الرئيسية / الأخبار / فلسطين
شجرة الزيتون ... قصة كفاح تفوح في جبال بلدة بيت فوريك
تاريخ النشر: الثلاثاء 17/10/2017 11:33
شجرة الزيتون ... قصة كفاح تفوح في جبال  بلدة بيت فوريك
شجرة الزيتون ... قصة كفاح تفوح في جبال بلدة بيت فوريك

نابلس: من هدى مباركة
ما بزوغ الشمس الاولى تنطلق المواطنة ام نزيه حنني من بيتها الكائن وسط بلدة بيت فوريك صوب قطعة اراض تعود للعائلة تقع على بعد امتار قليلة من مستوطنة ايتمار لقطف ثمار الزيتون قبل تعرضه للسرقة من قبل المستوطنين.
وقبيل ساعات من الانطلاق تكون ام نزيه حنني قد اعدت عدتها وهي اغراض وأدوات تستخدم في عملية القطف لا بد من تواجدها لدى جميع المزارعين الفلاحي، ولا غنى عنها و نها السلالم لقطف حبات الزيتون من أعلى الشجرة و لمفارش التي يتم تساقط الحبات عليها والعصاة التي تساعدهم في هزَ الاغصان لتقع الحبات و البعض يستخدم الأمشاط لسحب الثمار عن الغصون، و يطلق عليها اسم "جراده" بعد نشرها بالمناشير.
يتم جمع حبات الزيتون في اواني مختلفة الأحجام تقول ام نزيه ووضعها في أكياس كبيرة الحجم و نقلها من مكان القطف على الدواب ، الى منازل البلدة، و من ثم الى المعصرة أو ما يسمى لديهم "بالبابور" .


و أضافت بان عملية قطف الزيتون لم تختلف بطريقتها وادواتها منذ القدم الى اليوم حيث ان عملية القطف تعتمد بالأغلب على العمل اليدوي , بخلاف عملية الحصاد مثلا التي تطورت طرقها باستخدام الآت حديثة اليوم . و ذكرت ان نزيه أيضا انه خلال موسم القطف جميع أفراد العائلة يشاركون بعملية القطف , و كون عائلات الفلاحين كبيرة فان اغلب ما يتم جمعه يستخدم لمونة العام من خلال توزيعه على أفراد العائلة كلا حسب حاجته , بالنسبة للعائلات التي لا تملك مالا مقابل عملية العصر فان بعض المعاصر تتقاضى زيتا بدلا من المال و يحسب ذلك من خلال الحسبة التالية كل احدى عشرة كيلو من الزيت يقابلها كيلو واحد , حيث ان كل أربعة كيلو زيتون تساوي كيلو زيت واحد في الاغلب الا أن ذلك يختلف حسب حجم الثمرة .
وتعتبر شجرة الزيتون شجرة مباركة ذكرت بايات عطرة من القران الكريم في أكثر من موضع , و تعد شجرة الزيتون من الشجار المعمرة التي تعيش الاف السنين و يستفاد منها كونها ينتج منها الزيت الصافي و كما يتناول ثمارها بعد اعداده بطريقة خاصة , و يعتبر الزيت و الزيتون عماد كل بيت فلسطيني و لذلك يحظى موسم قطف الزيتون بأجواء خاصة لدى عائلات الفلاحين الفلسطينيين .


تختلف المدة الزمنية لقطف الزيتون من عائلة الى أخرى و من موسم الى اخر كما تروي حنني و يعتمد ذلك على عدد أشجار الزيتون التي يتم جني ثمارها و مساحة الأراضي و الى كمية حمل المحصول للثمار , قد يستمر موسم الزيتون من أيام معدودة الى مدة شهر , و تفضل بعض عائلات الفلاحين انتظار سقوط أول زخات المطر على الزيتون لغسله ثم الذهاب الى قطفه و هذا يتزامن مع بداية شهر اوكتوبر .
و يبقى الفلاح الفلسطيني شوكة بحلق الاحتلال الذي يطارده في كل مكان , بينما يواجه مزارعي زيتون قرية بيت فوريك الخطر من قبل المستوطنات المحيطة بهم و التي من أقربها عليهم مستوطنة " ايتمار" , الا أنهم متشبثين بأراضيهم رغم معاناة الظروف و تعدي المستوطنين عليهم و اطلاق النار صوبهم و سرقة ما تم جمعه و قطفه من حبات الزيتون او القائه على الأرض أو منعهم من القطف و مداهمت أراضيهم و اعطائهم مدة محددة للقطف و حراثة الأرض لا تتجاوز اليومين من خلال التنسيق الأمني مع مركز بلدية البلد .
 

 

المزيد من الصور
شجرة الزيتون ... قصة كفاح تفوح في جبال  بلدة بيت فوريك
شجرة الزيتون ... قصة كفاح تفوح في جبال  بلدة بيت فوريك
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017