الرئيسية / الأخبار / فلسطين
بلدة بيت فوريك تاريخ نضالي وحضارة عريقة
تاريخ النشر: الأثنين 16/10/2017 14:47
بلدة بيت فوريك تاريخ نضالي وحضارة عريقة
بلدة بيت فوريك تاريخ نضالي وحضارة عريقة

نابلس: من تسنيم ياسين/اصداء
ما أن يبدأ موسم قطف الزيتون حتى تتجدد معاناة أهالي بيت فوريك من أصحاب الأراضي المتاخمة لمستوطنة إيتمار، فيترقبون الأيام الثلاثة التي يمن عليهم الاحتلال فيها بمنع المستوطنين من الاعتداء على الأهالي والأرض، ليسارعوا إلى هناك بمساعدة عدد من المؤسسات الوطنية كالإغاثة الزراعية ومتطوعين بمساهمات فردية من أجل إتمام القطف سريعاً، يقول ثائر حنني منسق القوى الوطنية في البلدة: "في كل عام ننسق لأيام القطف مع الاحتلال لحماية الناس من المستوطنين الذين لا يدخرون جهداً لمنع المواطنين من الاستفادة من أراضيهم، فيهاجمون الأشجار والمزارعين ويطردونهم، حتى في أيام التنسيق لا يمكن أخذ الأمان من الجنود والاطمئنان لهم وتشكل هذه الأراضي السلة الغذائية للبلدة".
ولا تقتصر المعاناة على أصحاب الأراضي، فخربة طانا الواقعة إلى الشرق من البلدة شاهد آخر على الاعتداءات، حيث يهدم الاحتلال بركسات المواطنين ويمنعهم من رعي مواشيهم، وهو ما يشكل دافعاً لبلدية بيت فوريك لتتدخل وتعزز ثبات المواطنين، يقول رئيس البلدية عوض حنني: "يحاول الاحتلال السيطرة على الخربة بسبب وجود نبعي ماء يغذيان البلدة، وبالتالي نحن أقمنا قبل سنة 4 محميات طبيعية مزروع فيها الآن أكثر من 7500 شجرة".
بلدة بيت فوريك هي من أكبر بلدات نابلس مساحة وسكاناً، حيث تبلغ مساحة القرية 36 ألف دونم، وتقع إلى الشرق من مدينة نابلس حوالي 7 كم، على مشارف السفوح الغربية لجبال شفا الغور متوسطة المسافة ما بين مدينة نابلس والأغوار، وترتفع حوالي 570 م عن سطح البحر. وتمتاز بطبيعة جبلية وعرة تتخللها بعض السهول والوديان العميقة، ويقع جزء من أراضيها على مشارف الغور.
كما أن امتداد أراضي بيت فوريك هو شرقاً حيث تضيق في الغرب في حين تتسع كلما اتجهنا شرقاً، ويحدها من الغرب مدينة نابلس وقرية روجيب، ومن الشمال يحدها الجبل الكبير وما عليه من قرى سالم ودير الحطب وعزموط، ومن الجنوب سلسلة تبدأ غربا من جبل الشراربة وجبل الشيخ محمد وجبل الجدوع، وتنتهي شرقا بجبل الطرانيق وخربة يانون وطانا.


شهد التعليم في البلدة تطوراً لافتاً ففيها 9 مدارس لجميع المراحل الدراسية، ومن بين سكانها البلغ عددهم أكثر من 15 ألف نسمة يبلغ عدد الطلاب الذين يدرسون في جامعة النجاح وحدها أكثر من 4000 طالب بعد أن كانوا في ثمانينيات القرن الماضي لا يتجاوز عددهم الـ300 طالب، هذا بالإضافة إلى باقي الطلاب الذين يتوزعون في جامعات الضفة.
وعلى مر التاريخ الفلسطيني لم تغب بيت فوريك عن الساحة كما مختلف القرى الفلسطينية، فتصدر الحزب الشبوعي العمليت القتالية قبل حرب الـ67، وما تلا ذلك من معارك خاضها مقاومون على أراضي البلدة، كمعركة الصوان ومعركة وادي الضباع عام 1968 التي استمرت لأكثر من 4 ساعات قتل على إثرها عدد من جنود الاختلال وأسفرت عن استشهاد عدد من أعضاء الخلية وسجن البقية الذين خرجوا في صفقة عام 1985 كما يقول سامي الزلموط من قيادات العمل الوطني في البلدة.
ومعركة الدريجات الكبرى التي خاضها 13 مقاوماً اشتبكوا مع الاحتلال واستشهد خلالها 3 من البلدة علقهم الجنود بطائرة هيلوكبتر وطافوا بها أرجاء بيت فوريك ليجعلوهم عبرة للناس.
وتعرضت البلدة لإجراءات تشديد وإغلاق مع اندلاع كل انتفاضة فلسطينية كونها كانت مركزاً لانطلاق عدد من المقاومين الفلسطينيين من مختلف الفصائل، وخصوصاً بعد عملية إيتمار عام 2015 وكانت شعلة لما عرف بهبة السكاكين.
وفي خربة الخماش مغارة أقام فيها الشهيد أبو عمار عام 1968 كان يخرج منها متخفياً ليراقب حركة المقاتلين، ويستطيع الزائر إليها ملاحظة الموقع الاستراتيجي للمغارة التي تطل على معظم أراضي البلدة، وحين اكتشفها الاحتلال اقتحموها ولكن أبا عمار كان قد غادرها إلى نابلس، واليوم تشهد المغارة فعاليات واجتماعات بعد أن تم ترميمها وتنظيفها.
وتعتمد البلدة على الشركة القطرية للحصول على الكهرباء، وكما غيرها من باقي أنحاء فلسطين تعاني من شح المياه، فالبئر الارتوازي الذي كان يكفي البلدة بـ60 كوباً في الساعة، لم يعد اليوم يكفي لإنتاج 27 كوباً في الساعة نتيجة للارتفاع الكبير في عدد السكان والمصانع والمنشآت، وتسعى البلدية لبدء عدد من المشاريع التي يمكن أن تكفي البلدة وتسد حاجة الناس المتزايدة مثل مد خط مشترك من قرية روجيب بتمويل ألماني، وخط بالتعاون مع سلطة المياه، وكشف رئيس البلدية عوض حنني أن البلدية تعمل كذلك لإقامة مجمع تجاري للبلدة يخدم السكان ويحقق الاكتفاء لهم.


 

 

المزيد من الصور
بلدة بيت فوريك تاريخ نضالي وحضارة عريقة
بلدة بيت فوريك تاريخ نضالي وحضارة عريقة
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017