الرئيسية / الأخبار / فلسطين
نسوة المويلح يستذكرن محطات اللجوء على أمل العودة
تاريخ النشر: الجمعة 16/05/2014 07:59
                                         نسوة المويلح يستذكرن محطات اللجوء على أمل العودة
نسوة المويلح يستذكرن محطات اللجوء على أمل العودة

 نابلس:

لم تنل السنوات الـ 66 من عزيمة النسوة الثلاث من مهجرات بلدة المويلح قضاء يافا، اللواتي  يقمن باستغلال كل مناسبة لاستذكار مسقط رأسهن بالرغم من مرور تلك العقود الغابرة، وتتحول حكايات اللجوء وما تخللها من نكبات إلى وجبات للحديث وتداول المعلومات ونقلها من جيل لآخر.

وتقول الحاجة ام أيمن (سميحة أبو وردة 77 عاما) إن عائلتها هاجرت عن أرضها في الخامس من أيار عام 1948 أثناء موسم حصاد الحبوب، حيث تبقى نصف المحصول بأرضه وتم إحراقه من قبل العصابات الإسرائيلية انذاك.

وتستذكر "كانت طائرات يهودية تحلق في سماء المنطقة، وتطلق النار من كل جانب، فسقط من أبناء عرب المويلح عبد الله أبو علوش وكان في العشرينات من عمره، عندما أصابته رصاصة مباشرة في الرأس، وتم دفنه في مقبرة المجدل المجاورة".

محطات اللجوء

وتصف أم عماد (عزيزة الحمد 73 عاما) ذلك اليوم بأنه "أصعب يوم في حياة العائلة، تركنا كل شيء خلفنا، اعتقدنا أننا سنغيب يوما أو أسبوعا، لكن الغيبة طالت".

وتضيف: "خرجنا صوب بلدة رافات التي تربطنا مع أهلها علاقة شراكة بالأراضي، ومكثنا ليلة بخربة سرطة المجاورة إلى أن وصلنا إلى رافات، وهناك استضافنا الأهالي في بيوتهم، وبدأت فصول الهجرة تتكشف".

حكاية أم أحمد (حليمة سناقرة  78 عاما، ولها سبعة من الأبناء و45 من الأحفاد)، لا تختلف كثيرا فهي من مواليد كفر سابا التي لا تبعد سوى  كيلومترات معدودة عن المويلح، حيث اقترنت برجل منها بعد الهجرة إلى مخيم بلاطة، والذي تحول إلى محطة لآلاف اللاجئين.

ورغم مرور أكثر من ستة عقود على النكبة إلا أن أم أحمد تكابد ويلات النكبة، حيث فقدت حفيدين شهيدين خلال انتفاضة الأقصى وهما أحمد ومحمود سناقرة، كما استشهد زوج إحدى حفيداتها.

وتقول أم عماد ولديها  ستة من الأبناء و30 من الأحفاد إن حكايتها هي حكاية كل فرد فلسطيني فقد أرضه وأضحى ينتظر يوم العودة، "لقد عجزنا وهرمنا لكن أمل العودة حاضر نعلمه لصغارنا"، وتضيف "أرضنا لا تقارن بأي أرض وتؤشر بكفها مثل كف اليد يزرع فيها كل شيء".

لم تتوقف معاناة عائلة أم عماد عند حد الهجرة من أرض المويلح بل لاحقتها النكبات فقد اعتقل جميع أبناء الأسرة، "في إحدى سنوات الانتفاضة الأولى كان أربعة من أبنائها معا بالسجون، وكانت تتنقل من سجن لآخر لزيارتهم".

تصف الحاجة أم أيمن ولها سبعة من الأبناء و36 من الأحفاد طبيعة الحياة في بلدة المويلح بطفولتها، "كنا نعيش على ما نزرعه في الأرض، لقد كانت الحياة بسيطة، الخيرات لا تعد ولا تحصى إضافة إلى هداة البال والعمل، كل بأرضه التي تعد من أخصب أراضي فلسطين".

بعد سنوات عديدة من الإقامة في بلدة رافات المتاخمة للخط الأخضر أجبرت عائلات المويلح إلى التوجه إلى مخيم بلاطة على طرف السهل الشرقي  لمدينة نابلس، حيث كان الفصل الجديد للنكبة، كانت معيشة قاسية وحياة مرة تحت الخيام -كما تقول أم عماد، وكانت سنة الثلجة في العام 1950 حيث فاضت المياه واضطر الأهالي إلى المكوث في مساجد مدينة نابلس والمدارس، وأضحت النكبة عنوان واضح على الألم.

عدم التنازل عن العودة

هل يقدر الوطن بالمال وهل يمكن قبول التعويض؟ تسارع أم عماد بالرد: "لا الملايين ولا أرض العالم كله تساوي حبة رمل من بلدنا، لو دفعوا لنا الملايين لن نتخلى عن بلدنا"، وتتدخل أم أيمن بالقول: "علما أولادنا أن أرضهم في المويلح ويافا والمخيم مكان مؤقت، حتى أطفالنا عندما يسألون من أين أنتم يقولون من يافا".

 تتنهد أم أحمد وتقول: "ما عشناه حياة كلها تعب من أيام البلاد، لا أتذكر أن الفرحة استمرت سنوات، ما نخرج من حرب حتى ندخل بغيرها، وكله على رأس هذا الشعب، أتذكر أن يوم عرس أحد أبناء الحمولة دخل الجيش وفرض منع التجول وحرمنا من الفرحة".

لكن أمل العودة لم يغب عن الذاكرة -تقول أم أيمن- وسنعود للمويلح، وإن لم  يكتب لي العودة إليها حيا، أرجو من الله ان يكتب لنا الدفن فيها، علمنا أولادنا أنهم يوما سيعودون -تقولها بصوت يغلب عليه التعب ممزوج بالأمل-.

المويلح هم من البدو وتعود أصولهم إلى عرب الجرامنة وتقع إلى الشرق من مدينة يافا الفلسطينية، وتبعد عنها 16كم، وترتفع 25مترا عن سطح البحر.

تبلغ مساحة أراضي بدو المويلح (3342) دونماً يحيط بها أراضي قرى كفر قاسم وجلجوليا وألمر، قدر عدد سكان المويلح عام 1931 (370) نسمة، وفي عام 1945 (360) نسمة.

قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بتشريد أهالي المويلح عام 48 والبالغ عددهم (418) نسمة، وأنشئت مستعمرة "نفي يراك" عام 1951، قسم منها على أراضي المويلح وقسم آخر على أراضي جلجوليا التي ما زالت قائمة حتى اليوم، وبلغ مجموع اللاجئين من المويلح في عام 1998 حوالي (2565) نسمة.

تاريخ المويلح

ويرجع تاريخ إنشاء قرية المويلح إلى حوالي سبعمائة سنة مضت، الأمر الذي يشير إلى أن القرية أسست في العصر المملوكي، وقد قام بتأسيسها مجموعة من عرب المالحة، والذين أقاموا في بداية الأمر في المنطقة، وشيدوا منازلهم حول ينبوع مياه، ثم انتقلوا للإقامة بجوار قرية رأس العين.

وكانت مساحة القرية في البداية صغيرة ثم امتدت حتى بلغت مساحة أراضيها 3342 دونما منها 171 للطرق والوديان و376 دونما تسربت لليهود، غرست الحمضيات في 936 دونم من أراضي القرية، كما غرس الموز في 23 دونما، وتحيط بأراضي المويلح أراضي كفر قاسم وجلجوليا والقلاع اليهودية.

 

وتعود أصول تسمية المويلح إلى عقود مضت، حيث تشتهر أراضيها بوجود مساحات منها يطلق عليه شعبيا ملاح. وقد شيد ملاك الأرض في فترة الانتداب البريطاني منازل لهم وسط بساتين الحمضيات والموز الممتدة خارج القرية، وفي عامي 1944و1945 كان ما مجموعه 949 دونما مخصصا للحمضيات والموز، و1796 دونماً للحبوب، و27 دونما مروياً أو مستخدما للبساتين، وكانت الآبار الواقعة في الركن الشرقي من القرية تزود الأراضي بمياه الري.

 

صوت الحق

المزيد من الصور
                                         نسوة المويلح يستذكرن محطات اللجوء على أمل العودة
                                         نسوة المويلح يستذكرن محطات اللجوء على أمل العودة
                                         نسوة المويلح يستذكرن محطات اللجوء على أمل العودة
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017