تصوير شيماء عطا
\جامعة النجاح تمنح درجة الماجستير للباحث امجد بشكار حول الشراكة السياسية لدى حركات الإسلام السياسي- دراسة حالة حركة حماس
نابلس:
منحت جامعة النجاح اليوم درجة الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية للباحث أمجد بشكار، حول رسالة عنوانها الشراكة السياسية لدى حركات الإسلام السياسي- دراسة حالة حركة حماس والتي اشرف عليها الدكتور رائد نعيرات.
وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور رائد نعيرات مشرفا ومناقشا رئيساً، والدكتور ناصر الدين الشاعر مناقشاً داخلياً، والدكتور أيمن يوسف مناقشاً خارجياً.
وأشار بشكار إلى أن الحركات الإسلامية جزء من نسيج المجتمع في الدولة العربية, فقد تم تغييبها كما غيّبت العديد من القوى السياسية, مما أحدث حالة من الاغتراب داخل الدولة لحركات الإسلام السياسي، والذي بدوره أدى إلى ذهاب حركات الإسلام السياسي إلى المجتمع وتشكيلها فكرة المجتمع العميق, فتاريخياً أصبح هنالك مجتمع عميق مركزيته الحركات الإسلامية ودولة عميقة مركزيتها العسكر والنظم الليبرالية.
واوضح أن حركة حماس أحدثت بتبنيها وثيقة المبادئ والسياسات العامة حالة تمهد لبناء شراكة سياسية حقيقة في النظام والحياة السياسية على حد سواء، فقد قدمت حماس إجابات للعديد من الأسئلة التي وقفت عائقاً أمام الشراكة السياسية سابقاً ومن أبرزها، الدولة الفلسطينية، منظمة التحرير، المقاومة، إضافة إلى قضايا: البعد الوطني للحركة، وموضوع الديمقراطية، والمرأة، والآخر الفلسطيني.
وأشار الباحث بشكار ان فكرة الرسالة نبعت من قضيتين أساسيتين: الأولى: بعد الربيع العربي واجهت حركات الإسلام السياسي إشكالية في قيادة الحكم, هنا ذهبت بعض الدراسات إلى توضيح عظم الإشكاليات التي واجهتها الحركات الإسلامية السياسية في تثبيت نفسها, وبعض الدراسات ذهبت إلى تحميل حركات الإسلام السياسي فشل الربيع العربي، وقد صَبت جام غضبها عليها.
وأورد أن إستفزاز ظهر لديه مفاده تكمن المشكلة الأساسية في صياغة الشراكة السياسية عند حركات الإسلام السياسي, وهل فعلاً ما وُجّه لحركات الإسلام السياسي من انتقادات كان السبب الرئيس في عدم المقدرة على إنتاج شراكة سياسية حقيقية, أم أن الآخر هو الذي لا يوجد لديه مقدرة أو تقاطع مع حركات الإسلام السياسي. والإجابة الأولية كانت أنه لا يوجد شيء مطلق, لا حركات الإسلام السياسي لديها اطلاقية في رفض الشراكة ولا الحركات الأخرى يجب أن يكون لديها رفض كامل.
ونوه إلى أن فالمشكلة بدأت منذ نشأة الدولة العربية القطرية, حيث ثارت العديد من التساؤلات حول طبيعة الدولة العربية هل هي دولة قومية؟ أم دولة عرقية؟ أم دولة قائمة على المواطنة؟ فالدولة العربية قامت على مفهوم الوطن والحدود الجغرافية، ولكنها لم تقم على مفهوم المواطنة، وهذا ما يفسر أغلب شرعيات الدولة العربية والتي قامت تارة على الشرعيات التاريخية والدينية، وأنتجت شكلين من الأنظمة، إما أنظمة ريعية من الدرجة الأولى، وإما أنظمة تبعية تقوم العلاقة فيها على مفهوم الرعيّة.
وأبرز سؤال المشكلة الرئيس والذي تمحور حول قدرة حركات الإسلام السياسي على أن تكون جزءاً من شراكة سياسية في الوطن العربي, وكذلك التعرف على أبرز المعيقات والتحديات التي واجهتها سواءً على الصعيد الفكري أو السلوكي، والتي أعاقتها من إنتاج شراكة سياسية, متخذة من حركة حماس نموذجاً كونها جزءاً متقدماً في حركات الإسلام السياسي وما هي الخصوصية الوطنية التي تتمتع بها حماس في إنتاج شراكة سياسية وطنية عامة تتمثل في برنامج وطني موحد؟.
وطرجت الدراسة فرضية أن حركات الإسلام السياسي قد واجهت معيقات في ممارسة الحكم وتحقيق الشراكة السياسية، والتي تعود لسياسة الإقصاء والتهميش من قبل الأنظمة العربية, وقد تعاظمت هذه المشكلة بعد الربيع العربي وفوز الإسلاميين في الحكم حيث ظهرت معيقات وإشكاليات جديدة أمام الشراكة تتمثل في: مرجعية الدولة وقضايا الأمة والوطن، والدولة والانتخابات، وإعطاء أولوية للبرنامج الاجتماعي عن السياسي.
وتم تقسيم الدراسة إلى جزئيين مركزيين: الجزء الأول: وهو ما تناول المعضلة الأساسية التي واجهت حركات الإسلام السياسي والمجتمع والآخر, هذه المعضلة تمثلت في بنية وتركيبة ونشأة الدولة القومية في العالم العربي, حيث أنها لم تكن لا دولة لكل مواطنيها ولم تكن دولة ديمقراطية, ومما أعظمها بنية وطبيعة العلاقات التي نشأت تاريخياً بها.
ووضع الباحث افتراضه الأساسي القائم على "أننا اليوم في عالمنا العربي بحاجة إلى إنتاج عقد سياسي جديد, هذا العقد السياسي قائم على الشراكة السياسية والاتفاق على الأولوية الوطنية وتحديد العدو الخارج"ي.
اما الجزء الثاني: واقع حركة حماس, فعلى مدار تاريخ حركة حماس وتفاعلها السياسي والاجتماعي والاقتصادي مع باقي مكونات القضية الفلسطينية حدث هنالك إرباك دائم, فهل المعضلة لدى حماس أم المعضلة لدى الآخر, أم المعضلة لدى الكل الوطني. وكانت الإجابة الأولية كانت كذلك من قضية أساسية أن الكل الوطني لم يستطع أن يتفق على برنامج وطني موحد, إلا أن الباحث وجد أن أحداث الربيع العربي ومسيرة حركة حماس على مدار السنوات الماضية هي التي جعلت حماس تنتج في النهاية وثيقتها السياسية, والتي يرى الباحث أنها أجابت على العديد من التساؤلات بناءً على هذه الخلفية العامة للدراسة.
وقسمت الدراسة إلى أربعة فصول رئيسة.
الفصل الأول: تم تناول مقدمة الدراسة ومفاهيمها.
الفصل الثاني: تناول الدولة في الفكرين الغربي والعربي لتبيان حجم البون والمفارقة بين النموذجين العربي والغربي في طبيعة وشكل إدارة الدولة، وهل الدولة العربية تصلح لأن تكون بيئة لإنتاج شراكة حقيقة, وخرج الباحث بنتيجة أن الدولة العربية لا تحاكي في نشأتها ولا تركيبتها ولا إدارتها لعلاقاتها الدولة القومية الغربية, فهي دولة حزبية أو عرقية أو دينية, وهذه كانت معضلة أساسية ومركزية أمام اللاعبين السياسيين.
الفصل الثالث: تناول حركات الإسلام السياسي وذهب لمناقشة جدليات إحداث الشراكة السياسية مثل فهمهم للآخر والدور السياسي والبرنامج الاجتماعي والذي أنشا بدوره المجتمع العميق لحركات الإسلام السياسي مقابل الدولة العميقة عند الآخر.
الفصل الرابع: ذهب لتناول حركة المقاومة الإسلامية حماس, فلم يتم تناول تاريخها ولا نشأتها وإنما تناول حركة حماس من جانب الشراكة السياسية, هذا الجانب عند حركة حماس ارتكز على ما قدمته حماس من إسهامات في تحقيق الشراكة وما احتوته من معيقات اتجاه الشراكة سواء كانت هذه المعيقات موضوعية أو ذاتية.
