الرئيسية / الأخبار / فلسطين
اثار سبسطية تجاه الخطر… هل من مجيب؟
تاريخ النشر: الثلاثاء 14/11/2017 13:46
اثار سبسطية تجاه الخطر… هل من مجيب؟
اثار سبسطية تجاه الخطر… هل من مجيب؟

سوسن مديني- نابلس-
في كل دول العالم يوجد آثار والآثار هي التي تعود لعصور و عهود قديمة تعاقبت على منطقة معينة من الأرض، وهي تمثل تاريخ وحضارة البلد ويتم الاهتمام بها من خلال ترميمها والمحافظة عليها، وتساعد في اقتصاد البلد لأنها عوامل جذب السياح، ولكن الأمر مختلف في فلسطين، ومثال شاهد على ذلك آثار سبسطية التي لا نستطيع ترميمها والمحافظة عليها بسبب الإحتلال الإسرائيلي.

تحدث رئيس بلدية سبسطية محمد عازم  خلال لقائه مع فريق تجوال اصداء ضمن مسار ابراهيم الخليل في الآونة الأخيرة تتعرض سبسطية لهجمة إسرائيلية بحكم مواقعها الأثرية باقية تحت السيطرة الإسرائيلية، وسميت كمناطق (c) وهذه المناطق يرفضون الإسرائيليين أي إجراءات من قبل بلدية سبسطية، أو السلطة الوطنية بشكل عام للقيام بأعمال ترميم أو أعمال صيانة للموقع الأثري، وهم على مدار الساعة يسعون جاهدين من خلال الناس المغرضين ولصوص الآثار إبقاء البلد وتحديدا الموقع الأثري مدمر، حتى يكون عندهم مبررات لتواجدهم فيه.

وأضاف عازم كان بالأمس يوم الثلاثاء حضور لدائرة الآثار الإسرائيلية، ووحدات العمل الإسرائيلية، برفقة الجيش الإسرائيلي وقاموا بزيارة الموقع الذي قبل فترة قصيرة تم الاعتداء عليه وتخريبه، نحن كبلدية توجهنا لترميمه بمساعدة وزارة السياحة والآثار، وتم منعنا وصادروا الهويات الشخصية، وبنفس الوقت ممنوع ترميم الآثار التي يتم تخريبها، وهم بنفس الوقت لا يرممون الموقع لأسباب بعيدة يسعون ليكون الموقع الأثري ضمن ادارتهم فقط، وضمن خطة اسرائيلية السيطرة وعمل حماية على الموقع الأثري حتى يعملون على تهويد هذا الموقع، نحن في البلدية نعمل جاهدين على تركيز و تكريس جهودنا لخدمة كل سبسطية بما فيها الموقع الأثري، علماً كبلدية محرومين من العمل في هذا الموقع ولكن نعمل بكل إمكانياتنا وطاقاتنا.

وأشار عازم المعالم البارزة في سبسطية هي معالم يمكن حصرها وتوثيقها، لكن المعالم الغير موجودة في سبسطية وغير مكتشفة حتى اللحظة بالإضافة إلى القطع الأثرية التي سرقت من سبسطية، نحن نعمل على محاولة تجميع هذه القطع ومعلومات عنها ومكان وجودها، وجزء كبير منها في قيسارية سبسطية وجزء منها في الأردن وبالإضافة لمتاحف أخرى بالعالم، وهذه ضمن رؤيتنا في الخطة الاستراتيجية للبلدية نحاول كيفية استرجاع هذه القطع التي سرقت من سبسطية، وأضاف بالنسبة لموضوع الحمايات في ظل وجود سلطة هي المكلفة والمسؤولة عن حماية الموقع، لكن نواجه مشكلة التنسيق الإسرائيلي لسبسطية يكاد معدوم.

وتابع عازم سبطية مقسومة لمنطقة (B) و(C) والمنطقة من فوق بالمطلق (C)، وأضاف نائب رئيس البلدية نزار كايد أن المنطقة الأثرية مقسومة نبقى نسير حتى الساحة عندها ينتهي حد (B) وتبدأ (C) تحت سيطرة الاحتلال.
وعلق عازم طرق الحماية متعددة منها يتعلق بالناس المحليين من خلال اللجان، والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المحلي، والفصائل، والناشطين في العمل السياحي في هذا الجانب كان في عدة مبادرات من السيد زيد الأزهري، وسلطت الضوء على سبسطية وساهمت في تكوين اهتمام من الجانب الرسمي والحكومة الفلسطينية باتجاه سبسطية، وكانت لها ثمار في 1-8-2017 عندما قدم رئيس الوزراء ووزيرة السياحة لسبسطية، واجتمعوا في البلد وسمعوا لهموم ومشاكل البلد، لكن كان في مطالب كبيرة لحد هذه اللحظة لم يلبى بسبب الإمكانيات.



تحدث زيد الأزهري عن البازيليكا: هو اسم كان يعني المكان الذي يتجمع به الناس لمعاملاتهم الحكومية، ويمكن تمثيله في يومنا هذا بالبلدية أو الوزارة، المكان كان عبارة عن مبنى مغلق من الاربع جهات كانت هذه الأعمدة موجودة جنب الجدران، وأرضية المكان أغلبها من الفسيفساء وهذا المكان بداية مناطق (C)، لأنه خط الاعمدة هو الفاصل مابين (B) و(C) في سبسطية وهذا المكان الأكثر شهرة في سبسطية، ولكن مع الأسف من سنة اكتشافه من عام 1908 لحد اليوم لم يستطع أحد ترميمه.
وتابع الأزهري سبب عدم ترميمه لأنه من عام 1908-1948 في حالة الاضطرابات و الإنتداب والإحتلال، ومن 1948 -1967 كان تحت الحكم الاردني والأردنيين كانوا يعملون على اكتشاف آثار جديدة في سبسطية، وسنة 1968 اتخذت اسرائيل قرار بإعتبار هذه المنطقة حوالي 2000 دونم محمية أو حديقة آثار وطنية إسرائيلية، فكان أي تدخل يتم للمكان من قبل الإسرائيليين لحد سنة 2000 مع الإنتفاضة الثانية وقل تواجدهم، والبلدية فرضت سيطرة على المكان وبنت مبنى لوزارة السياحة مركز التفسير، ولكن بقي الموقع كموقع تحت الادارة الاسرائيلية.

وأضاف الأزهري آخر تدمير للاحتلال الإسرائيلي هو منطقة المحكمة في الموقع الأثري تم تكسيرها وتدميرها عندما كانوا المستوطنون مغلقين الموقع الأثري، وعندما حاولت البلدية ترميمه على عاتقها الشخصي جاء الجيش الاسرائيلي وتم اعتقال العاملين والبلدية وحجز هواياتهم، ولم يتم ترميمه.

وأشار الأزهري المشكلة وجود نهب وسرقة للآثار وتخريب، ولا تستطيع الأجهزة الأمنية والسلطة في حماية الموقع، وهذا الشيء يعمل على تخريب الموقع وكل يوم يوجد اعتداءات على الموقع وعمليات سرقة وحفر على الآثار غير شرعية.


وعلق الأزهري يخطط الإسرائيليين على عمل الموقع الأثري في سبسطية مثل تل رميدة في الخليل تدخل بتصريح وتفرض إدارتها على كل الموقع، وعندما قامت هارفرد بعمل حفريات سنة 1908 نشرت كتب من ثلاث سنوات عن الحفريات في وحدة من الصفحات يقول فيها الكاتب: (نحن دمرنا حقبات تاريخية متعددة من الآثار الموجودة في سبسطية، لأنه الأشخاص الممولين لعمل هذه الحفريات اسمه هارفرد جاكوب هنري وهو واحد من قادة الحركة الصهيونية من عام 1908)، وأضاف يعترفون بشكل واضح وصريح بتدمير حقبات التاريخ والآثار الموجودة وكتبنا الرواية التي طلبتها منا الحركة الصهيونية بدل الرواية الحقيقة، وتخيل لو اسرائيل تأتي وتعمل بيدها ماذا يحدث؟

ونوه الأزهري لوجود البرج الهلنستي يعود للفترة الهلنستية، وهي فترة كانت قبل الفترة الرومانية وهذه اخر قطعة أثرية في الضفة تعود لهذه الفترة، ويدعوا كافة الجهات الرسمية والحكومية لبذل المزيد من الجهد والعمل لحماية الآثار وترميمها، واتخاذ خطوات فعلية تجاه الآثار.
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017