نابلس:كتبت سجى حفناوي
كثيرا ما نسمع عن مغارة بيت سوريك او مغارة جعيتا او حتى مغارة الشموع بالقدس ،التي جعلت منها جمالية الصواعد والنوازل وجمالية الطبيعة وجو المكان علما سياحيا فلسطيني .
لكن ماذا عن مغارة بيت فوريك الواقعة على اراضي خربة خماش في قرية بيت فوريك قضاء نابلس .
قد تستغرب للوهلة الاولى عند سماعك باسم هذه المغارة ،وقد تتسائل من اين ظهرت هذه المغارة ،لكن ماذا لو علمت انها كانت حضنا ضم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات(ابو عمار) خلال فترة انطلاقة الثورة الفلسطينية عام ١٩٦٦ ،حتى اضحت تسمى "مغارة ابو عمار" .

عند رؤيتك لها ستراها عادية ،بل هي اقل من عادية ،فهي عبارة عن تجويف صخري صغير لا تستطيع الوقف داخلها وانت منتصب بالكامل ؛لكن يكفيها فخرا ان رمزا من رموز الثورة الفلسطبنية احتمى بها واتخذها نقطة لمراقبة تحركات الاحتلال في مدينة نابلس ؛كونها تقع على قمة جبل مرتفع ،على اراضي خربة آل خماش نسبة لعائلة خماش التي يملكونها .
جدرانها كانت استراحة لمحارب قضى حياته في سبيل تخليص البلاد من ايدي المغتصب، ونقطة لانطلاقة الثورة الفلسطينية في ٦٥ ،وبداخلها كانت تعقد اجتماعات الثورة ؛فمنها كانت ترسم مخطاطته لتحجيم قورة الجيش الذي لا يقهر كما يدعون .
كان يمكث فيها اسبوعا او اسبوعين خلال تنقله من مدينة نابلس الى جنين وقباطية ،بعد انطلاقة الثورة وبقيت هذه المغارة محطته للاولى منذ عام ١٩٦٦ وحتى عام ١٩٦٧ .
كان ابو مصطفى حنني احد سكان القرية يعرف مكانه وهو من كان يمده بقوته اليومي من الطعام وهو من كان يزوده بالاسلحة التي يحتاجها .
فأضحت هذه المغارة الشهادة الحية على نضاله وشجاعته ،الى ان استطاع جهاز المخابرات الاسرائيلي التوصل لمكانه قبل هروبه الى مدينة نابلس .
في١١ من شهر نوفمبر / تشرين الثاني من كل عام تتحول المغارة الى مزار يؤمه الناس لاحياء ذكراه وبطولاته .