الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مستوطنون يسرقون محاصيل الزيتون للمزارعين الفلسطينيين
تاريخ النشر: الثلاثاء 17/10/2017 21:54
مستوطنون يسرقون محاصيل الزيتون للمزارعين الفلسطينيين
مستوطنون يسرقون محاصيل الزيتون للمزارعين الفلسطينيين

شجرة الزيتون ارتبطت بالفلسطينيين وتاريخهم على مر العصور، حتى أنهم توارثوا الأمثال التي تمجد هذه الشجرة ومما قالوا فيها "الزيت عمود البيت"، ومحمود درويش نظم فيها قصائده، فكانت الجدة ورمز الأرض، وفي هذه الأيام يحل موسم جني ثمار هذه الشجرة، والتي يعاني خلاله الفلسطينيون وفق شهادات مزارعين وجهات حقوقية، من سرقة المستوطنين لثمار "ذهبهم السائل".

فوفق شهادة الباحث زكريا السدة مسؤول العمليات الميدانية في منظمة "حاخامين لحقوق الإنسان"، يشهد العام الحالي "تزايدا في عمليات سرقة المستوطنين لمحصول الزيتون من أراضي الفلسطينيين لدفع المزارع إلى عدم العودة إلى الأرض للسيطرة على أكبر مساحة من أراضي المزارعين المحاذية للمستوطنات والبؤر الاستيطانية".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن البلدات الفلسطينية التي شهدت عمليات سرقة هي قريوت وعورتا في محافظة نابلس والجانه في محافظة رام الله، إضافة إلى مناطق لم يدخلها بعض المزارعين ليعرفوا ماذا جرى لمحصولهم".

وأشار إلى أن "السرقة تأثر على الدخل السنوي للمزارع القروي كونه يعتمد على محصول الزيتون كثيرا".

وهذا ما أكده المزارع عايد مظلوم من قرية الجانيه الذي قال لـ"عربي21": "السرقة تمارس بحق محصوله من الزيتون منذ 15 عاما بعدما تم وضع بؤرة استيطانية قرب أرضهم والتي تسمى (زيت رعنان)، ويسرق منها سنويا ثلثي المحصول".

وأوضح أن أرضه "كانت تنتج سنويا 100 تنكة زيت (نحو 18 كغم)، وحاليا تكاد لا تصل الكمية 10 تنكات، بسبب السرقة والتخريب من قبل المستوطنين (...) سياسة السرقة توصية من جيش الاحتلال ومبرمجة مع أمن المستوطنات حتى يبتعد المزارع عن أرضه".

وأضاف "المستوطنين يشعرون الجميع أنهم أصحاب الأرض في ظل صمت جيش الاحتلال الذي يحميهم، فكلهم شركاء بالجريمة، والمنطقة المستهدفة من أفضل أراضي البلدة ولا تتأثر بقلة المطر".

وأوضح مظلوم، أن جيش الاحتلال حدد لهم أياما قليلة للدخول إلى أراضيهم المتاخمة للمستوطنة، وأحيانا يسمح لهم بأربعة أيام فقط بالرغم أن جني الثمار يحتاج 20 أو 30 يوما.

وشهدت بلدة قريوت جنوب نابلس عمليات سرقة في وضح النهار، وفق شهادة منسق اللجنة الوطنية لمواجهة الاستيطان في قرى جنوب نابلس بشار القريوتي.

وقال في حديثه لـ"عربي21"، إنه "تم رصد عمليات سرقة لمحصول الزيتون بالقرب من بؤرة عاد عاد وكيدا، في منطقة تسمى البيت الأحمر من الجنوب الشرقي من البلدة قريوت وتقع هذه الأراضي خلف مستوطنة شفوت راحيل".

وأضاف "تم سرقة محصول الزيتون يومي الجمعة والسبت الماضيين أيضا من نفس الموقع، وتعتبر هذه الأراضي منطقة عراك منذ سنوات، وتم استرجاعها بعد متابعات استمرت 15 عام من قبل مزارعي آل جوهر المالكين لتلك المنطقة، وتم استرجاع نحو 100 دونم زراعي بين بؤرة عاد عاد وكيدا وشفوت راحي".

بدوره قال خالد منصور منسق حملة "احنا معكم" لمساعدة المزارعين في قطف الزيتون والتابعة للجان الإغاثة الزراعية الفلسطينية، أن "الأيام العشرة الأخيرة شهدت هجوما غير مسبوق من المستوطنين لسرقة محاصيل المزارعين في أكثر من منطقة فلسطينية، مما يبرهن على وجود مخطط معمم للقيام بذلك لتحقيق هدف إجبار الفلاح الفلسطيني على هجران أرضه وعدم العناية بها".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، "يجب عدم السكوت وترك المزارع وحيدا، بل يجب نصرته والوقوف إلى جانبه ومساعدته وبالتالي هنالك فعاليات لمساعدة المزارعين في المناطق المتاخمة للمستوطنات وستستمر أسبوعين".

ويبلغ حجم الإنتاج السنوي الفلسطيني من الزيت نحو 19 ألف طن في الضفة الغربية، وزهاء 2500 طن في قطاع غزة، وفق ما قاله مدير عام مجلس الزيت الفلسطيني فياض فياض، وذلك طبقا لإحصاءات 20 عاما، وقد زادت الكمية في العشر سنوات الأخيرة، لكنه يتوقع هذا العام أن تنخفض الكمية نحو ألفي طن.

وأشار إلى أن ما يصدر من زيت الزيتون تجاريا أو هدايا من الفلسطينيين لأقاربهم في الخارج، في دول الخليج العربي والأردن ودول أوربية يصل إلى نحو 6 آلاف طن من الزيت.

وحول انتهاكات المستوطنين بحق شجرة الزيتون قال فياض، "جدار الفصل العنصري يحبس خلفه 40 ألف دونم زيتون، واعتداءات المستوطنين والاحتلال لها أشكال وأصناف عدة منها السرقة وقطع الأشجار والتسميم والحرق أو على شكل مجاري المياه العامة الصادرة من المستوطنات، كلها تؤثر على كمية ونوعية الزيت والزيتون".

وأشار إلى أن حجم خسائر الفلسطينيين في قطاع الزيتون خلال السنوات الخمس الفائتة، وصل إلى 50 مليون شيكل (نحو 14 مليون دولار).
 

نابلس- عربي21-
#
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017