين.
لو كانت الإدارة الأمريكية جادة في أن تنصر الحق وان تنصف الشعب الفلسطيني؛ لأجبرت "نتنياهو" على الانسحاب من الضفة وإعطاء دولة فلسطينييه للشعب الفلسطيني أسوة بكل شعوب الأرض قاطبة.
الإدارة الأمريكية بموقفها هذا؛ تتحيز بشكل أعمى وبالكامل لدولة الاحتلال على حساب الحق الفلسطيني الذي لا يختلف اثنان عليه؛ ومن هنا ليس من حق أمريكيا بعد الآن أن تسأل لماذا يكرهوننا؛ فمن يقف مع الباطل يلعنه التاريخ ويلعنه اللاعنون.
الموقف الأمريكي الجديد؛ يستدعي على جميع القوى الفلسطينية؛ أن تعيد تقييم ما جرى؛ بروح النقد الايجابي البناء؛ بعيدا عن التعصب والتحيز، فمصلحة الشعب الفلسطيني؛ تبقى فوق المصالح الحزبية الضيقة مهما عظمت وكبرت.


 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017