الرئيسية / الأخبار / فلسطين
هل هُناك ظاهرة في المجتمع الفلسطيني يمكن تسميتها باليتم الإجتماعي؟
تاريخ النشر: الأربعاء 18/10/2017 11:24
هل هُناك ظاهرة في المجتمع الفلسطيني يمكن تسميتها باليتم الإجتماعي؟
هل هُناك ظاهرة في المجتمع الفلسطيني يمكن تسميتها باليتم الإجتماعي؟

نابلس: من فرح قاسم
اسئلة عديدة تطرح دوما هل هناك ظاهرة في المجتمع الفلسطيني يمكن تسميتها باليتم الاجتماعي؟ وما هي حجم الظاهرة ان وجدت؟ وكيف يمكن التعامل معها؟
وطرحت فريدة الجّابي، مديرة دار اليتيمات في الإتحاد النّسائي العربي، لاصداء نوعين من اليتم، هما :
اليتم الحقيقي، و اليتيم في هذا النّوع هو : من توفي أحد والديه، أو كليهما، والنوع الآخر يسمى باليتم الإجتماعي، و الذي يعد مفهوما حديثاً و يقصد به :أن يعيش الطفل داخل دور الرّعاية على الرّغم من وجود أحد أبويه أو كليهما على قيد الحياة.
و أضافت الجّابي : " هُناك أسباب وظروف عديدة قاسٍ وقعها على الطفل، حيثُ تجعل منه يتيماً يتماً إجتماعيا من بينها : التفكك الأسري و ما ينجم عنه من مشاكل مُقلقة لا سيّما الطلاق أبرزها، إلى جانب ذلك هُناك الفقر و البطاله و ما ينتج عنهما من أعباء خانقة ، و كذلك عدم وجود مأوى آمن يحظى فيه الطفل بالرّعاية التامة بعيدا عن أي إستغلال ، و مرض أو سجن الوالدين، و غيرها الكثير.
و بالإضافة إلى ضحايا هذه الظروف، هُناك اللّقطاء " مجهولي الهوية " ، و الذين يندرجون داخل إطار هذا النّوع من اليتم. "

أمّا عن الحالة النفسية التي يعيشها الطفل المُلقى في دور الرّعاية على الرّغم من وجود أحد الأبوين ، فقد سردت سمية الصفدي مديرة جمعية شؤون المرأة والأسرة ملامحها وما ينصب في أعماقها، حيث قالت : " إن نفسية الطفل تتأذى بشكل كبير حيثُ يطغى عليه شعور بأنه شخص غير محبب و مرغوب به داخل أُسرته، مما يولد داخله حقدا تجاههم ، بالإضافة إلى إحساسه بالنقص الذي يتشكل نتيجة مقارنته حالته بحالة أقرانه خارج دار الرعاية الذين يعيشون و أسرهم تحت سقف واحد، و هذا الإحساس بدوره يدفعه إلى الإنغلاق على نفسه و ملازمة عزلته، رافضاً الإحتكاك بالمجتمع و الإندماج فيه ."
و إتفقت كل من الجابي والصفدي على أن اليتم الإجتماعي يعد الأقسى مقارنةً بالحقيقي ، أما عن نظرة المجتمع للأوّل فقد تابعت الصّفدي : " نظرة المجتمع للأيتام تتباين حسب نوع اليتم، فنجدها في الحقيقي مملوءة بالشفقة و العطف و الرّحمة، أما في الإجتماعي فإن الشّريحة الأكبر من المجتمع تنظر لهم نظرة أقل عطفاً و رحمة ، فمن منطلقهم الغير واعي، تتأثر معاملتهم للأطفال وفقاً للظروف التى أدت إلى وضعهم في دور الرّعاية، مثل التفكك الأسري.. و طلاق الوالدين.. إلخ، تلك الظروف التي ليس للطفل أي ذنب فيها بل على العكس تماما هو ضحيتها، فما بالك لو كان هذا اليتيم لقيطا! للأسف الشديد ، إنّ نظرتهم للّقيط دونية، و لا تخلو من الإحتقار . "
أما فيما يخص مركز اليتيمات التابع لجمعية الإتحاد النسائي العربي ، فإنّه يعد المركز الإيوائي الوحيد لليتيمات في نابلس والذي أسس لإيواء الأطفال المعوزين الأيتام، لحمايتهم، و إصلاح شأنهم، و تطوير قدراتهم، و رفع مستواهم ، و تهيئتهم لظروف حياة أفضل .
يتسع المركز إلى 50 يتيمة كعدد غير ثابت نتيجة للظروف المتغيرة التي قد تؤدي إلى زيادته أو نقصانه . و يضم حاليا 16 فتاة، جلّهن يتيمات يتماً إجتماعيا، عدا واحدة يتما حقيقيا. أما عن الفئة العمرية، فيحتضن المركز الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين(6_18) سنة. يتم تحويل اليتيمات إلى دار الرّعاية عن طريق الشؤون الإجتماعية، و تعتبر تبرعات أهل الخير المموِّل و الداعم المادي للجمعية.

و فيما يتعلّق بتعليمهن، فإن الجمعية تتكفل به، فسابقاً كن يدرسن في مقر الجمعية لغاية الصّف السادس الإبتدائي، و من ثم يحوّلن إلى المدارس الحكومية، أمّا الآن، فإنهن يحوّلن من الصّف الأول إلى مدارس حكومية، (مدرسة الحاجة رشدة التي أسستها لطالبات الأدبي، و العائشية لطالبات العلمي).
و بعد ذلك، فإن اليتيمات اللاتي ينجحن في إمتحان الثانوية العامة، تتحمل الجمعية كافّة رسوم تسجيلهن في الجّامعة ، أمّا عن الفتيات اللاتي يخفقن في الإمتحان، ولا يستطعن تكملة المرحلة الجامعية، فتقوم الجمعية بتحويلهن إلى مركز تأهيل و تدريب. حيث يعتبر خروج الفتاة من الميتم بمهنه تستطيع الإعتماد فيها على ذاتها أحد أهداف هذه الجمعية.
و بالتّشديد على المجتمع و دوره في التأثير علي نفسية الفتيات قالت الجابي : " لم تنجُ الفتيات من ظلم المجتمع، و من سلوكياته المؤسفة تجاههن ، فما زال يعاملهن على أساس الظروف التي أوصلتهن إلى دور الرّعاية، تلك الظروف التي لا ذنب لهنَّ فيها . فعلى سبيل المثال هُناك أهالي يقومون بمنع أطفالهن بالإحتكاك مع اليتيمات داخل المؤسسات التعليمية.
حتى عند تلقي التبرعات ، فإننا نجد فيها ما يخدش كرامة اليتيمات أحياناً ، فمثلا هناك من يقومون بالتبرّع بملابس مستعملة غير صالحة للإستعمال، و آخرون يتبرّعون بوجبات طّعام فائضة عن الحاجة دون الإكتراث بالطريقة اللّائقة التي ينبغي أن ترتب فيها لتقديمها لهن، و أمثلة كثيرة مؤسفٌ حدوثها."
و تابعت الجّابي : " هُناك أُصول للتبرّع يجب أن يدركها المتبرع و يعمل بها، حتى لا يخدش بقصد أو دون قصد كرامة اليتيم."
هُناك دائماً المجهول الذي يتربّص بمستقبل اليتيم الذي يعيش داخل دور الرّعاية فيما يتعلّق بحصوله على وظيفة يعتاش منها و تمكنه من تكملة حياته معتمدا على نفسه، دون أن يكون عالة على أحد بعد خروجه من دار الرّعاية.
و بهذا الصّدد ركزّت الجّابي على دور المؤسسات في إيجاد فرص عمل لهم، حيث قالت : " يقع على عاتق المؤسسات إيجاد فرص عمل للأيتام، و إستيعابهم بكافة المجالات، دون إستغلالهم." ختمت الجابي الحديث بـ : " إتقوا الله في حق أبنائكم، إتقوا الله في نظرتكم و أفعالكم تجاه الأيتام. "
Amin
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017